اقرأ في هذا المقال
- حل الإسلام لمشكلة عدم ثقة الآباء بالأبناء
- التناسق بين الثقة بالأبناء ومراقبتهم في الإسلام
- ركائز الثقة في الأسرة المسلمة
أحد أكبر التحديات التي يواجهها المسلم على الإطلاق هو كونه أبًا، لذلك فإن الكثير من الآباء أقل استعدادًا لهذه المهمة، ويخبرنا الله تعالى في القرآن الكريم أن الأطفال هم تجربة الآباء والأمهات، وبالتالي يجب أن يأخذ مهمة الأبوة والأمومة على محمل الجد، وأن يبدأوا في تجربتهم في التعامل مع عائلاتهم، وتقديم المشورة للعائلات المسلمة الأخرى، وتطوير نموذج بناءً على ما يسمى الإيجابي والسلبي.
حل الإسلام لمشكلة عدم ثقة الآباء بالأبناء
من المثير للاهتمام والملاحظ أنه عندما يتعلق الأمر بالثقة بين الآباء والأبناء يعمّ الصمت في المكان؛ لأنه يتناول السلوك البشري للآباء، فالثقة هي عنصر واحد من مفهوم الرحمة، والثقة بالأبناء هي باب من أبواب الرأفة بهم.
إن المشاورة والشورى بين الأبناء والآباء تدل على ثقة الآباء بهم، فعندما يتحاورون مع بعضهم البعض في المجال التعليمي مثلًا، يدل على احترام الآباء لرأيهم وثقتهم بهم، هذه واحدة من أفضل الطرق للترابط وزرع اليقين التام بالأبناء بثقة آبائهم بهم.
ومع ذلك لن تكون الثقة مثمرة إلا إذا كانت صادقة وليست مجرد إجراء شكلي أمام الأبناء، فزرع الشورى في الأسرة تؤكد للأبناء ثقة الآباء بهم، إن فرض أفكار المرء مع مراعاة ضئيلة لرفاهية الأسرة بأكملها يتعارض مع الغرض و المبدأ القرآني للثقة والشورى.
ويتجلى مفهوم الثقة في الإسلام بأجمل صورة في التعاون، عندما يتعاون الآباء مع الأبناء ويشكلون وحدة الأسرة بهذه الطريقة، وتطبق حقًا روح الإسلام، تصبح رفاهية كل فرد من أفراد الأسرة هي الشغل الشاغل للآخر.
والثقة بالأبناء هي أكثر من مجرد كلام، إنه جزء أساسي من الحياة الأسرية، إنه يطور طريقة العلاقة بين الأبناء والآباء، وينمي طرق التواصل بينهم.
وفي كثير من الأحيان يدعي الناس أنه ليس لديهم مشكلة في التواصل؛ لأنهم يتحدثون دائمًا، ومع ذلك فإن غالبية الوقت يتحدثون بشكل رسمي، ينتج عن هذا الوضع عادةً ضبط المستلم، يتعلم العديد من الأطفال في سن مبكرة البُعد وعدم الثقة بالوالدين.
عندما يكون التواصل وسيلة للاستماع، والفهم وتبادل الأفكار، فهو أقوى أداة لتطوير الثقة والتربية الفعالة، أفضل درع ضد ضغوط الأقران والمجتمعية، كما أنه يعلم الأطفال مهارات حل المشكلات بتطوير مفهوم الثقة من قبل الآباء، فهو ي أحد المكونات المهمة للتواصل الإيجابي، وبالتالي خلق الوحدة والتكاتف من خلال مشاركة مشاكل الأبناء مع الآباء.
التناسق بين الثقة بالأبناء ومراقبتهم في الإسلام
تتطلب الأبوة والأمومة الفعالة أن نكون متسقين في أحكامنا القيمية والانضباط والمعايير الأخلاقية، ويطبق العديد من الآباء عن غير قصد معايير مزدوجة في مراقبة سلوكيات الأبناء والبنات بشكل مفرط، ويؤدي ذلك إلى انعدام الثقة في الأسرة، فيجب أن يشعر الأبناء أن الأسرة هي الملجأ والأمان، وحين يثقون بذلك يبرزون أسرارهم بشكل آمن حيث توجد ثقة متبادلة في الأسرة.
لسوء الحظ غالبًا ما يخون الآباء ثقة أطفالهم عندما يناقشون مخاوفهم، والتي يثقون بها عند الغرباء، وهذا يؤدي إلى عدم الثقة، عاجلاً أم آجلاً سيتوقف الأطفال بالثقة بآبائهم، وقد يتطلب ذلك منهم العثور على المقربين من خارج الأسرة، وأحيانًا أقرانهم من غير الصالحين، وقد يضر ذلك بنموهم الروحي والأخلاقي.
وأعظم هدية يمكن أن نقدمها لأطفالنا هي الثقة، ويمكن تطوير هذا في وقت مبكر جدًا من الحياة من خلال تشجيع الأطفال عندما يعملون شيء معين.
ركائز الثقة في الأسرة المسلمة
من واجب الوالدين بناء الثقة في الأطفال من خلال التشجيع والثناء الصادق، ومن خلال تطوير الثقة يمنح الأطفال الشجاعة للدفاع عن أنفسهم ومعتقداتهم والقدرة على التعامل مع الشيء الخاطئ، وتعليم الثقة ضبط النفس وتجنب ضعف شخصية الطفل، وتطور شخصية؛ حتى لا يصبحوا عبيدًا لرغباتهم.
والمقارنة بين الأبناء هي من أهم الأسباب انتزاع الثقة في الطفل، هي نتيجة المنافسة السلبية القاسية و تولد الاستياء والغضب لدى الطفل، ويقارن العديد من الآباء أطفالهم بأطفالهم الآخرين ويتعودون على الشكوى منهم، لكن يجب أن يدرك الآباء أن لا أحد منا كامل، ولذلك يجب أن يتوقفوا عن البحث عن الكمال في الأبناء.
ويظهر الجانب السلبي للسيطرة في شكل شخصية الطفل عند المبالغة في مراقبة الطفل وعدم الثقة به، وإن النقد المستمر والمدمّر هو علامة على خلل في الأبوة والأمومة، التي تسبب في انتزاع الثقة منه.
وفي النهاية نستنتج أن الإهمال المستمر وعدم الثقة والاشتباك اللفظي من قبل الآباء يدمر الأجواء الهادئة في المنزل، وإن احترام الذات لدى متلقي هذا النقد وهو الأطفال يكون منخفض للغاية مما يطورون فيهم عقلية الضحية، وسوف يسعون إما إلى إقامة علاقات مؤذية أو يديرون ظهورهم لعائلاتهم في المستقبل.