اقرأ في هذا المقال
دلالة نفاذ الصبر في لغة الجسد:
لغة الجسد لغة خاصة بإبراز النمط السلوكي الذي نشعر به بشكل لا إرادي ودون أن نشعر بذلك، فنحن عادة ما نحاول إخفاء حالة التوتّر والقلق أو الغضب الذي نشعر به من خلال اختصار الحديث والالتزام بالصمت، إلا أنّ لغة الجسد لا تستطيع التماشي مع وسائل التخفّي تلك، فمهما حاولنا أو امتلكنا القدرة على إخفاء مشاعرنا، وخصوصاً تلك الخاصة بنفاذ الصبر فلن نتمكّن من ذلك، وسنفقد السيطرة بشكل لا إرادي على إحدى حواسّنا أو أعضاء جسدنا التي تعمل تحت إمرة لغة الجسد والتي ستقوم على كشف أمرنا.
ما دور لغة الجسد في كشف الحقائق؟
مهما اتصفنا بالحكمة والتروّي والقدرة على ضبط النفس، سنصل في مرحلة ما إلى عدم القدرة في التحكّم بالأعصاب وبالتالي نفاذ الصبر وربّما التصرف بشكل غير لائق، ولغة الجسد خير من يقوم بإظهار الحالة النفسية التي تشير إلى هذا الأمر، فنحن في حالة الغضب تضيق بؤبؤة العين لدينا، وتصبح النظرة أكثر حدّة، ويزداد التنفّس بسبب ازدياد ضربات القلب، ويصبح التفكير محدوداً ولا يبحث إلا في الوسائل الهجومية، وتتغيّر حركات الجسم لدينا، وكلّ هذه المؤشرات ذات مدلولات تتعلّق بلغة الجسد تشير إلى نفاذ الصبر والغضب.
لغة الجسد ذات مدلولات لا إرادية:
بطبيعتنا البشرية نكاد نكون مشتركين في العواطف التي تمثّلنا، ولا يوجد شخص دون آخر لا يغضب أو لا يحزن أو لا يبدي مشاعر الفرح أو القلق أو غيرها، إلّا أنّ هذه العواطف تختلف طريقة التعبير عنها من شخص لآخر حسب طبيعة الشخص والقدرة على توظيف لغة الجسد في التعبير عن هذه المشاعر، فالبعض منّا لا يستطيع أن يتحكّم في مشاعره لنجد أن لغة جسده تحاكي كلّ واقعة أو مناقشة يقوم بها بصورة تشير إلى نفاذ الصبر، ونجد آخرين قادرين على ضبط عواطفهم ولغة جسدهم متوازنة لا يفقدون صبرهم إلا بعد استنفاد جميع الطرق والأساليب المعقولة لتجاوز تلك المحنة.
لغة الجسد قادرة على كشف حقيقتنا للآخرين، فمهما كنّا ذوي خبرة وقدرة على إدارة لغة أجسادنا فلن نستطيع أن نخفي هذا الأمر إلى الأبد، وخاصة إذا ما تعلّق الأمر بالأعضاء ذات الحركات والمدلولات اللاإرادية كالعين والفم وتعابير الوجه بشكل عام.