مواجهة الأفكار اللاعقلانية في الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


لعلّ الحالة النفسية التي تمرّ بالمسترشد قد نشأت نتيجة لتشكّل بعض الأفكار اللاعقلانية لديه والإيمان المطلق بها والعمل على تنفيذها والدفاع عنها بطريقة غير منطقية، الأمر الذي يجد المسترشد نفسه بسبب هذه الأفكار معزولاً مهمّشاً غير قادر مواكبة المجتمع والتطورات الفكرية والنفسية التي تتغيّر بمرور الوقت وتغيّر المرحلة العمرية، ليجد المسترشد نفسه أمام واقع لا مفرّ منه وهو الخضوع للإرشاد النفسي من خلال العملية الإرشادية التي تعمل على تصحيح المسار بصورة سريعة وتوافقية.

كيف يتم مواجهة الأفكار اللاعقلانية في الإرشاد النفسي

1. الاعتراف بوجود مشكلة تتعلق بالأفكار اللاعقلانية

إذا كان المسترشد على يقين بأنّه يعاني من مشكلة كان يعتقد بأنها أمراً إيجابي قبل الخضوع للعملية الإرشادية ويرغب الآن في التخلّص منها، فمن السهل على المرشد أن يقوم بتغيير هذه الأفكار وتغييرها بصورة احترافية توافقية بمساعدة المسترشد نفسه، وقد لا تتجاوز العملية الإرشادية عدّة جلسات قد تحسم الموقف وتعيد الأمر إلى نصابه الصحيح، ولكن إن بقي المسترشد متمسّكاً بأفكاره ومعتقداته اللاعقلانية التي جلبت له الكثير من المصائب، فلن يستطيع المرشد النفسي مهما ملك من الفوّة والمهارة أن يغيّر شيء في فكره وعقيدته.

2. تغيير الأفكار اللاعقلانية بالحجة والدليل

لا يستطيع بعض المسترشدين أن يغيّروا من أفكارهم اللاعقلانية لعدم وجود براهين وأدلة عقلية تثبت العكس، فإن استطاع المرشد النفسي أن يغيّر من هذه الأفكار بالحجّة والدليل، فمن الممكن أن يقنع المسترشد بالخطأ  اللاعقلاني الذي يقوم على ارتكابه والذي يسبّب له العديد من المشاكل الاجتماعية والصراعات النفسية، حيث أنّ ثقافة المرشد النفسي ومهارته وخبرته في التعامل مع جميع أنماط الشخصية تعطيه الأفضلية في إقناع المسترشد أنه غير منطقي وأنّ أفكاره لا تخدم طموحاته وطبيعة شخصيته الحقيقية.

3. الترويج لأفكار عقلانية تحل محل الأفكار اللاعقلانية

يقوم المرشد النفسي في استخدام أساليب إرشادية بديلة تساعده في تغيير طبيعة المسترشد والطريقة التي يفكّر بها، كما ويقوم بتوثيق بعض الأفكار العقلانية التي من الممكن أن تكون أكثر إقناعاً لدى المسترشد من الأفكار القديمة التي ساعدت في تشكيل المشكلة النفسية التي يعاني منها، ولكن لا بدّ وأن تكون هذه الأفكار صحيحة ومنطقية ولا تحتمل الخطأ في الإرشاد النفسي.


شارك المقالة: