طرق التعامل مع الزوج المتنمر في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


إن معظم الناس يربطون التنمر بالأطفال فقط، إلا أن التنمر يمكن أن يكون موجود عند أشخاص آخرين في الزواج، عندما يسعى أحد الزوجين إلى التقليل من شأن الآخر أو ترهيبه، ويجعل من الصعب الحفاظ على العلاقات المميزة في الزواج، ويسبب هذا ضغوطًا شديدًا بمرور الوقت، ويمكن أن تظهر الأعراض الجسدية والعاطفية بسبب ذلك مثل الأرق وآلام المعدة عند الشخص المتنمر عليه.

طرق التعامل مع الزوج المتنمر في الإسلام

هناك العديد من الزوجات اللاتي يعانين من التنمر من قبل أزواجهن، وكذلك العكس يوجد زوجات متنمرات بطريقة أو بأخرى على الزوج، وحث الإسلام الزوجين على التعامل بالمعروف بينهم، ولا يجوز الانتقاد والتنمر من قبل الزوج أو العكس بالقول والتجريح أو الإشارة أو الفعل.

قال تعالى: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا”، النساء آية 19، ويجب على الزوج معاشرة الزوجة بالمعروف وعدم التنمر عليها؛ حتى لو لم يعجبه شيء في تصرفاتها أو في جمالها مثلاً، فيجب عليه التحكم والسيطرة على تصرفاته تجاه زوجته.

ويجب على الزوجة إظهار الإنكار لسلوك الزوج المتنمر؛ حتى لا تساعده على المزيد من التنمر، والإنكار ببساطة لتصرفات الزوج بجميع الطرق، وإن الله تعالى دائماً اعلم بما هو خير للإنسان؛ لذلك إذا كره الزوج في زوجته شيء معين فيجب الصبر عليه، وعدم التنمر عليها؛ لأن الله تعالى قد وضع في الشر الذي يظنه الإنسان الخير الكثير له، قال الله تعالى: “وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”، البقرة، 216.

ما هي أسباب تنمر الزوج

هناك العديد من أسباب تنمر الزوج على زوجته، وقد يكشف عن أسباب تنمر الزوج كما يلي:

1- الإساءة في مرحلة الطفولة: أو الإهمال أو مشاهدة التنمر في حياة والديه، مثل أن يشاهد الزوج أباه يفعل هذا مع والدته وإخوته وباقي أفراد الأسرة، ويكون هنا محاولة منه لتقليد ما فعله والده وما كان يقوله.

2- يعتقد المتنمر أنه الأساس ومحور الحياة: يعتقد الزوج في بعض الأحيان ذلك؛ لأنه هو المسؤول الأول عن البيت والنفقة وعن المسؤولية المالية، أو أن الزوجة لا تستطيع الاستغناء عنه.

3- تبرير الأسرة بعدم تحكم المتنمر في سلوكه: وتبرير ذلك من الأسرة أنه تسرع مثلاً في الزواج أو انتقاء الشريك، أو أنه لا يتحكم في غضبه وسلوكه.

4- تبرير سلوك الزوج المتنمر من قبل الزوجة: مثل أن تُبرّر الزوجة سخرية الزوج بأنه على حق؛ لأنها فعلاً سمينة مثلاً أو غير جميلة أو أنها فعلاً لها علاقة في تحديد جنس المولود وغير ذلك من الأمور.

5- عدم وضع حدود وردة فعل جراء سلوك الزوج المتنمر: ويكون ذلك من الزوجة نفسها والأسرة والمُقربين من الزوج والزوجة.

6- البعد عن الدين: إن الدين الإسلامي حرم الاستهزاء والسخرية من الآخرين، قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”، 11، الحجرات.

7- عدم الالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تحاسَدوا ولا تناجشوا، ولا تَباغَضوا ولا تَدَابروا، ولا يبع بعضُكم على بَيْع بعضٍ، وكونوا عبادَ الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمُه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ها هنا – ويشير إلى صدره ثلاثَ مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه”، أخرج الإمام مسلم.

هناك العديد من الدوافع وراء التنمر الزوجي، يخفي العديد من المتنمرين شعورهم بعدم الكفاءة وتدني احترام الذات عن طريق التقليل من شأن الآخرين، يتسم بعض المتنمرين الأنانية والنرجسية، ولا يهتمون بتأثير سلوكهم على الآخرين، بعض المتنمرين من الأزواج كانوا هم أنفسهم أهدافًا للتنمر، أو قد يتعرضون للتنمر في العمل ويعيدونه إلى المنزل.

من المهم أولا الحصول على بعض المساعدة والدعم من الأسرة وطلب الاستشارة للحصول على نظام دعم للزوجة، قد يكون الوقوف في وجه المتنمر محفوفًا بالمخاطر وقد يؤدي إلى زيادة سلوكه، لكنها خطوة مهمة يجب أن تجتاز.

طرق علاج سلوك الزوج المتنمر في الإسلام

1- التحدث مع الزوج عن سلوكه غير السليم، بالإضافة إلى التعامل مع الزوج بطريقة جدية جراء هذا التنمر، ودفاع الزوجة عن نفسها وإصرار الزوجة على تغيير الزوج لسلوكه إلى السلوك الأفضل والتعامل بالحسنى.

2- منح الزوج مساحة من الوقت لإظهار التحسينات في سلوكه، يجب على الزوجة أن تخبر زوجها بأنها تمنحه فرصة لمعاملته لها باحترام أكبر.

3- الاستعانة من قبل الزوجة بالأهل من جهة الزوج أو من جهة الزوجة للتدخل للإصلاح بين الزوجين.

4- توضيح حرمة الاستهزاء والسخرية من الآخرين في القرآن الكريم والسنة النبوية، قال الله تعالى: “لا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون”، سورة الحجرات، 11.

صور وطرق من التنمر على الزوجة

1- مناداة الزوجة بالأسماء القبيحة: السلوك الشائع للتنمر هو الشتائم، وغالبًا ما تكون هذه مجرد أسماء سلبية أو كلمة نابية، مثل حمقاء أو ما هو أسوأ من ذلك، ولكنها غالبًا ما تتخذ شكل تسميات التقليل من شأن الزوجة وتضعيف شخصيتها.

2- التهكم والإهانة من قبل الزوج: عندما تحاول الزوجة الوقوف في وجه الهجمات اللفظية أو الجسدية من جانب الزوج، فإن الزوج المتنمر سوف يضايق الزوجة بطرق عديدة، كإهانة الزوجة كوسيلة للسيطرة عليها.

3- العدوان اللفظي وقد يتطور إلى الجسدي: بالإضافة إلى الشتائم، يمكن أن ينفجر الزوج المتنمر في تهديدات لفظية، وقد تصبح جسدية أو عدوانية.

4- التحكم في السلوك: إن الإفراط في السيطرة وعدم السماح للزوجة بالحصول على أي حرية واستقلالية هو علامة على التنمر الزوجي، تم تصميم الانتقادات والتهديدات المستمرة، مثل قول الزوج ألا يمكنك فعل أي شيء بشكل صحيح؟ أو أنتِ تفعلين ذلك بشكل خاطئ، أو دعيني أوضح لك كيفية القيام بذلك بشكل صحيح فأنتِ لا تعرفين، لجعل الزوجة تشعر بأنها غير مسؤولة أو غير صالحة كزوجة وأم، وهو دليل وتأكيد على التنمر.

5- عمليات التحقير أمام الآخرين: يُعَدّ التقليل من شأن الزوجة أمام الآخرين علنًا في السلوك أو أي شكل من أشكال التسلط، هو دليل على التنمر المقصود؛ لأنه تقليل شأن الزوجة في محيط الأسرة والمجتمع، وهناك طريقة أخرى يطبقها الزوج المتنمر على زوجته وهي مشاركة أسرار الزوجية مع الآخرين بطريقة سلبية.

وفي النهاية يفترض أن يقوم الزواج الإسلامي على المحبة والهدوء، لذلك من المحزن أن يتحول من زواج مقدس إلى مصدر ألم للزوجين وأطفالهما، لذلك يجب ممارسة الأخلاق الحميدة الإسلامية والتعامل بالحسنى في المنزل ومع أهل البيت قبل أي شخص آخر، التي تبين المظاهر الحقيقية لإيمان المسلم وأخلاقه، وإن حياة النبي صلى الله عليه وسلم مليئة بالأمثلة عن كيفية التصرف مع أهله وزوجاته، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”، رواه الترمذي.


شارك المقالة: