صفات المربي الناجح في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


يجب أن يتسم المعلم الناجح بالسمات والصفات الإيجابية، وكلما زادت صفاته الإيجابية، زاد نجاحه في تربية طفله بإذن الله تعالى وعونه، قد يكون المربي أبًا أو أمًا أو أخًا أو أختًا أو عمًا أو جدًّا أو أي قريب آخر، وهذا يعني أن التربية والتعليم لا يجب أن يكونا من شخص واحد، فكل الأشخاص المحيطين بالطفل يشاركون في تربيته حتى لو لم يقصدوا أن يكونوا جزءًا من عملية تعليمه، السمات الإيجابية للمربي كثيرة، أهمها: المعرفة والقوة والإنصاف واليقظة والحزم والصلاح والصدق والحكمة.

صفات المربي الناجح في الإسلام

للمربي الناجح صفات عديدة منها:

المعرفة

المعرفة هي الإمداد الذي يلجأ إليه المربي أثناء تربية الطفل، يجب أن يكون لدى المربي درجة من المعرفة الإسلامية بالإضافة إلى الفقه المعاصر.

المعرفة الإسلامية: هي العلوم الدينية المبنية على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، مطلوب من كل معلم ومربي أن يمتلك كمية المعرفة التي يجب أن يعرفها كل مسلم ناضج مسؤول، عرّف العلماء هذا القدر من المعرفة على أنه درجة العلم التي يجب أن يتعلمها الفرد لأداء  العبادات والمعاملات الإسلامية، وفي هذا الصدد ينبغي أن يعرف كيف يعبد الله تعالى لأداء العبادات أو كيفية القيام بالمعاملات، إذا كان المربي جاهلاً بعلوم الدين والفقه، يربى أولاده على البدعة والخرافات، وقد يقودهم الجهل إلى الشرك الأكبر لا قدر الله.

إذا فكر الإنسان في أفعال الناس وممارساتهم، فسيجد أن معظم أخطائهم العقائدية والعبادة موروثة من والديهم، يمارسون هذه الأخطاء حتى يكرس الله لهم من يعلمهم ويوجههم إلى الخير مثل العلماء وأهل العلم والدعاء والإخوة الصالحين أو يموتون في حالة جهل، الجهل يعيق أبناء الشريعة الإسلامية عن معرفة الصلاح، قد يقاوم الأب الجاهل أبنائه بالعمل الصالح كالوالد الذي يكره تصرف أبنه عندما يؤدي ابنه النوافل، وترك الذنوب، ونشر الفضائل، ومنع المعاصي، وطلب العلم أو المدح بفعل العبادة.

يحتاج المربي إلى تعلم طرق التربية الإسلامية والتعليم واكتساب المعرفة في دراسات الطفولة، حيث أن كل مرحلة من مراحل نمو الطفل لها قدرات وإمكانات نفسية وجسدية معينة، وفقًا لهذه القدرات والإمكانيات، يجوز للمربي أن يختار طرقًا لتنمية العقيدة والقيم الإسلامية و يحمي ويغذي الفطرة السليمة في الطفل، هذا هو السبب في وجود طرق تعليم وتدريس مختلفة لكل عمر مختلف، حتى لو كان الأطفال ينتمون إلى نفس العمر، فهذا لا يعني أننا سنتبع نفس أساليب التعليم، تختلف هذه الأساليب باختلاف طبيعة الأطفال وخلفياتهم وشخصياتهم.

يجب على المربي أن يعرف الأفكار الهدَّامة والمذاهب الفكرية الملتوية الموجودة في  هذا العصر، يجب أن يكون  المربي على دراية بانتشار التجاوزات بين الشباب والمراهقين من حيث مخالفة تعاليم الإسلام ليتمكن من مواجهة هذه الانتهاكات التي تقتحم مجتمعنا وتأديب الأطفال على طاعة واتباع الأخلاق الحميدة وتعاليم الإسلام.

الأمانة

إنه يشمل جميع أوامر ونواهي الإسلام، ومن مظاهر الصدق: أن يحرص المربي على أداء العبادات، وتوجيه أبنائه لأدائها، والالتزام بتعاليم الإسلام في الداخل والخارج، أي المظهر والجوهر، يجب أن يكون المربي نموذجًا يحتذى به داخل منزله ومجتمعه، على أن يتسم بالأمانة، واتباع الصراط المستقيم والتعامل مع الأخلاق الحميدة سواء مع الأقارب أو غير الأقارب في كل موقف ومكان ومناحي الحياة، وتنبع الأخلاق الحميدة من الحرص على الصدق والمساءلة عن كل عمل أو فعل بالمعنى الواسع.

القوة

إنه مفهوم شامل للتفوق الجسدي والعقلي والأخلاقي، ليس من الصعب على الكثير من الآباء تربية أبنائهم في السنوات الأولى من حياتهم؛ لأن شخصيات الوالدين تكون أقوى من شخصيات أطفالهم، لكن عددًا قليلاً من هؤلاء الآباء يظلون أكبر وأقوى من الأطفال عندما يكبرون، هذه الصفة مطلوبة في الوالدين وأي شخص يحل محلهما أو يؤدي واجبات الكفالة، ومع ذلك يجب أن يتسم الأب بالقوة لأنها جزء من الوصاية، هناك حالات غير طبيعية تكون فيها ولاية الأب ووصيته غير مستقرة وانكسار مكانته وضعفها في عائلته لأسباب منها:

البيت الذي تكون به الزوجة هي التي تقود فيه  والرجل ضعيف ومستسلم، فعندها تكون المرأة كذلك تأخذ مكان الزوج في البيت، والسلوك الحاد المتسلط، استخدام اللسان الحاد، تظهر المرأة أمام أبنائها  الشكوى، أو تتهم زوجها بالعصبية والاستهتار، وهذا كله من شأنه أن ينعكس سلباً على عقول الأطفال مما يدفعهم إلى الإيمان بضعف الأب، و الاستهتار بآرائه وعقليته وضعف مكانته في العائلة، على الأم تقبل حقيقة أن الرجل هو المسؤول الأول عن الأسرة، سواء كان هذا الرجل هو الأب أو الزوج أو  العم أو غيرهم، عليها أن تنفذ أوامره حتى يكبر الأطفال على طاعة أبائهم.

في بعض الحالات، تكون الأم في حيرة من أمرها عندما يطلب أبناؤها شيئًا مباحًا ومشروعًا وفقًا لتعاليم الإسلام والمجتمع، ولكن الأب يعارضه لسبب ما قد يكشفه أو يحتفظ به لنفسه، يحاول الأطفال إقناع الأب، لكنه يصر، في هذه الحالة، يجب على الأم أن تطيع أطفالها و تواسيهم وتدل على خير والدهم وحذره واهتمامه، يجب أن تثقفهم حول الحدس الإيجابي والتصور الإيجابي للوالدين في الحياة، وقد يكون هذا التصور هو سبب رفض الأب السماح لابنه بالسفر مع أصدقائه، ثم يسافر الأصدقاء ويتعرضون لحادث، لذا فإن تصور الأب نعمة لأنه حمى ابنه برفضه.

الحذر

إنها فكرة تربوية لا تعرفها العديد من العائلات، يعتقدون أن الحرص هو التدليل، والخوف المفرط، والمتابعة المستمرة، وإشباع جميع احتياجات الطفل دون تكليفه ببعض المسؤوليات وتحقيق كل رغباته.

الأم التي تمنع طفلها من اللعب بسبب خوفها عليه أو تطعمه بيديها رغم قدرته على الاعتماد على نفسه وخدمة احتياجاته، والأب الذي لا يكلف طفله بأداء واجبات أو أعمال معينة بسبب أنه يراه صغيرًا، على الرغم من أنه قادر، كلا النوعين من الآباء يفسدون الطفل ويشكلونه في صورة إنسان ضعيف مُعال لا يفكر أو يخطط للمستقبل، يمكن أن هذا ذلك بوضوح في الاختلاف الكبير بين أطفال القرى والصحاري وأبناء المدن، الحرص الحقيقي هو شعور قوي داخل الوالد يدفعه لتربية طفله وتأديبه حتى لو واجه صعوبات أو شعر بالألم على الطفل.

الدعاء

دعاء الوالدين مستجاب ومقبول من الله تعالى؛ لأن قلوبهم بها رحمة بأولادهم فيكون دعوتهم صادقة ومتكررة، ولهذا حذر نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم الوالدين من الدعاء إلى الله تعالى بأن يعاقب أولادهم، فقد تستجيب دعائهم، ثم يشعرون بالأسف والندم بسبب هذا الدعاء.


شارك المقالة: