تبدأ ظهور العلاقة بين الأم وطفلها من خلال مراحل عديدة، وتكون من خلال رؤية الأم لأول مرة لطفلها عند ولادته، وإذا كانت الأم تُرضِع طفلها طبيعيّاً فبكاؤه يجعل الحليب يزيد عندها، وتزداد أكثر هذه العلاقة خلال جميع مراحل تطوره ونموه للطفل، فكلما لمست الأم طفلها وجعلته يحس بالحب والأمان وحضنته واهتمت به وأطعمته مما زادت العلاقة بينهما ويحس الطفل بقرب أمه إليه كثيراً، ويشعر بالراحة والأمان عندما يراها أو يسمع صوتها.
الرابط النفسي والجسدي:
ينتهي التواصل الجسدي بين الأم ومولودها عند النخلص من الحبل السري، تبدأ من هنا مرحلة جديدة في العلاقة بينهما ترتكز على المشاعر والعواطف والنفسيّة وليس على التواصل الجسمي المباشر الذي كان يعطي للطفل كل ما يحتاج لنمو، أكدث الأبحاث بأن هذه المرحلة من اعطاء الطفل مشاعر الحب والإمان وكل ما يحتاجه هي الأهم؛ حيث إنها تبدأ بتحسين شخصية الطفل من حيث المبادئ النفسيّة والاجتماعيّة والجسديّة التي ستؤثّر على مدى تواصل الطفل مع مجتمعه واندماجه مع أصدقائه ومحيطه ونجاحه في الدراسة.
علاقة الأم بالأبناء:
عندما يكبر الابن ويصبح شاباً مراهقاً يفضل أن يكون بعيداً عن أمه، ومن أجل الحفاظ على علاقة الأم بابنها يجب الالتزام ببعض الأمور ومنها:
- تحديدفترة من الزمن لقضاء الوقت معاً: من الصعوبة أن تكون الأم في المكان والوقت نفسه الذي يوجد فيه ابنها المراهق طوال اليوم؛ حيث إن الشباب في سن المراهقة لديهم طرق كثيرة للهروب من قضاء اليوم مع أمهاتهم والجلوس معهم، ولكن من الجيد على الأم أن تفكر بكيفية استغلال الأنشطة اليومية لزيادة العلاقة بينهم وتقويتها، من هذه الأنشطة، التكلم والتسلية معهم في أي وقت ومكان سواء قيام الأم بالواجبات المنزلية، أو حتى أثناء قيادة السيارة، من الجيّد أيضاً أن تتواصل وتتشارك الأم أحاسيسها مع ابنها المراهق.
- شعور المراهق بالراحة عند التكلم: عندما يكبر الابن ويرى نفسه شاباً يستطيع أن يتحمل مسؤولية نفسه بعيداً عن والدته، ويقوم بتجاهل كلام والدته بكل بساطة دون أن يحسب حساب أنه أخطأ أو أساء إليها، لذلك على الأم تحديد الوقت المناسب للجلوس مع ابنها وتبادل الأحاديث بينهم شرط أن تكون مريحة ومناسبة له.
من الأساليب الأخرى التي يمكن أن تتّبعها الأم لتحسّن من علاقتها مع ابنها هي:
- تجنب كثرة الأسئلة والتدخل بخصوصيته وعدم إزعاجه أو مضايقته.
- الإنصات الجيد إلى كلام المراهق أكثر من توجه الكلام له.
- عدم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة مثل الفيس بوك أو السناب شات وغيرها كوسيلة لمراقبة وإنزعاج المراهق.