كيف تعامل الإسلام مع شتم الأب والأم من قبل الأبناء

اقرأ في هذا المقال


قال تعالى: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوكِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا”، سورة الإسراء، 23،24،25.

شتم الأب والأم في الإسلام

يطلب دين الإسلام من الطفل إبداء الاحترام لوالديه، ويجعل أي ازدراء تجاههما حرامًا، ومخالفة للشريعة الإسلامية، ويحتاج الطفل إلى تجنب غضب والديه، لا يُحاسب الطفل بسبب غضب والديه الجائر، ولا يتحمل الطفل أي مسؤولية إذا لم يغفر له والديه، ما يهم الطفل هو أداء واجباته تجاه والديه.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ مِن أكبَرِ الكَبائِرِ أنْ يَلعَنَ الرجُلُ والِدَيه قالوا يا رسولَ اللهِ وكيفَ يَلعَنُ الرجُلُ أبَوَيه ؟ قال: يَسُبُّ الرجُلُ الرجُلَ فيَسُبُّ أباه ويَسُبُّ الرجُلُ أُمَّه فيَسُبُّ أُمَّه”، رواه البخاري، فلا يجوز للابن شتم غيره في حال الغضب أو المزاح بأمه وأبيه لكي لا يضطر الشخص المقابل بشتمه هو أيضُا لأمه وأبيه.

حل الإسلام لمشكلة شتم الأم والأب وطرق التعامل معها

الله تعالى هو الذي يحرم إغضاب الوالدين ولو حتى بنظرة فكيف يكون الحال في حال الشتم من قبل الابن لوالديه، حتى إذا كان الوالدان ظالمين وكافرين، فلا يجوز شتمهم، ولا يجوز للطفل أن يعصي والديه وأن يسيء إليهما حتى لو كانا غير مُنصفين، ومن الضروري تلبية جميع طلباتهم المشروعة.

قال تعالى: “وَوَصَّيْنَا الْإنْسانَ بوالدَيْه حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلى وَهْنٍ وَفصالُهُ في عامَيْن أَن اشْكُرْ لي وَلوالدَيْكَ إلَيَّ الْمَصيرُ وَإنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْركَ بي ما لَيْسَ لَكَ به علْمٌ فَلا تُطعْهُما وَصاحبْهُما في الدُّنْيا مَعْرُوفًا وَاتَّبعْ سَبيلَ مَنْ أَنابَ إلَيَّ ثُمَّ إلَيَّ مَرْجعُكُمْ فَأُنَبّئُكُمْ بما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ”، لقمان، 14،15.

إن تصرف الأبناء بشتم الوالدين أو اللعان عليهما غير صحيحة ومحرمة في شريعة الله تعالى، ويجب على الأبناء أن يعلموا أن هذا من باب عقوق الوالدين وأن فعلهم هذا من الكبائر، وقد يقع على بعض الأبناء الظلم ولكن هذا لا يخولهم لتبرير شتمهم لوالديهم؛ بل يجب الصبر واحتساب ذلك عند الله تعالى.

ويجب أن يعلَم الآباء أن كون الشخص أباءً لا يستلزمه الحق في التمتع بسلطة غير محدودة على الأطفال، يحتاج الطفل إلى تنبيه والديه باستخدام الكلمات الناعمة لسلوكهم غير العادل، وإذا لم يغيروا سلوكهم، فمن الأفضل التزام الصمت من قبل الابن.

المصدر: أخلاقيات التعامل الأسري في السيرة النبوية، عبد الله بن ناصر السدحانالمجتمع والأسرة في الإسلام، محمد طاهر الجوابي، 2020الإرشاد الأسري، عبد العزيز، 2011التعامل الأسري وفق الهدى النبوي، حنان قرقوتي،2013


شارك المقالة: