دور الأسرة في تشجيع أو منع السلوك العدواني والعنف الجسدي لدى الأطفال

اقرأ في هذا المقال


تعتبر الأسرة بمثابة المحور الأساسي في تكوين شخصية الفرد وبناء قيمه وسلوكه. تلعب الأسرة دورًا حاسمًا في تطوير سلوك الأطفال، حيث يتأثر سلوكهم بما يشاهدونه ويعيشونه في بيئتهم الأسرية، من هذا المنطلق، يصبح من الضروري فهم دور الأسرة في تشجيع أو منع السلوك العدواني والعنف الجسدي لدى الأطفال.

تأثير البيئة الأسرية

تعد البيئة الأسرية أول مدرسة للأطفال، حيث يتعلمون من خلال التجارب والمشاهدات. تلعب الأسرة دورًا محوريًا في توجيه سلوك الأطفال نحو العدوانية أو السلوك الإيجابي.

إذا كانت البيئة الأسرية تسودها العنف والتصرفات العدوانية، فمن المرجح أن يتبنى الأطفال هذه السلوكيات.

وعلى الجانب الآخر، إذا تم توفير بيئة داعمة ومحبة، يتعلم الأطفال قيم الحوار وحل النزاعات بشكل بنّاء.

التربية والتوجيه: تعتبر التربية والتوجيه الوالدينيان العوامل الرئيسية في تشكيل سلوك الطفل، عندما يتعرض الطفل لتوجيه إيجابي وتعليم قيم الاحترام والتعاون، يتأثر بشكل إيجابي ويتبنى سلوكًا غير عدواني، من ناحية أخرى إذا تم ترك الطفل دون إشراف وتوجيه، يمكن أن ينجذب نحو سلوكيات العنف.

دور النماذج الإيجابية: تلعب النماذج الإيجابية دورًا مهمًا في تشكيل سلوك الأطفال، إذا كان لدى الأطفال نماذج إيجابية داخل الأسرة تتسم بالحوار وحل النزاعات بشكل سلمي، فمن المرجح أن يتبنوا هذه السلوكيات، وعلى العكس إذا تعرضوا لنماذج تظهر سلوكيات عدوانية وعنيفة، قد يقلدونها.

الاتصال والتفاعل: يعتبر الاتصال الجيد داخل الأسرة وسيلة لنقل القيم وتوجيه الأطفال، عندما يتم فتح قنوات اتصال فعّالة، يصبح من السهل فهم مشاعر واحتياجات الأطفال، مما يقلل من احتمالية تجاوزهم للحدود واللجوء إلى العنف كوسيلة للتعبير.

التعليم العاطفي: تعليم الأطفال مهارات التحكم في العواطف والتعبير عنها بشكل صحيح يساعدهم على تفادي السلوكيات العدوانية، عندما يتم تعزيز تطوير مهارات التحكم في الغضب والتعبير عن الانفعالات بشكل بناء، يمكن للأطفال أن يجدوا طرقًا أخرى للتعامل مع التوترات والضغوط بدلاً من اللجوء إلى العنف.

تجسد الأسرة محور النمو والتطور لدى الأطفال، ومن ثم فإنها تحمل مسؤولية كبيرة في تشجيع السلوك الإيجابي ومنع العدوانية والعنف، يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا نماذج إيجابية وأن يخصصوا الوقت لبناء علاقات صحية وتوجيه أطفالهم نحو السلوك البناء.

المصدر: "علم النفس والعنف: تحليل العنف والاعتداء الجسدي"، للدكتورة إليزابيث كارتفرايت."عنف الجسد: السيكولوجيا والتشريح والعلاج"، للدكتورة ليندا هوجان."العنف الأسري والجسدي: التشخيص والعلاج"، للدكتور محمد عبد العزيز الخولي."العنف الجسدي وآثاره على الصحة النفسية والجسدية"، للدكتور جون سميث.


شارك المقالة: