تمرد المراهقين: الأسباب والعلاج

اقرأ في هذا المقال


ظاهرة التمرد عند المراهقين

تُعد ظاهرة التمرُّد عند المُراهقين من الظّواهر السلبيّة الخطرة التي تعُود بالضّرر على المراهق وأسرته ومجتمعه، تُعتبر بيئة التّنشئة التي يعيش ويكبر بها المُراهق هي نقطة انطلاق ظاهرة التمرُّد ونقطة انعدامها، فيُصبح المراهق رافضاً لأوامر الأهل وخارجاً عن عادات وتقاليد المُجتمع الذي يعيش فيه، ممكن أن يصل تمرُّد المراهق أيضاً إلى الحياة المدرسيّة، فيُخالف قوانينها من حيث الالتزام بالحُضور، حل الواجبات وإعدادها، يرفُض أيضاً الانضباط داخل الدّرس وغيرها الكثير من مظاهرالتمرد، لكن لا تأتي مثل هذِه الأُمور عن طريق الصدفة، بل يكون أساسها مجموعة من الأسباب والدّوافع التي ساهمت في ظُهور ذلك.

ما هو تعريف التمرد

التمرد هو العصيان ورفض تنفيذ الأوامر، يمكن تعريف التمرُّد أنّه مجمُوعة من أنماط السُّلوك الاجتماعي المُوجَّه إلى أشكال السُّلطة المُختلفة، للخُروج عنها وإعادة بنيتها بالشّكل الذي يخدمهم، يحقّق أهدافهم ويعيد إليهم السلطة والنفُوذ.

صفات المراهق المتمرد

  • عدم الخُضوع للقوانين والقواعد التي يراها المراهق المُتمرد غير صالِحة للزّمان الحالي والمكان الحالي.
  • يكون المراهق المتمرد ثرثار ومتعجرف دائماَ، لا يهمه مدى صحّة آراء الآخرين.
  • يرى دائماً أنّ طريقه هو الأفضل والأصح وطرق الآخرين طرق خاطئة.
  • غير صبُور، لا يطيق الانتظار، يريد كل ما ينتظره أن يحدُث حالاً.
  • لا يستطيع التحكُّم في نفسه أو في غرائزه، غير قادِر على تهذِيب الذات.
  • مُندفع ولا ينظُر خلفه، يسير دائماً عكس التّيار، ليُثبت صحّة أفعاله مهما كانت خاطِئة.
  • صلابة الموقف، إذ يصعُب على الشخصيّة المُتمردة التنازُل عن أي شيء، يصعب الخُضوع للآخرين بسهولة، ممكن أن يستغرق منه الأمر شُهوراً أو أعواماً ليقتنع بفكرة شخص آخر ويخضع لِكلامه.
  • يميل المراهق المتمرد إلى الوحدة، العتمة الدائمة، الشُّعور بالتفوّق على الآخرين.
  • يريد المراهق المتمرد أن يكون دائم التفوق على الرأي الجماعي والسّيطرة والتحكم بالجماعات.

أسباب تمرد المراهقين

الديكتاتورية من قبل الأهل ضد الأبناء

يكون المُراهق في هذه الحالة مسلُوب الإرادة، يكثُر المنع من قبل الأهل وتقييد حُريّات الأبناء؛ لا بد من تنبيه الأهل بضرورة تغيير أُسلوب التعامُل مع الأبناء المراهقين بطريقة مُختلفة عن كل مرحلة عمرية يمرُّ بها الإنسان، فالتّعامل في مرحلة الطفولة يختلف عنه كُلياً في مرحلة المُراهقة والشباب، إذا بقيت تُعامل المراهق مثلاً كأنَّه طفل، سيُسهم ذلك في تمرُّده وعصيانه للأوامِر وعدم الطّاعة، يستلزم الأمر على الأهل أخذ القضيّة بعين الاعتبار، إذ يُمكن أن يصِل الأمر إلى انعدام الاحتِرام، التشرُّد، عدم العودة إلى المنزل.

حدة القوانين المدرسية وتعقيدها

قد تضع الكثير من المدارس قوانين وأنظِمة مُعقدة يصعب على المراهقين الالتزام بها، فيُصبح الأمر معقداً بالنّسبة لهم بشكل كبير، فلا ينسجم المُراهق مع النظام المدرسي الصارم ويبدأ بإحداث المشاكل، بالتالي يبتعد عن الدّراسة والمدرسة، لذلك يجِب أن تقوم المدرسة بأداء دور تكميليّ لدور الأُسرة في تربية الأبناء، التعامل مع المراهقين بشكل جيد، فبناء علاقة طيّبة بين المُعلم وتلاميذه المراهقين يُعتبر علاج مبدئي لمثل هذِه المشاكل.

الطبيعة النفسية والتوجه السلوكي للمراهق ذاته

نلاحظ وُجود أكثر من مُراهق في البيت الواحد، إلّا أنّ ذلك لا يعني بالضّرورة التمرُّد من قِبلهم جميعاً، يختلف الأمر من مراهق إلى آخر بالرّغم من وجوُدهم في بيئة واحدة، فيظهر بشكلٍ مُلاحظ التّكوين النفسيّ والسلوكيّ للمراهق، فالمُتمرد منهم يكون عصبي للغاية، مزاجي، يرفض الأوامر، الآخر يكون مُتقبلاً ومتماشياً مع كلّ ما حوله، من أبرز الأُمور التي تكشِف عن ذلك مُستوى التّعليم والثّقافة لدى المُراهق المُتمرد، التّجاوب مع الأوامِر والتعليمات.

تأثير العادات والتقاليد على المراهق بمختلف أنواعها

تُؤثر الظُّروف السائِدة في مُجتمعٍ ما، في مدى ظهور وتزايد ظاهرة التمرُّد عند المُراهقين أو عدم ظهوره، فنلاحظ بعض التأثيرات الإيجابية وأُخرى سلبيّة يعتمد ذلك على أبعاد شخصيّة المراهق، فعندما يكون المًراهق فقيراً، يعاني من الإرهاب الفكري والسياسي، الاحتراق النفسي، التمييز العُنصري والاضطِهاد الطائفي، فإنّ هذا جميعه سيُسهم في تحفيز المُراهق على التمرُّد دون توقّف.

طرق علاج التمرد عند المراهقين

  • إعطاء المراهقين الحريّة المعقولة، فتح المجال لهُم في التّعبير عن أنفسهم.
  • تحسين الأوضاع الاقتصاديّة ومحاولة رفعها قدر الإمكان.
  • إعطاء المراهق حُقوقه الإنسانيّة التي تُساعده على إثبات وُجوده.
  • إقامة مشاريع التنمية الخدميّة.
  • تنمية مواهِب المُراهقين وتشجيعهم على مُمارستها.
  • استيعاب مشاكل المراهقين المختلفة، مثل المشاكل الجنسية وتأثيرها السلبي على مشكلة التمرد إذا لم يتم إشباعها.
  • الابتعاد عن وسائل القمع والإرهاب في مُعالجة التمرُّد عند المراهقين.
  • تسليط الضُّوء على التربية الحسنة، استخدام أفضل الأساليب لتوجيه المراهقين، ذلك لضمان عدم المعاناة من تمرُّدهم في المستقبل.
  • اتباع أُسلوب الحوار مع المُراهقين وحلّ المشاكل المختلفة بعقلانية.
  • توفير بيئة تعليميّة آمنة تخلو من العِقاب والمشاكل.

شارك المقالة: