طرق تعامل الطفل مع الآخرين في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


قبل تعليم الأبناء احترام الآخرين يجب تعليمهم القواعد الأساسية لهذا الاحترام، فجميع الأبناء وهم صغار يحتاجون إلى العناية والرعاية والنمو والاهتمام كالشجرة وهي صغيرة التي تحتاج للعناية حتى تستطيع مقاومة صعاب النمو والإثمار.

طرق تعامل الطفل مع الآخرين في الإسلام

إن الصحة النفسية  والعاطفية للأبناء هما أساسيان للنمو وتكوين شخصية الأبناء، ولا بد أن يولي الآباء العناية العظيمة لهم؛ كي يستمتعوا بمستقبل من النضج العاطفي بالصحة النفسية، فالأبناء في أعوام حياتهم الأولى يركزون على عاطفتهم في فهمهم للحياة وفهمهم لذاتهم وفهم من حولهم، فعقل الأبناء وهم صغار لم يكتمل نموه بعد، ولم يتضمن الخبرات التي تؤهلهم لهذا الفهم.

لذلك يلاحظ الآباء والمربين أن الأبناء يعتمدون ويلجأون إلى فهم الأمر بالتركيز على الإحساس والمشاعر في التعامل ولا يتعاملون مع الأمور بشكل واقعي، وعدم الاكتراث لهذه المعلومة والحقيقة أو عدم العلم بها يعمل على التهاون من قبل الوالدين بشؤون الأبناء وعدم احترام حاجات العاطفية لدى الأبناء وعدم الحفاظ عليهم من الأمراض العاطفية، يجب عدم الإهمال هذه الحاجات العاطفية وتنميتها وترقيتها.

لكي يتعلم الأبناء احترام الآخرين يجب على الوالدين ممارسة ذلك داخل البيت وتعليمهم بالقدوة، واحترام الأهل أراء أبنائهم واحترام الأبناء أمام الآخرين، وتعليمهم قواعد الاحترام، ومن أعظم الأمور التي يحتاجونها الأبناء احترام الآخرين التركيز على حاجاتهم النفسية، كثيرا من الآباء يهملون هذه الحاجات لدى أبنائهم، ويهملون حاجة الأبناء أنفسهم إلى الاحترام في مراحل حياتهم الأولى.

يظن الكثير من الآباء أن الأبناء لا يدركون ولا يشعر معنى الاحترام، و مما يدفع الآباء إلى استسهال إهانتهم البدنية واللفظية، ولا يلاحظون أي حرج للأبناء في ذلك؛  مبررين أن الأبناء  لا يدركون ويفهمون معنى الاحترام في حين يطلب منهم احترام الآخرين.

عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: “أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بشرابٍ فشَرِبَ منه، وعن يمينِه غلامٌ، وعن يسارِه الأشياخُ، فقال للغلامِ: أَتَأْذَنُ لي أن أُعْطِيَ هؤلاءِ؟ فقال الغلامُ: واللهِ، يا رسولَ اللهِ، لا أُوثِرُ بنصيبي منك أحدًا. قال: فتَلَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في يدِه”، صحيح البخاري.

وفي النهاية إن نبذ الأبناء وعدم احترامهم ينتج أبناء لا يحترمون الآخرين ولا يحترمون مشاعرهم، يوجهون الإيذاء اللفظي لهم، فعندما يطلب من الأبناء احترام الأكبر منهم يجب أن يقدم لهم الاحترام لهم أولا، وهذا لا يبرر عدم احترام الأبناء للآخرين بل يجب إفساح المجال للأبناء بالتعبير عن رأيهم ولكن بأدب دون التعدي أو المساس باحترام الآخرين، أن قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم يؤكد ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس منا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صغيرنا ويوَقِّرْ كبيرنا ويأمُرْ بالمعروفِ وينْهَ عنِ المنكَرِ”، حديث حسن صحيح.


شارك المقالة: