يعدُّ الإرشاد الجمعي وسيلة هامَّة لتقليل الضغوط على وقت المرشد؛ ذلك لأنّ الإرشاد الجمعي يحفِّز المرشد في تحفيز عدد هائل من المسترشدين، حيث يحضّر الجو المناسب للتفاهم الاجتماعي، يستطيع فيه الأفراد أن يقوموا بالتعبير عن آرائهم ويدرسوا استجابات الآخرين لها، يقلِّل من حدّة تمركز الفرد حول نفسه، أيضاً يطمئن إلى أنَّه ليس الوحيد الذي يعاني من مشكلات، بل هناك الكثيرين غيره، فيقل شعوره بالانزعاج.
المرشد النفسي
هو الشخص المسؤول المتخصِّص الأول عن المهمَّات الرئيسية في التوجيه والإرشاد النفسي، خصوصاً عملية الإرشاد نفسه.
يطلق على المرشد أحياناً مصطلح (مرشد التوجيه) أو (مرشد الصحة النفسية)، بدون المرشد النفسي يكون صعب جداً تنفيذ أي برنامج للتوجيه والإرشاد. يعدُّ المرشد النفسي الشخصيَّة المحورية في مجموعة الإرشاد النفسي.
مصطلح الإرشاد الجماعي
إن الإرشاد الجماعي يتكون من كلمتين أساسيتين هما : ( مصطلح الإرشاد ومصطلح الجماعة)، في الواقع أن كلاً من هذين المصطلحين يحتوي العديد من المحتويات المختلفة المرتبطة بكل مصطلح على حدة، لكنَّها تتَّصل فيما بينهما عند اتحاد المصطلحين.
انتشر هذا النوع من الإرشاد عام 1915، كان يقوم على أساسيات التوجيه المهني، ثمَّ توسَّع ليشمل موضوعات أخرى مختلفة ذات طابع أسري واجتماعي وتربوي.
خصائص المرشد الناجح:
- يتعرَّف المرشد على الذات والإمكانات.
- أن يكون متخصِّص في المجال العلمي والعملي.
- يهتم بالعملاء ويفهم سلوكهم، ولا يحكم على سلوكهم.
- يمتلك المهارة في إقامة علاقة إرشادية.
- الثقة في النفس وقادر على كسب الثقة والمصداقية.
- احترام الذَّات واحترام العملاء.
- تقديم المساعدة والرِّعاية لمن يطلبها.
- الاهتمام بالآخرين أكثر من التمركز حول الذات.
- القدرة على المساعدة الفاعلة للعملاء.
- القدرة على التعرُّف على مشكلة العميل والتخلص منها.
- متمسك بأخلاقيات المهنة.
دور المرشد النفسي في الإرشاد الجماعي
يلعب المرشد دوراً هاماً في الإرشاد الجماعي، فهو يقومُ بتحضير الأجواء الملائمة للإرشاد وتهيئة جوٍّ من الحريَّة والإصغاء للعملاء، الاهتمام بصعوباتهم ومشاركتهم في مناقشة مشكلاتهم والقيام بإدارةِ الحوار وتفسيرِ بعض السلوكيات وتقديم التفسيرات بشأنها.
تقع على المرشد مسؤولية كبيرة في تحضير الجماعة الإرشادية، توضيح الهدف من الجلسات الإرشادية، عدد الجلسات والإجراءات الإرشادية المستخدمة أيضاً. يقوم المرشد بطرح بعض الأسئلة على أعضاء الجماعة الإرشادية؛ هذا يساعدهم على التعبير عن مشاعرهم وتشجيعهم على المناقشة.
يقوم المرشد بدور النُّصح والإرشاد لأعضاء المجموعة؛ ذلك من أجل الحفاظ على تماسكها وتفاعلها، كما يقوم أيضاً بمحاولة تلخيص الأفكار والآراء التي يتوصل إليها مع أعضاء المجموعة، يساعده ذلك على بناء علاقة إرشادية مهنية مع الجماعة الإرشادية، تقوم على أساس من الدفء والفهم المتبادل بينه وبين أعضاء الجماعة.
في الإرشاد الجماعي النفسي، يلعب المرشد دورًا حيويًا في توجيه العملية العلاجية ومساعدة الأعضاء على تحقيق أهدافهم الشخصية والجماعية. إليك بعض الأدوار الأساسية التي يقوم بها المرشد في الإرشاد الجماعي:
1- مُيسر الجلسات: يعمل المرشد على تسهيل الحوار بين الأعضاء وضمان مشاركة الجميع. يحرص على أن تكون المناقشات بناءة وموجهة نحو تحقيق أهداف الجلسة.
2- ضمان السلامة العاطفية: يخلق المرشد بيئة آمنة وداعمة حيث يمكن للأعضاء التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بحرية ودون خوف من الانتقاد. يضمن احترام الجميع لخصوصيات الآخرين.
3- تعزيز التفاعل: يشجع المرشد على التفاعل بين أعضاء المجموعة، مما يساعدهم على تبادل الخبرات والدروس المستفادة. يدعم بناء العلاقات الإيجابية بين الأعضاء.
4- مراقبة الديناميكيات الجماعية: يلاحظ المرشد التفاعلات داخل المجموعة ويحدد الأنماط السلوكية التي قد تؤثر على التقدم الجماعي. يتدخل عند الحاجة لتصحيح المسار أو لتهدئة التوترات.
5- توجيه النقاشات: يساعد المرشد في توجيه النقاشات نحو المواضيع المهمة التي تخدم الأهداف العلاجية. يطرح أسئلة تحفز التفكير العميق وتساعد الأعضاء على استكشاف مشاعرهم بشكل أعمق.
6- تقديم الدعم والتشجيع: يوفر المرشد الدعم للأعضاء عندما يواجهون تحديات أو صعوبات، ويشجعهم على مواصلة العمل على تحسين أنفسهم.
7- تقييم التقدم: يقوم المرشد بتقييم تقدم الأعضاء والجماعة ككل نحو تحقيق الأهداف المحددة. يعدل الخطط العلاجية إذا لزم الأمر لضمان تحقيق النتائج المرجوة.
8- تعزيز التعلم والنمو: يشجع الأعضاء على التعلم من تجارب بعضهم البعض ويحفزهم على النمو الشخصي والجماعي من خلال التأمل الذاتي والممارسة العملية.
دور المرشد في الإرشاد الجماعي يتطلب مزيجًا من المهارات القيادية والاتصالية، بالإضافة إلى القدرة على التفهم العميق والتعاطف مع الأعضاء.