أهمية الإدراك الحسي في علم النفس:
يعتبر الإدراك الحسي عملية ذاتية ونشطة وخلاقة يخصص من خلالها الشخص معنى للمعلومات الحسية لفهم نفسه والآخرين، بحيث يمكن تعريفه على أنه اعتراف الشخص وتفسيره للمعلومات والبيانات الحسية، ويشمل أيضًا كيفية استجابة هذا الشخص نفسه للمعلومات المتنوعة.
يعتبر الإدراك الحسي العملية التي يكتشف بها الفرد ويترجم المعلومات من العالم الخارجي عن طريق المستقبلات الحسية، و إنها تجربة جميع الأفراد الحسية للعالم من حولهم وتتضمن كلًا من التعرف على المحفزات البيئية والإجراءات استجابة لهذه المحفزات، فمن خلال عملية الإدراك الحسي، يحصل الأفراد على معلومات حول خصائص وعناصر البيئة التي تعتبر ضرورية لبقاء الحياة للجميع.
الإدراك الحسي لا يخلق فقط تجربة الفرد للعالم من حوله بحيث يسمح له بالتصرف داخل البيئة، بحيث تتمثل أهمية الإدراك الحسي في علم النفس من خلال ما يلي:
- الإدراك الحسي في علم النفس مهم جدًا في معرفة السلوك البشري؛ لأن كل فرد يرى العالم ويتعامل مع الأزمات الاجتماعية المتعددة بشكل مختلف، وكل ما يراه الفرد أو يشعر به ليس بالضرورة هو نفسه كما هو بالفعل، فعندما نقوم بشراء شيئًا ما، فهذا ليس لأنه الأفضل، ولكن لأننا نعتبره الأفضل.
- إذا كان الناس يتصرفون على أساس تصورهم، فمن الممكن التنبؤ بسلوكهم في الظروف المتغيرة من خلال فهم تصورهم الحالي للبيئة، فقد يشاهد شخص ما الحقائق بطريقة قد تختلف عن الحقائق كما يراها المشاهد الآخر.
- بمساعدة الإدراك الحسي، يمكن تحديد احتياجات مختلف الناس؛ لأن تنبؤ وتخيل الأفراد يتأثر باحتياجاتهم.
- الإدراك الحسي مهم جدًا للقائد الذي يريد تجنب ارتكاب الأخطاء عند التعامل مع الأشخاص والمرؤسين والأحداث في البيئة المهنية الخاصة بالعمل، فتصبح هذه المشكلة أكثر تعقيدًا بسبب حقيقة أن الأشخاص المختلفين يرون نفس الموقف بشكل مختلف، من أجل التعامل مع المرؤوسين بفعالية، ويجب على القادة المهنيين فهم تصوراتهم بشكل صحيح.
- يمكن أن يكون الإدراك الحسي في علم النفس مهمًا؛ لأنه يقدم أكثر من مجرد ناتج موضوعي وواقعي يأخذ الملاحظة ويصنع واقعًا متغيرًا غنيًا بالتجارب السابقة.
- الإدراك الحسي في علم النفس يبني الشخصية وليست بالضرورة شخصية جيدة أو سيئة، والتي توضح المهام المتعددة التي يكون فيها الأفراد ومنها مهمة الوفي الصالح، المنافق، السيء، والضحية وغيرها.
- من المهم للغاية إذا أردنا التكيف مع الآخرين لمحاولة رؤية الأشياء من منظورهم أو السير في مكانهم لفترة من الوقت، وإذا مشينا في مكانهم، فسنكتسب منظورًا جديدًا للأشياء وفي هذا نفهم الآخر ويمكن أيضًا أن نحب الآخر ونساعده بشكل أكثر ملاءمة.
وبالتالي، لفهم السلوك البشري، من المهم جدًا فهم تصور وتنبؤ هؤلاء البشر، أي كيف يرون المواقف المتعددة، بحيث يعتمد سلوك الناس على تصوراتهم لماهية الواقع، وليس على الواقع نفسه، والعالم كما هو مفهوم هو العالم المهم لفهم السلوك البشري.
خصائص الإدراك الحسي في علم النفس:
يتمثل مفهوم الإدراك الحسي في علم النفس في مجموعة من الخصائص التي استنتجت من مجموعة من الافتراضات حول هذا المفهوم، بحيث تتمثل خصائص الإدراك الحسي في علم النفس من خلال ما يلي:
1- يعتمد الإدراك الحسي في علم النفس على المعرفة والخبرات السابقة: بحيث تمثل المعرفة والخبرة الماضية مصادر مساعدة التي يرجع إليه الشخص في إدراكه وتمييزه للأشياء التي يتفاعل معها ومن دون هذه المعرفة يصعب على الفرد إدراك الأشياء وتميزها.
2- الإدراك الحسي في علم النفس هو بمثابة عملية استدلالية: ففي كثير من الأحيان تكون البيانات والمعارف الأساسية المرتبطة بالأشياء معقدة صعبة أو غامضة مما يدفع نظام الإدراك الحسي إلى استخدام المتوفر من المعلومات لعمل الاستدلالات والاستنتاجات.
3- الإدراك الحسي في علم النفس هو عملية تخمينية: حيث يلجأ الأشخاص أحياناً الى تجميع المشاعر المتعددة في فئة محددة اعتماداً على سمات تفاعلية بينها مما يسهل عملية الانتباه لها، فالشخص الذي لم يشاهد طائر النورس من قبل من السهل عليه معرفته على أنه طائر بالنسبة لوجود سمات واحدة بينه وبين الطيور الأخرى.
ومثل هذه السمة تساهم في انتباه وتمييز الأمور الجديدة أو غير التقليدية بالنسبة للأشخاص حيث تعمل قواعدهم وقوانينهم الإدراكية على استعمال المعلومات المتوفرة لديهم وتنسيقها مع سمات الأشياء الحديثة وهذا الأمر يسهل عملية تصنيف المواضيع مع إدراكها.