طريقة تغيير الأفكار اللاعقلانية المرتبطة بالوالدين

اقرأ في هذا المقال


يتطلب منا كأخصائيين لمساعدة الآباء في تطبيق مبادئ تربية أسرية فعالة، أن نساعد الآباء في امتلاك أفكار أكثر عقلانية عن الوالدية أو التربية الأسرية الفعالة.

كيف نغير الأفكار اللاعقلانية المرتبطة بالوالدية

  • تحديد الأفكار اللاعقلانية المرتبطة بالوالدية لدى الآباء من خلال إجابة الآباء على مقياس الأفكار اللاعقلانية المرتبطة بالوالدية، أو من خلال حديث الآباء عن المشاكل التي تواجههم مع أطفالهم.
  • شرح العلاقة بين أفكارنا، مشاعرنا، وسلوكنا والتأكيد على دور الأفكار في تحديد مشاعرنا وسلوكنا، ويتصف دور المرشد في هذه المرحلة بالمعلم والمثقف للمسترشد (الآباء) .
  • استبدال الأفكار اللاعقلانية باتباع الفنيات العلاجية.

الفنيات العلاجية المستخدمة لاستبدال الأفكار اللاعقلانية

  • رفض الأفكار اللاعقلانية: وتتم من خلال مناقشة المسترشد حول أفكارهم اللاعقلانية، بهدف توضيح خطأ الأفكار اللاعقلانية ليتم رفضها من قبل الآباء، تمهيداً لإضافة أفكار أكثر عقلانية، ويتلخص دور المرشد في هذه المرحلة بتوضيح أنَّ اضطراب المسترشد ليس بسبب الأحداث نفسها إنَّما بسبب الطريقة التي يدرك ويفكر بها الفرد تجاه الموقف، ويُعلم المرشد المسترشد رفض أفكاره من خلال توجيه عبارات لنفسه مثل:

1- لماذا يجب أن يكون الآباء دائماً على حق؟


2- هل يعني ذلك أني أب فاشل إذا أخطأت؟


3- إذا أخطأ الإنسان فهذا شيء مفيد؛ لأنَّه يتعلم من الأخطاء فلا ضرر إن أخطأت أو أخطأ أولادي.

  • الواجبات البيتية: وتهدف إلى مساعدة الآباء على التعريف على أفكارهم اللاعقلانية وفهم علاقتها بسلوكهم، ويتضمن جزء من هذه الواجبات تطبيق نظرية (ABC) على مواقف حياة الوالد اليومية، كما يطلب منهم تطبيق أفكارهم الجيدة الأكثر عقلانية على حياتهم لإدراك أثرها عليهم، وتقدم هذه الواجبات في نهاية كل جلسة وتتم مناقشتها في بداية الجلسة التالية؛ بهدف التعرف على مدى التحسن الذي حققه الآباء، ومن الأمثلة عليها: اكتب بعض المواقف التي تتفاعل بها مع طفلك موضحاً أفكارك عن الموقف، مشاعرك تجاهه، وكيف تصرفت حياله، ما التنفيذات التي يمكن أن تفكر بها لرفض الفكرة اللاعقلانية التي تنص على “سأكون والداً سيئاً إذا شعرت بالغضب من ابني”.
  • تغيير لغة المسترشد: إن اللغة الغامضة أحد الأسباب التي تمنع التفكير المنطقي لدى الفرد وتكمن أهمية اللغة في أنَّها تستخدم للتعبير عن أفكار الفرد، حيث يتم تدريب الآباء على استبدال اللغة التي تتضمن أفكار الوجوب (يجب، ينبغي، لازم) بلغة تعبر عن التفضيلات بعيدة عن الحتميات، مما يساعد الآباء على اختبار انفعالات أكثر هدوء وبالتالي ممارسة أنماط سلوك أكثر فاعلية، فمثلاً: تستطيع استبدال عبارات مثل “يجب أن يستجيب ابني لمطالبي دائماً” بقولك “أحب أن يستجيب ابني لمطالبي في معظم الأوقات”.
  • التخيل العقلي العاطفي: يُستخدم هذا الأسلوب لمساعدة المسترشدين في تبني أنماط انفعالية جديدة أكثر عقلانية من تلك التي يستخدمونها حالياً، حيث يتخيل المسترشد أفكاره، مشاعره، وسلوكه كما يحب أن تكون عليه ويقارنها بأفكاره، انفعالاته، وسلوكه في الواقع كما يستطيع المرشد تخيل مشاعره أثناء مواجهة المواقف الصعبة وكيف أن انفعالاته كان مبالغاً فيها، وبالتالي محاولة تغيير هذه المشاعر.

وأكد اليس (Ellis) أنَّ ممارسة التخيلات الانفعالية في أوقات مختلفة لفترة من أسبوع إلى عددة أسابيع فإننا نصل إلى مرحلة لا نشعر بها بالانزعاج من انفعالاتنا وكأننا تعلمنا التعايش مع انفعالاتنا السلبية، إذ نشجع المسترشد لفهم العلاقة بين أفكاره، مشاعره، وسلوكه على تخيل موقف بينه وبين طفله واستدعاء المشاعر السلبية التي كانت لديه وكيف تصرف فيها.

فنقول مثلاً: أنك تكون ثائراً وتشتم ابنك عندما توجه له أمراً ولا ينفذه، لنفهم كيف يحصل هذا، أغمض عينيك وحاول تذكر آخر موقف وجَهت فيه أمراً لابنك ولم ينفذه، إنَّ ما تفعله عندما يرفض ابنك تنفيذ مطلبك هوأنك تحدث نفسك بعبارات مثل “يجب على ابني أن ينفذ مطالبي لأنني أكبر منه وأعرف بمصلحته”، “إذا تجاهل ابني مطالبي فهذا لأنه لا يحترمني”، “أنا دائماً على حق وهو دائماً على باطل”، بعد هذا الحديث تبدأ بالتوتر، القلق، الخوف، والغضب، فتلجأ إلى الصراخ على ابنك وشتمه وتهديده.

معرفة الآباء بمراحل النمو يساعدهم على فهم سلوك الطفل

تعتبر معرفة الآباء بمراحل النمو ومتطلباتها النمائية من أهم العوامل التي تساعدهم في فهم سلوك أطفالهم وتقبلهم؛ لأنها تساعدهم في فهم التغيرات الجسدية، المعرفية، الانفعالية، والاجتماعية التي تحدث عند أطفالهم، وتفسير التغيرات السلوكية والتنبؤ بها وبالتالي ضبطها والسيطرة عليها، كما أنها تساعد الآباء في فهم الفروق الفردية لدى الأطفال وتبني توقعات تتناسب مع قدرة الأطفال الفعلية، وبالتالي ممارسة أنماط سلوكية تعبر عن تربية أسرية إيجابية، مما سيزيد من قدرة الأطفال على التكيف والنمو.


شارك المقالة: