التخطيط قبل البداية

اقرأ في هذا المقال


لا يستطيع أحد أن يتنبأ بالمستقبل، فلنتخيل حالة الفزع المُطلَق الذي سيلازم الحياة إذا ما كشف لنا المستقبل، وعرفنا كلّ ما سيجري مسبقاً، فإذا عرفنا كل الأشياء الجيدة والسيئة التي ستحصل لنا مستقبلاً، لن تكون هناك أي مفاجآت، أو نجاح أو حزن لأنّ كلّ شيء معروف مُسبقاً، وإنما هي مسألة وقت فقط في انتظار ما سيكون، ولن يكون هناك أي اجتهاد للتغلب على المصاعب التي ستواجهنا لأننا نعرفها مسبقاً، وهذا أمر لا يمكن حصوله.

البداية تمثل أصعب جزء في أي عمل

الحياة في مجملها تشبه كثيراً قيامنا برحلة طويلة عن طريق مركبة، إذ أنّنا نعلم المكان الذي نريد الذهاب إليه، غير أنَّ هناك طريقتان للوصول إلى هذا المكان.

الطريقة الأولى في دخول المركبة والذهاب إلى المكان المعني والقيام بترتيبات الرحلة اللازمة أثناء المسير، والطريقة الثانية هي في التخطيط المسبق للرحلة، ورسم الخارطة وحساب المسافة، وأخذ الاحتياطات اللازمة والمحتملة للرحلة، في كلا الحالتين سنصل إلى المكان المعني.

إلّا أنّنا ومن خلال الطريقة الثانية سنصل بسرعة أكبر وجهد أقل، بعيداً عن مغامرات الطريقة الأولى غير المدروسة.

هكذا هي حياتنا في أي عمل نقوم به، فالخطوة الأولى مهمة، والتخطيط المُسبق ﻷي عمل ضروري ومع ذلك هناك الكثير من الأمور التي نعتقد أنها تسير من تلقاء نفسها، مثل الحياة الأسرية وحياة العمل وعلاقاتنا مع الآخرين، إلّا أنّنا قد نتفاجىء أحياناً بالفشل بسبب سوء التخطيط المسبق.

تبدأ أولى خطوات الوصول إلى حياة ناجحة، أن نأخذ عهداً على أنفسنا بأن نكون سعداء وناجحين، وأن نركّز على ما هو ممكن الحدوث لا على الأخطاء، مما يعني ذلك تركيزنا على المستقبل وعدم الالتفات إلى الماضي السلبي.

فلا أحد يستطيع أن يتنبأ بالمستقبل، ولكن من الممكن أن نكون شركاء في صناعته، حيث أن هذا الواقع الذي نعيشه هو نتيجة ما نقوم بصنعه، فإذا اقتربنا منه بصورة إيجابية وطاقة، فسوف نحقّق نتائج إيجابية ناجحة، التي تجعلنا نتحدث عن احتمالات المستقبل الناجحة التي ننوي الوصول إليها، لنكون نموذجاً يحتذى به من قبل الآخرين.

وعلى العكس من ذلك، فإذا ما كنّا محدودي التفكير، ولا يوجد لدينا القدرة على التخطيط المسبق وتوقّع المستقبل، فإنّنا سوف نفشل في حياتنا.


شارك المقالة: