حل مشكلة تدخل الأهل بين الزوجين في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


عند سؤال الأزواج عن التحدي الذي يواجه الأسرة لديهم، سيكون جواب العديد منهم هو تدخل الأهل بين الزوجين، ويمكن أن يكون الضغط الذي يجلبه تدخل الأسرة والأهل كبيراً لدرجة أنه يمكن أن يؤدي إلى الطلاق بالنسبة لبعض الأزواج.

حل مشكلة تدخل الأهل بين الزوجين في الإسلام

يوجد المئات من حالات الطلاق كانت نتيجة لتدخل الأسرة والأهل، والعلاقة بين الوالدين والابن مثل علاقة الزوج والزوجة، هي رابطة خاصة تواجه تحديات عندما ينتقل الابن إلى العلاقة الزوجية، مما يجب على الجميع أن يتعلموا كيفية التنقل في أدوارهم الجديدة.

يجب على الأزواج حديثي الزواج تعلّم دورهم الأسري الجديد؛ من أجل أن يحافظوا على علاقاتهم الصحية مع والديهم، بينما يرعون زواجهم في نفس الوقت؛ ويجب أن يكون هناك تواصل وفهم واضح للعلاقات المتغيرة.

يعتبر الآباء والأسرة الممتدة أمرًا حيويًا؛ لأنهم يوفرون للزوجين الجدد الاستقرار والدعم، ومع ذلك إذا لم يتم تحديد الحدود بوضوح، فمن الممكن أن تطغى على الزوجين وتؤدي إلى تآكل الرابطة الزوجية، وإن العديد من العائلات غير القادرة على إيجاد التعايش السلمي في أسرهم يؤدي بهم إلى الكثير من المشاكل، حيث تتحول العديد من المناقشات إلى مشاكل مع الأصهار والأهل عند التدخل الأسري.

إن الأبناء يحتاجون إلى تذكر طاعة والديهم وأن الآباء يحتاجون فقط إلى التوقف عن التدخل والسماح للزوجين الجدد بالنمو ورعاية العلاقة وحدهما إن أمكن، إن القضية الأساسية التي تتسبب الخلافات في الحياة الأسرية اليوم هي التدخل غير المرغوب به من الأهل في العائلات النووية، وقد يكون من الصعب التخلي عن الارتباط العاطفي القوي الذي يشعر به الوالدان تجاه ابنهما بمجرد زواجه، ولكن هذه سنة الحياة ويجب التأقلم معها.

لماذا يتدخل الأهل في حياة الزوجين

وإن الشعور بعدم الأمان والخوف هو ما يجعل الكثير من الآباء يتدخلون في الحياة الزوجية لأبنائهم، حيث يخشى العديد من الآباء فقدان أبنائهم عندما يتزوجون، وقد لا يعودون مهمين في حياته، ولا يأتي سلوكهم بالضرورة بنية خبيثة؛ بل إن المشاعر اللاواعية لدى الوالدين بعدم الأمان تدفعهم إلى التدخل أثناء محاولتهم التأقلم مع فقدان ابنهم بالزواج.

بالإضافة إلى ذلك قد يواجه آباء الأبناء الذين يعتمدون عليهم بشكل مفرط للحصول على الدعم العاطفي أو المالي؛ صعوبة أكبر في السماح لأبنائهم بأن يصبحوا صانعي قرار مستقلين بمجرد زواجهم.

وهناك بعض العلامات الخفية في المراحل المبكرة من الزواج، حيث يختبر للوالدين ولاء أبنائهم لهم من خلال تقديم المطالب والتهديدات وحتى حجب الدعم عنهم، أو قد ينتقد الآباء أيضًا الزوجة ليروا كيف سيكون رد فعل ابنهم من أجل تحديد مقدار الطاعة لهم.

وقد يكون الآباء غير شاعرين لحاجة الزوجين للخصوصية الجسدية والعاطفية بينهما، فقد يقدمون نصائح غير مرغوب فيها ويعطون موافقتهم أو عدم موافقتهم على جميع القرارات التي يتخذها الزوجان، وقد ينظر الوالدان إلى كل هذه السلوكيات على أنها تُظهر رعايتهما وقلقهما عليهما، ومع ذلك قد يرى الزوجان ذلك تدخلاً وقد لا يعرفان أسبابه أو كيفية التعامل بشكل مناسب مع والديهما.

ويجب على الأزواج الذين هم على طريق الزواج إجراء محادثات في وقت مبكر مع والديهم حول ديناميات الأسرة المتغيرة التي ستحدث قريبًا بمجرد زواج الزوجين، ويعد التواصل المفتوح مع الوالدين والأصهار أمرًا حيويًا حتى يتمكن الآباء من التعبير عن مخاوفهم ومشاعرهم بشأن الزواج، وكذلك الشعور بالاحترام في الأسرة، هذه أيضًا فرصة للزوجين ليطمئنوا والديهم بأنهم يستمرون في احترامهم وأن هناك مساحة ستوجد دائمًا في حياتهم من أجلهم.

ويجب مناقشة التغيير في العلاقة بين الوالد والابن وقبوله والترحيب به في نهاية المطاف، باعتبار أن المرحلة التالية في الحياة ستطلب المستوى الجديد من التفاعل بين الزوجين ووالديهما ونهجًا ناضجًا.

حدود تدخلات الأهل في الحياة الأسرية في الإسلام

ينص الدين الإسلامي على أن يظهر الأبناء دائما اللطف والاحترام لوالديهم، لكنه لا يفرض الطاعة في حياته الشخصية، وهذا مهم للتمييز؛ لأن العديد من الأزواج يجدون صعوبة في رسم الحدود مع الوالدين خوفًا من عصيانهم، بل يجب التحدث إليهم بنبل والاستماع إلى نصائحهم وآرائهم، ولكن في النهاية يجب على الزوجين اتخاذ القرارات الأفضل بالنسبة لهما كوحدة واحدة وليس من منطلق الشعور بالذنب.

وحافظت العديد من الثقافات على سيطرتها على أبنائهم؛ من خلال التلاعب العاطفي والشعور بالذنب، وأصبحت طاعة الوالدين هي العلاج الجذاب لجميع الصعوبات، بدلاً من التفكير النقدي في ما أمره الله سبحانه وتعالى بخصوص تدخلات الأهل.

ويجب أن يتذكر الأهل أن الأزواج هم في الواقع أشخاص بالغين واعيين يحسنون التصرف، وبصفتهم بالغين يتحمل المسلمون المسؤولية عن اختياراتهم في الحياة، وعلى الرغم من أنهم قد يأخذون المشورة والتوجيه من والديهم، فإن المسؤولية تقع في النهاية على عاتق الفرد فيما يتعلق بالخيارات التي يتخذها في الحياة.


شارك المقالة: