إنّ أهمية علم النفس تنتج من أهمية موضوعه الأساسي وهو سلوك الفرد؛ فكل ما توصلت له الحضارة الإنسانية من تقدم جاء من صنع الإنسان بسبب قدراته العقلية والإبداعية، هذا وقد استطاع علماء النفس أن يظهروا هذه الأهمية وخاصة في الدول الغربية المتقدمة التي عملت على استغلال نتائج أبحاثه في شتى المجالات من العلاقة مع الذات إلى العلاقة مع الآخرين داخل الأسرة والمدرسة والعمل والمجتمع بشكل عام.
رجعت الدول إلى علم النفس والمختصين في مجاله للظواهر التي قد تحدث في المجتمعات؛ مثل الأزمات والاضطرابات وآمنوا بأن علم النفس قادر على القضاء أو التخفيف من هذه الأزمات، فما حدث في كثير من دول العالم في الآونة الأخيرة يدل على ذلك، وإنشاء عيادات نفسيه ومصالح خاصة بالتكفل النفسي ليس إلا دليل آخر على أهمية علم النفس، هكذا فإن علم النفس من خلال ما سبق يعمل في الاتجاه الذي وجد من أجله وهو معرفة السلوك وفهمه وتوجيهه.
طرق البحث في علم النفس:
إن هدف علم النفس الأساسي هو تزويد الأفراد بمعلومات مفيدة ويمكن التأكد من أنها صحيحة وإعادة تحقيقها، بما أنّ سلوك الفرد وعملياته العقلية تظهر بصور متعددة كان على علماء النفس قد اعتمدوا على عدة طرق لدراسة سلوك الإنسان ونشاطه العقلي والحصول على المعلومات المطلوبة؛ هي كالتالي:
- الطريقة التجريبية: لا تعتبر هذه الطريقة عبئاًعلى المختبر، بل تعتبر أحد المنطلقات الخاصة بالتعامل مع الأحداث وليست مكان تجري فيه الأحداث، أكثر ما يميز هذه الطريقة هي الدقة في ضبط العوامل وقياسها من أجل الكشف عن العلاقات النظامية، فإذا أراد الشخص دراسة العلاقة بين الذكاء والتحصيل المدرسي فإن الذكاء والتحصيل يعتبران من العوامل المهمة، فالذكاء يمكن أن يكون كثير أو قليل والتحصيل يمكن أن يكون مرتفع أو منخفض، أي أنه يمكن قياس كل منهما وإعطاؤه قيمة رقمية معينة.
- طريقة الملاحظة: تعتبر الملاحظة أحد الخطوات الرئيسية والأولى في الجهد العلمي الذي يبذل للوصول إلى العلاقات النظامية، فقبل أن يخضع للظاهرة إلى الضبط التجريبي الدقيق لا بد من أن تجري ملاحظة هذه الظاهرة وكيفية تغيرها على الطبيعة أولاً.
وفي كثير من الحالات لا يستطيع الباحث أن ينتظر حتى تحدث الظاهرة على الطبيعة، من ثم يلاحظها كما أن وجوده الشخصي في أثناء الملاحظة قد يغير من مجريات الأحداث الطبيعية؛ لذلك يتم مراقبة الظاهرة السلوكية في غرفة مراقبة خاصة مزودة بمرآة يمكن الرؤيا من خلالها في اتجاه واحد. - طريقة المسح: إنّ العديد من المشاكل لا يمكن دراستها من خلال الملاحظة المباشرة؛ لذلك يقوم علماء النفس باللجوء إلى استخدام الاستبيانات والمقابلات مع الأفراد بهدف معرفة آرائهم واتجاهاتهم تجاه موضوع ما لمعرفة موقف جمهرة من الناس من القضايا السياسية أو الاقتصادية.
- طريقة الاختبارات: يتم استخدام هذه الطريقة في علم النفس بشكل كبير، يوجد حالياً عدد من الاختبارات لقياس أغلب قدرات الإنسان واستعداداته وميوله واتجاهاته وتحصيله، كذلك تبني الاختبارات بطريقة تجعلها صادقة وثابتة من حيث النتائج التي تتوصل إليها، فهي تعتمد على التقرير اللفظي الذي يعطيه المفحوص إزاء عينة يتم اختيارها من المواقف التي تستثير ردود فعل مميزة عند الفرد.
- طريقة تاريخ الحالة: يحتاج عالم النفس وخصوصاً الإكلينيكي إلى التعرف على الخبرات الماضية التي مرّ بها الفرد لفهم ما يجري معه الآن، بالتالي يكون عالم النفس مهتم بكثير من الخبرات الطفولية للفرد ووضعه العائلي ومركزه في العائلة وطريقة تنشئته والأمراض التي أصيب بها والخبرات المهمة في حياته وما إلى ذلك من أمور.
- الجشتالط: إنّ مصطلح الجشتالط يعني أنّ صفات الكُل تؤثر على الطرق التي يدرك الأشخاص بها الأجزاء؛ إنّ هذا الإدراك يجمّع البيانات الحسية وينظيمها في كل متكامل ويدعى هذا بالشكل أو الجشتالط، لهذا السبب يقال إنّ الكل يختلف عن مجموعة الأجزاء، هذا قول مألوف ومشهور عند أصحاب هذه النظرية.
- الضبابية: إنّ الضبابية تتأكد من جعل الفرد لهذه العناصر جزء منه، فإذا اختلطت أصبح الفرد كئيب وهذه المنظومة تعتبر جمعية، تأسست الجشتالط من جمع العناصر والتوصل إلى مركز معين؛ حيث إذا نقص عنصر واحد انتهى المجال كله، كما أنّ نظرية المجال تطفي على الكون صبغة فهي تؤكد على الجاهز وتنفي ما هو قادم في المستقبل القريب أو فان في الماضي.