هناك مجموعة من خصائص التربية والتي تعتبر من أهم المرتكزات الأساسية التي يتضمنها مفهوم التربية ومنها ما يلي:
خصائص التربية:
خاصية الإنسانية: تركز التربية على النوع الإنساني، وهي بالتأكيد من الظواهر الطبيعية الموجودة في الجنس البشري وهذا ما ذكره جون دوي، والإنسان هو الكائن الذي تميَز عن باقي الكائنات والتي تعبر عن حقيقة الانسان،لانه كائنا عاقلا مميزا، ومن هنا يأتي دور التربية في التأثير بشكل مباشر على هذا الكائن الذي يعتبر جوهراً مميزاً، ومن ثم يتم تعديله، وأيضاً صقله، وبالتالي تهذيبه، وكل ذلك بما يتوافق مع الغايات والمبادئ التي تمتلكها.
من هذا المنطلق ندرك تماماً أن التربية لها خاصية تمييز الإنسان عن بقية المخلوقات، لأنه هو من ينشأ التربية عن بقية الكائنات، وأيضاً غاية التربية هي تربية الجزء الإنساني من الإنسان، إلا أن غير ستنتصر الحيوانية على الجزء الإنساني وبالتالي تنطلق للفساد، وسيعم التمرد وأيضاً كل ما هو مخل للطبيعة البشرية.
الاستمرارية: من الخصائص المميزه أيضاً امتياز التربية الاستمرارية أي أنها عملية متواصلة ومستمرة سواء كان الحديث عن التربية على مستوى الشخص نفسه او حتى على مستوى المجتمع، فتبدأ منذ تلقيح وتكوين البويضة ولا تنتهي إلا بانتهاء وموت الإنسان.
الشمولية: والذي يميز التربية أيضاً خاصية الشمولية، حيث تحتوي على عدة جوانب، تمكن الجميع من اتباع المنهج الذي تمتلكه.
مكثفة: التربية لا تقتصر فقط من جانب الناتج التي تسعى إلى أن تنمية لدى المتعلمين، ولكن من جانب الطرق التي تستخدمها في عملية التنمية أيضاً مكثفة، أي أنها تحتوي على العديد من المواقف التربوية، في مثل الموقف الواحد.
متنوعة: من ناحية شكل الموقف وأيضاً من دلالته وطبيعته.
معقدة: أما من هذه الناحية فإنها تقصد التعامل مع النفس الإنسانية،؛ لأنها تحمل العديد من الصعوبات في التعامل معها.
التربية من الناحية الاجتماعية:
التربية الاجتماعية: وأما من الناحية الاجتماعية فإنها تنتقل من أجيال الى أجيال ومن أمة الى أمة، حيث إن التربية تحمل البعد الاجتماعي بشكل واضح، حيث تسعى لتربي أفراد بشكل جديد حتى يصبحوا كائنات ذات طابع اجتماعي، ليس لديهم مشكلة في التجدد، وأيضاً من ناحية التطور الذهني، وحتى اكتساب المعرفة، والسلوكيات في المجتمع، كما أن التربية، تهدف إلى إخلاء الأفراد من منظومة الطبيعة الحيوانية، إلى دائرة التعلُم والتثقف، والارتقاء السلوكي، وأيضا المجتمعي، من خلال الوصول للمرحلة المشبعة في الثقافة الاجتماعية، لذلك فإن التربية هي عمل اجتماعي يعمل على السعي بأن يصنع إنسان اجتماعي فعَال، مترابط ومختلط بشكل كبير مع البيئة التي يعيش فيها.
وبذلك فإن التربية لها بصمة واضحة في البعد الاجتماعي، حيث أن الفرد يصبح كائن إجتماعي، يكون قادر على التجدد وأيضا التطور من الناحية الذهنية والمعرفية وأيضا السلوكية في المجتمع.لأن الطبيعة الاجتماعية عند الإنسان تدفعه لأن يربى ويتربي، وبالتالي فإن التربية أداء اجتماعي تنشئ من خلاله إنسان اجتماعي فعال مترابط مع البيئة التي يعيش بها.
الدينية: وتمتاز التربية بخصائص أخرى أيضاً ألا وهي المفاهيم الدينية، والتي تركز بدورها الأساسي على مجموعة من المفاهيم التي يحتاجها الإنسان في التربية مثل مفهوم العدل والمساواة.
البعد عن الضغط الشديد: وتمتاز التربية في البعد عن الضغط الشديد، الذي بدوره يوصل الفرد الى نتائج عكسية، وأيضاً عدم المتابعة والتساهل قد نصل به إلى نتائج سلبية.
الواقعية والوضوح: وأيضاً من السمات والخصائص المميزة للتربية، وجود منهج واقعي يتسم في الوضوح، ومعنى الواقعية هنا هو القدرة على تطبيقه، ويمتاز بالوضوح حتى يسهل علينا فهمه واستيعابه.
التربية عملية شائكة، وليست سهلة، فيمكننا القول انها عملية مشتركة وتنشئة بين المربي والمتربي، وفي هذا المجال تتم العملية التربوية، فهي عملية نمو كاملة للفرد في العديد من المجالات، الشخصية وأيضا الجسدية والنفسية والعقلية، والأخلاقية، ومن هنا يمكننا القول بأن هذه العملية هي عملية تربوية من غير الممكن أن تصل إلى هذا العمق وأيضاً هذا التعدد.
التربية طريقة وأيضاً نظام، فالهدف من التربية هو أن نصل إلى إتمام النمو، وأيضاً الوصول إلى توجيه السلوك وإرشاده، فمن الممكن أن تكون عبر طرق معينة ومناهج منظمة وهادفة، ليست بطريقة عشوائية، وكل هذا يختلف من حيث الزمان والمكان والأهداف المرجوة من ذلك.
وفي النهاية، يمكننا القول أن التربية تكيًف، ونحن بذلك نشير إلى أن النمو والتكيف متكاملان من حيث المفهوم، حيث لا قيمة للتكيف دون النمو.