خصوصية الطفل في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


لكل شخص في الحياة خصوصيته، ويجب على الآباء والأمهات احترام مساحة أبنائهم في حياتهم وخصوصيتهم، وعندما يمنح الأهل خصوصية لأبنائهم، فيؤدي ذلك إلى تقرب الأبناء من الوالدين أكثر، يعتمد الأبناء حديثين الولادة وغير البالغين على الآباء والأمهات في كلّ أمورهم، ولكن عندما يبلغون ويكبرون وتتطور في داخلهم الرغبة في عمل العديد من الأمور بأنفسهم وفي بناء استقلالهم وخصوصياتهم، يبدأون في التفكير في الاستقلالية عن الوالدين وتركهم، وهذا الشيء حقيقة لا يمكن الهروب منها ومن المفارقات.

خصوصية الطفل وحريته في الإسلام

وقت البلوغ عند الأبناء هذا الوقت بالتحديد يزداد فيه خوف الآباء والأمهات على حياة أبنائهم وحمايتهم، حيث يكون للأبناء المراهقين حياتهم الخاصة، وتتفاقم عندهم حب المغامرة، وحب التجربة والمغامرة وتعرض الأبناء للخطر؛ لذلك يعتبر معظم الآباء والأمهات أنّ هذا الفترة هي من أخطر الأوقات التي يمكن أن يمر بها الأبناء؛ فهي فترة الاختبار والتغيير.

وجّه الإسلام إلى إعطاء الأبناء خصوصيتهم مع عدم إعطائهم الحرية الزائدة التي تؤثر عليهم وعلى حياتهم، من ناحية أخرى يحس الأهل بالانزعاج؛ لأن أبنائهم أصبحوا بعيدين عنهم على عكس ما اعتادوا عليه، ومن ناحية أخرى اذا استمر ضغط الأهل في التدخل بخصوصية الأبناء لمعرفة أكثر ما يدور في حياتهم؛ سينفر الأبناء من الأهل ويشعروا بالانزعاج في تدخلاتهم في خصوصيات حياتهم.

إن الدين الإسلامي أمر أفراد المجتمع المسلم طلب الإذن ثلاث مرات قبل الدخول غرف البالغين والكبار، ولا يبيح ديننا الإسلامي الدخول إلى الغرف والمنازل مهما طال الانتظار، وإذا لم يؤذن لهم فعلى الآباء عدم اقتحام الغرفة الخاصة بهم، ومن الخصوصية للأبناء عدم العبث في هواتفهم الخاصة والرد على مكالماتهم والنظر إلى الرسائل الخاصة بهم، وإعطائهم حيز مناسب من الحرية، وعدم ضغط الآباء على الأبناء لمشاركتهم في جميع ما يعنيهم.

يجب على الأب والأم أن يمنحوا الأبناء خصوصيتهم مع الاحتفاظ بمراقبتهم من أي شيء يخالف التعاليم الإسلامية وأن نراقب ما يشاهدون من البرامج التلفاز وأن يحددوا الوقت لمشاهدته، ويجب على الآباء كذلك تحديد الوقت الذي يمضيه الأبناء على الإنترنت، إن كان هذا ضروريًا، ويجب أن يضع الوالدين في اعتبارهم قضية حماية الأبناء من رفاق السوء والتواصل مع الآخرين عبر الإنترنت، والذين يهدفون لإلحاق الضرر بالأبناء، وإعطاء الأبناء الثقة والحافز حتى يبقوا في الطريق السليم الصحيح، وهذا هدف الإسلام في الخصوصية للأبناء.


شارك المقالة: