خطورة العلاقة مع الشخص السيكوباتي

اقرأ في هذا المقال


افترضت النظريات النفسية أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب هذه الشخصية لا يشكلون روابط دائمة مع الآخرين، ولكن ثبت أن هذا غير صحيح، فقد يكون مرضى هذا الاضطراب أشخاصاً اجتماعيين للغاية ويحافظون على الروابط الاجتماعية على مدار سنوات.

خطورة العلاقة مع الشخص السيكوباتي:

من المتوقع أن صاحب هذه الشخصية الذي يرتكب جريمة جنائية قد يكون أقل خطراً من الشخص المضطرب الذي يجيد التخفي في المجتمع ويظهر كشخص طبيعي في هذه الحالة، يندمج في محيطه بطريقة لا تتم ملاحظتها. يستطيع أن يقيم علاقات مع أشخاصٍ مِن حوله، حتى يكون قادراً على التأثير في الآخرين والتحكم فيهم والسيطرة عليهم، تعود خطورته الشديدة إلى سببين:

1- عدم إضهار حالتهم بشكل واضح للمحيطين بهم.

2- أن الأشخاص غالباً لا يتوقعون من أصدقائهم أو أزواجهم أن يؤذوهم عن قصد أو أن يكونوا أشراراً.

صاحب هذه الشخصية يفرض نفسه باعتباره شريك حياة مثالياً من خلال ملاحظة احتياجات الضحية وشعورها بعدم الأمان كما سيلاحظ عن قرب شديد، نقاط القوة وكذلك نقاط الضعف فيها وهذا من أجل خلق شخصية تبدو مثالية للضحية، وإظهارها لها.

الضحية معجبة بالشخصية التي يظهرها صاحب هذه الشخصية وتثق بها؛ ومن ثم تبدأ السيطرة على عقلها يعرف أصحاب هذه الشخصية كيفية الضغط على أزرار شركائهم وكيفية خلق الخوف واستخدامه ضد الآخرين، هم في كثير من الأحيان باردون وبلا قلب ولا يشعرون بالشفقة أو الاهتمام بالضرر الذي يلحقونه بضحاياهم.

من الناحية الوجدانية، يمكن أن تكون هذه الشخصية ساحرة وتبدو ذكية وتتحدث بسهولة عن مجموعة من الموضوعات، كما أنها تبدو ودودة ومتفهمة، تستطيع إدارة الانطباعات وتتمكن من خلق انطباعات أولى جيدة دوماً بمجرد أن يتم تثبيت العلاقة وتشعر هذه الشخصية بأنها خلقت مستوى من السيطرة أو التبعية التي تريدها فإنها تبدأ في أخذ ما تريد وفعل ما تريد، والتصرف كما تريد.

يحرك شريكه مثل قطعة في لعبة يضع قواعدها شخصيا:

فد تتراوح بين الاستحواذ على أموال الشريك والتصرف فيها، وإهانته لمجرد إظهار التفوق وإيذائه عاطفياً وعقلياً وبدنياً وجنسياً يكذب بسهولة بالغة، لمواصلة الخداع والتلاعب ولا يشعر بأنه مخطئ على الإطلاق سوف يجادل ويبرر، أو يلوم الآخرين على الأشياء التي تسوء يستخدم هذا الشخص شريكه مثل قطع يتم تحريكها في لعبة وفي أثناء اللعبة يصنع هو القواعد.

عادةً ما يكون شركاء أصحاب هذه الشخصية غير منتبهين لهذه اللعبة، ويمارسون حياتهم مع أصحاب هذه الشخصية بالقواعد الحياتية العادية وهو ما يعني أن الشركاء يخسرون عادة. قد تكون لدى صاحب هذه الشخصية القدرة على إظهار ندمه وأسفه عندما يتم الاستغناء عنه ويمكنه الاعتذار وتقديم الوعود بعدم حدوث ذلك مرةً أخرى أبداً، لكن كل شيء فعل مسبقاً يمكن تكراره من جديد هو على أي حال ليس لديه أي شعور بالمسؤولية أو الالتزام وغالباً سيعود إلى تكرار السلوكيات نفسها من جديد.

المصدر: شخصيات مضطربة، طارق حسن صديق سلطان، 2020الطب النفسي المعاصر، احمد عكاشة، 2019الاضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية، د. محمد حسن غانم، 2014كيف تكتشف اضطراباتك الشخصية وتتخلص منها، إمتياز نادر، 2017


شارك المقالة: