كل طفل يختلف عن الآخر وبالتالي كل طفل يحتاج لطريقة تربية مناسبة له حسب طبيعة شخصيته، وبالطبع لا يوجد قواعد جاهزة ومفصّلة لتربية الأطفال، لكن يوجد الكثير من التقنيات الفعّالة التي تنجح مع معظم الأطفال، وبالطبع الحوار والكلام الإيجابي مع الأطفال ينجح أكثر من العقاب بالضرب وغيره. وسوف نقدّم هنا بعض الأساليب التي تساعد في تربية الطفل.
كيفية تربية الطفل
هل سبق لك أن تساءلت عن طريقة التعليم الأكثر فائدة في مسألة تربية طفلك؟ يختلف الأطفال عن بعضهم البعض وهذا يتطلب اعتماد أسلوب محدد في التربية. وهناك العديد من أساليب التربية الحديثة والناجحة والتي يستطيع جميع الآباء اتباعها مع أبنائهم ومنها:
تعليمهم الذكاء العاطفي
معظم الآباء يعتقدون بأن الذكاء صفة فطرية ويستسلمون إذا كانت العائلة غير ذكية. وهذا الأمر خاطئ؛ لأن الذكاء مهارة يكتسبها الطفل من التعلّم والتربية الصحيحة وتنمو معه. والذكاء العاطفي يساعد الأطفال على أن يفكّروا بعواطفهم ويمكنهم فهمها و يساعدهم أيضاً على أن يتحكموا بمشاعرهم إذا واجهوا موقف أغضبهم.
الأدب والاحترام
يجب على الأهل أن يستخدموا الكلام اللطيف والمُهذّب مع أطفالهم؛ لأن الأهل هم القدوة الأولى لأطفالهم، حيث يتعلّم الأطفال من والديهم كيف يتعاملوا مع الآخرين ويراقبوا تصرّف آبائهم عند حدوث أي موقف. ويُفضّل أن تستخدموا الكلمات التي فيها نوع من اللطف والأدب؛ مثل كلمة شكراً، لو سمحت، من فضلك وغيرها من الكلام الجميل الذي يُعلّم الطفل على الأدب والاحترام.
بناء العلاقات الاجتماعية
إن العلاقات الاجتماعية من الأمور الهامة التي يجب على الوالدين أن يُعلّموها لأطفالهم. ويجب على الأهل أن يجلسوا مع أطفالهم ويُعلّموهم كيفية التعامل مع الأشخاص الآخرين سواء الكبار أو الصغار. وهذا الأمر يُساعدهم على الاندماج بالأشخاص بشكل أسهل وأسرع. وبالطبع العلاقات الاجتماعية لها دور كبير في تنمية مهارات الأطفال وله تأثير إيجابي من الناحية النفسية.
تعليمهم على الشكر والتقدير
يجب على الوالدين أن يُعلّموا أطفالهم على كلمة شكراً؛ لِما لها من معنى مهم. وبالطبع لأنكم أنتم القدوة يجب أن تشكروا طفلكم إذا قدّم لكم شيئاً مهما كان غير مهم. وعلى الأم مثلاً، أن تقول لطفلها قول شكراً لبابا لأنه أحضر لك هذه اللعبة أو الملابس أو الطعام؛ وهذا الأمر يجعل الطفل واعياً ومحترماً للشيء الذي يملكه. ويجب أن يعرف أن الشيء الذي يملكه قد لا يملكه أطفال آخرون؛ وذلك حتى يكون ممتناً ومتقبلاً لذاته؛ لأن هذا الأمر يزيد شعوره بالسعادة والارتياح.
دعم الطفل الخجول
الطفل الذي يعاني من الخجل يختلف عن الأطفال الآخرون، حيث أنه ممكن أن يعاني من اضطراب القلق في بعض المواقف. وهو لا يستطيع أن يُعّبر عن شعوره مثل غيره ولا يستطيع أن يُعبر عن نقسه بسبب خجله؛ لذلك على الأهل أن يقوموا بدعمه عن طريق تشجيعه وعدم إحراجه وأن يتعاملوا معه بطريقة خاصة.
عدم التشتت أثناء الاهتمام
ليس على الآباء أن يجلسوا مع أبنائهم لفترات طويلة وترك أشغالهم ويبقوا مع أطفالهم، بل عليهم قضاء بعض الوقت ولكن أثناء وقتهم مع أطفالهم يجب أن لا ينشغلوا بأي أمر آخر وأن يستمتعوا بوقتهم ويعطوهم كل الاهتمام في تلك اللحظات، مثلاً أثناء الجلوس مع الطفل يجب عدم فتح الهاتف وتفقّد الرسائل الإلكترونية وغيرها، بل التفرّغ في هذه الفترة للطفل فقط.
تجنب المدح المستمر
يجب على الأهل أن يمدحوا طفلهم عندما يُحقق إنجاز مُعيّن؛ لأن المدح يُشجعه ويُحفّزه للقيام بالأمور الإيجابية، أيضاً قد يكون له نتائج سلبية على الطفل؛ لأنه سوف يُشعره بالتكبّر والتعالي؛ لذلك يجب الاعتدال بالمدح وأن يكون له الوقت المناسب والموقف المناسب.
عدم تقديم كل الإجابات
يوجد الكثير من الأسئلة التي يسألها الأطفال كل يوم. وبالطبع الوالدين هم مصدر المعرفة للطفل منذ بداية حياته، لكن على الوالدين أن لا يُجيبوا على جميع الأسئلة التي يسألها الطفل، خصوصاً الأمور التي تتعلق بحل المشكلات التي تواجه الطفل. وهذا الأمر يجعل الطفل يعتمد على غيره ولا يمكن أن يتطوّر؛ لذلك عليهم أن يجعلوه يُفكّر في بعض الأمور وأن يواجه بعض التحديات بنفسه مع تقديم بعض الحلول ليحصل على إجابة تساعده.
مثلاً إذا أضاع الطفل لعبته ويريد من أمه أن تبحث له عنها، هنا يمكن أن تقوم الأم بمساعدة الطفل بالبحث دون أن تبحث هي، كأن تقول له أين تتوقع أنك وضعتها، أين أخر مكان كنت تلعب فيه وهكذا؛ حتى يتذكر الطفل ويضع الاحتمالات ويبحث بمفرده.