عدم قابلية النظريات العلمية للقياس في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


مصطلح عدم قابلية النظريات العلمية للقياس يعني عدم وجود مقياس مشترك بين النظريات حيث يتم تمثيل هذه العلاقات غير القابلة للقياس بأرقام غير منطقية، وأصبح التطبيق المجازي لهذه الفكرة على وجه التحديد للعلاقة بين النظريات العلمية المتتالية مثيرًا للجدل بعد أن تم تعميمها من قبل فلاسفة العلم وعلماء النفس.

عدم قابلية النظريات العلمية للقياس في علم النفس

كان عدم قابلية النظريات العلمية للقياس موضع نقاش واسع وفكرة مثيرة للجدل كانت مفيدة في التحول التاريخي في فلسفة العلم وتأسيس علم النفس الاجتماعي كنظام مهني، حيث وصف علماء النفس الأسباب الجماعية للقيود على التواصل بأنها عدم قابلية القياس للتقاليد العلمية وأن النموذج العلمي لا يمكن قياسه مع نماذج مشابهة.

حيث تفتقر هذه النماذج المتنافسة إلى مقياس مشترك لأنها تستخدم مفاهيم وأساليب مختلفة لمعالجة مشاكل مختلفة، مما يحد من التواصل في التوصيفات التراكمية للتقدم العلمي، والتي بموجبها يعتبر التقدم العلمي تقريبًا محسنًا للحقيقة وتتحدى فكرة وجود معايير منهجية محايدة وغير متغيرة لمقارنة النظريات في جميع مراحل تطور العلوم الطبيعية.

كما هو الحال في التطور العلمي لا تتغير العملية نحو هدف محدد وفقًا لبعض القواعد أو الأساليب أو المعايير الثابتة، ولكنها تتغير بعيدًا عن الضغوط التي تمارسها الانحرافات على النظرية السائدة، حيث إن عملية التغيير العلمي إقصائية ومتساهلة وليست مفيدة في عملية مواجهة الحالات الخارجة عن القوانين ويتم استبعاد بعض البدائل لكن الطبيعة لا ترشدنا إلى نظرية صحيحة بشكل فريد.

أفكار توماس كون في عدم قابلية النظريات العلمية للقياس في علم النفس

طور العالم توماس كون فكرته الأولية وصقلها على مدى العقود التالية وأكد مرارًا وتكرارًا أن عدم قابلية النظريات العلمية للقياس في علم النفس لا يعني عدم القابلية للمقارنة، ولا تجعل العلم غير عقلاني وقد ركز بشكل متزايد على عدم التوافق المفاهيمي كما هو واضح في الاختلافات الهيكلية المستخدمة لتصنيف الأنواع التي يتم ذكر علاقاتها في القوانين والنظريات مثل العناصر الكيميائية والأنواع البيولوجية.

لقد استخدم العالم توماس كون عدم قابلية النظريات العلمية للقياس في علم النفس لمهاجمة الفكرة البارزة بين الوضعيين المنطقيين والتجريبيين المنطقيين من فلاسفة علماء النفس، حيث أن مقارنة النظريات تتطلب ترجمة نتائجها إلى لغة مراقبة محايدة، وفي أواخر التسعينيات أوضح عدم القابلية للقياس من حيث عدم القابلية للوصف.

مع التأكيد على أنه أصبح من الممكن لعلماء النفس إصدار وفهم بعض العبارات الجديدة فقط بعد إدخال نظرية معينة تمامًا كما يصبح من الممكن فقط للمؤرخين فهم بعض العبارات القديمة من خلال الإعداد بصرف النظر عن المفاهيم الحالية التي تسبب تشوهات معرفية، مما ينتج عن عدم قابلية القياس التصنيفي فشل الترجمة بين مجموعات فرعية محلية من المصطلحات المعرفة بسبب التصنيف المتبادل للكائنات في تصنيفات متنافية.

يمكن تمييز هذا عن عدم القياس المنهجي وفقًا لعدم وجود مقياس مشترك بين النظريات العلمية المتعاقبة، بمعنى أن مقارنة النظرية هي في بعض الأحيان مسألة وزن القيم النامية تاريخيًا، وليس اتباع القواعد الثابتة والنهائية، هذا يفسح المجال للاختلاف العقلاني في مقارنة النظرية، حيث قد يطبق علماء النفس قيمًا مختلفة مثل النطاق والبساطة والدقة في تقييم ومقارنة نظريات معينة بحيث لا يتم تحديد اختيار النظرية بشكل لا لبس فيه في جميع أنحاء المجتمع العلمي.

أفكار بول فييرابند في عدم قابلية النظريات العلمية للقياس في علم النفس

استخدم العالم بول فييرابند لأول مرة مصطلح عدم قابلية النظريات العلمية للقياس في علم النفس في عام 1962 وذلك في التفسير والاختزال والتجريبية؛ لوصف الافتقار إلى العلاقات المنطقية بين مفاهيم النظريات الأساسية في نقده لنماذج التجريبية المنطقية للتفسير والاختزال، وقال إنه في سياق التقدم العلمي عندما تتغير النظريات الأساسية تتغير المعاني مما قد يؤدي إلى تصور جديد لطبيعة الواقع.

من خلال استدعاء نظريتين أساسيتين غير قابلين للقياس قصد العالم بول فييرابند أنهما غير متوافقين من الناحية المفاهيمية، حيث لا يمكن تعريف المفاهيم الرئيسية لأحدهما على أساس المصطلحات الوصفية البدائية للآخر ولا يمكن ربطها بها من خلال بيان تجريبي صحيح.

واستخدم بول فييرابند بشكل متكرر فكرة عدم القابلية للقياس لتحدي مجموعة واسعة من أشكال المحافظة المفاهيمية بحِجَة أنهم يفضلون بشكل غير مبرر المفاهيم الناجحة الراسخة على التحسينات المحتملة، ويتجاهلون إمكانية تطوير بدائل غير قابلة للقياس.

في النهاية نجد أن:

1- عدم قابلية النظريات العلمية للقياس في علم النفس يعني عدم وجود مقياس مشترك بين النظريات حيث يتم تمثيل هذه العلاقات غير القابلة للقياس بأرقام غير منطقية.

2- كان عدم قابلية النظريات العلمية للقياس موضع نقاش واسع وفكرة مثيرة للجدل كانت مفيدة في التحول التاريخي في فلسفة العلم وتأسيس علم النفس الاجتماعي كنظام مهني.


شارك المقالة: