طرق مناقشة إصابة الفرد باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

اقرأ في هذا المقال


يعتبر اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة حالة معقدة، حيث يظهر الفرد المصاب بهذا الاضطراب عادة عدة أنواع من الأعراض، ويصعب كثيراً على الراشدين فهم تأثيره على العناصر المجردة للسلوك من مثل الدافعية والاستمرارية، من هنا بمقدورنا أن نتصور عدد الأفكار الخاطئة التي يكنها أطفال عن أنفسهم وعن إخوانهم وعن أقرانهم.

طرق مناقشة إصابة الفرد باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

ما زالت الأبحاث قليلة في مجال معرفة الأطفال عن ذواتهم وعن اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وفي مجال التأثير الوظيفي لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وفي مجال مقدار المشاركة اللازمة من الراشدين لتمكين الأطفال من تحقيق فهم سليم لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، من جانب آخر أن إفصاح الراشدين المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة عن تجاربهم في مرحلة الطفولة معرفة معمقة عن واقعهم.

أما بالنسبة لأولئك الذين لم تتح لهم فرصة القيام بذلك في السابق، فقد يرغبون بقراءة بعض من القصص الواقعية التي رواها أصحابها، وإذ كثيراً ما اتسمت تجاربهم التعليمية بالإحباط الشديد وكذلك بالتشويش والإرباك الشديدين، حتى إن مراحل طفولتهم كثيراً ما تميزت بدرجة عالية من البؤس وفي الوقت الحاضر فقد تحسن فهمنا لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وفي حين يعتبر ذلك عموماً مفيداً للأطفال خصوصاً بالنسبة لتجربتهم التعليمية.

وازداد انتشار الأفكار والاعتقادات المغلوطة عن اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة؛ بسبب سمعته السلبية بين العامة، كما وازداد عدد الأشخاص الراغبين في إبداء آرائهم بمن فيهم ذوي الخبرة الشخصية والمهنية المتواضعة، بالتالي مازال معظم الأطفال للأسف كثيراً ما يسمعون خلال مرحلة طفولتهم عدة عبارات مثبطة من مثل عبارة يمكن القيام بأفضل من ذلك فيما لو حاولت مما يعني أنه خطأك، وعبارة اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة هو ذريعة تستخدمها أو يستخدمها الوالدين لتبرير سلوك سيء أو لتبرير ضعف الأداء في المدرسة.

هناك أيضاً طرق يستطيع الاختصاصي عبرها مساعدة الطفل مباشرة، إذ تتاح للاختصاصي الرعاية الأولية الفرصة ليؤدوا أدواراً نموذجية، ويكونوا أصدقاء راشدین موثوقين ومقبولين ولدى إبداء التعبيرات الدالة على الثقة والدعم من حين لآخر من قبل هذا الفرد، يكون التأثير بعيد المدى عظيماً في حين لا يكون التأثير المباشر ملحوظاً، ولدى إجراء تقييم أولي يستطيع العيادي سؤال الطفل مباشرة عن مدى استيعابه للغرض من التقييم.

ويتوجب على الاختصاصي هنا تقديم توضيحات حيادية عن مشكلات الطفل إذا كانت توضيحات الطفل تقلل من
احترامه لذاته، وينبغي عليه أيضاً الاستفسار من الطفل والوالدين عن مواضيع تتعلق بالأقران أو الإخوان، وعندما يتم إعلام الطفل بنتيجة تشخيص اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.

فمن المفيد أن يسمع الطفل من الاختصاصي والوالدين أن ذلك ليس مرضاً أو عيباً بل نمطاً من التفكير والسلوك، قد يكون له حسناته إلى جانب سيئاته، وذلك على الرغم من كون السيئات أكثر وضوحاً بالنسبة للطفل في بداية الأمر.

ويجب أن يولي الاختصاصي اهتماماً دقيقاً بالتفاعل بين الوالدين والطفل، فقد يقوم الوالدين عن حسن نية احترام الطفل لذاته طرق لا يدركونها، ومن الأمثلة الدالة على ذلك الطريقة التي يناقشان بها مواطن قوة الطفل ومواطن عجزه، وإجراء مقارنات مع إخوانه والضحك عندما يعاني الطفل من صعوبات في التنسيق خلال الامتحان، أو مقاطعة كلام الطفل أو التقليل من أهمية ما قاله لدى إجابته عن تساؤلات الاختصاصي، ويمكن بحث ذلك على نحو حساس ومباشر في الاجتماع التلخيصي في إطار حاجة الوالدين لدعم الاحترام الذاتي لطفلهم أكثر من غيرهم.

وتبين أن زيارات المتابعة الدورية يستطيع الاختصاصي توجيه سؤال عما تعنيه الإصابة باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة بالنسبة له، فقد تدل التفسيرات السلبية جداً على الحاجة إلى تدخل علاجي أكثر تركيزاً، وذلك لرفد التجربة الناجحة للطفل في مواقف متنوعة، ويجب أيضاً تقييم أداء الأقران والتفاعلات مع المدرسين والآخرين في المدرسة وذلك خلال فترات المتابعة، وينبغي أيضاً تقييم الجوانب المتعلقة بتناول العلاج الدوائي.

كما تنبغي دراسة الإجراءات الإعدادية طويلة المفعول، وذلك عندما يشكل تناول الدواء في منتصف اليوم الدراسي عائقاً اجتماعياً كبيراً بالنسبة للطفل، إذ أن بعض الأطفال سيعتبرون وجوب الذهاب إلى الممرضة لتناول الدواء على أنه هو السبب الذي يجعل الأطفال الآخرين يضايقونهم، وفي الوقت الذي تكون فيه سلوكياتهم الذاتية هي التي تسهم في رفض الأقران في هذه الحالة، يغلب أن تقتضي الضرورة اللجوء إلى تدخلات اجتماعية متعددة.

وقد يتم الإبقاء على العلاج الدوائي خلال الوالدين مع اليوم الدراسي، أو تتم إعادة وضعه قيد الاستعمال بعد أن تتم السيطرة على المشكلات الأخرى، ويتوجب الحصول على السيرة المؤقتة عن كيفية تعامل الانضباط، وكيفية إجرائهم للتعزيز الإيجابي للسلوك المرغوب وكيفية دعم الاعتداد الذاتي، وبناء المهارة في مواطن القوة والعجز، ويجب أن يطرح الاختصاصي تساؤلات تتعلق بالسيرة المؤقتة على الطفل والوالدين، مع الإشارة إلى أن رأي الطفل محط تقدير.

طرق مناقشة إصابة الفرد المراهق باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

وينبغي أن تتاح للمراهقين ولوالدي المراهقين فرصة لتقديم معلومات إلى الاختصاصي كل على حدة، وذلك على الرغم من وجوب مناقشة معظم المعلومات التي جمعت، وكذلك التوصيات والخطط اللاحقة على نحو مشترك وفي بعض الحالات يقدم المراهق للعيادي معلومات حساسة لا يعرفها الوالدين، مثل استعمال العقاقير، إذ أن كيفية التعامل مع المسائل الخصوصية المتعلقة بالمراهقين ووالديهم يعتبر مع موضوعاً هاماً في جميع المجالات المتصلة بالرعاية العيادية للأطفال والمراهقين.

ويمكن القول عموماً أن التواصل المراهقين يجب أن يكون سرياً ما لم تكن صحة المراهق أو سلامته معرضة للخطر، وينبغي على الاختصاصي أن يوضح سياسته للوالدين والمراهقين معاً لدى الشروع في إجراء مقابلات منفصلة، ويجب أن يكون ذلك منسجماً مع سياسة الاختصاصي في تقديم الرعاية للأطفال والمراهقين عموماً، ولا ينبغي أن يكون مقصوراً على تقديم الرعاية للأطفال والمراهقين المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.

ويجب أن يثني الاختصاصي على إنجازات الطفل مع التذكير بالصعوبات الإضافية التي يواجهها أفراد مصابون باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، والتذكير بأهمية الشجاعة التي ينبغي إظهارها لإنجاز بعض الأشياء التي يقوم الأقران بمثلها لكن بجهد أقل، وأما الجانب المهم الآخر أيضاً فيتمثل في التركيز على الطبيعة الثانوية لدور العلاج الدوائي في إنجازات الطفل، ويتوجب أن يبتعد الاختصاصيين استخدام مصطلح اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة على شكل صفة مثل اضطراب في الكلام والكتابة.

وفي الختام قد يوحي للطفل أن اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة هو أهم جانب عن الطفل، يستطيع الاختصاصي توفير موارد للأطفال والراشدين الأكبر سناً على شكل مواد مكتوبة، ويمكن استعراضها مع الوالدين وذلك بهدف تلقي دعم الأقران.


شارك المقالة: