يظن البعض أن حالة الظهور والاستعراض من الصفات الطبيعية التي يفتعلها الأشخاص من غير توفر أساس واقعي يرتبط بشخصياتهم. في وقت أنه مصنفه من العقد النفسية وهي حالة ترجع جذورها في التكوين الفردي للشخص وبالتربية والمحيط الاجتماعي.
حقائق حول عقدة حب الظهور والاستعراض:
هناك العديد من الأشخاص مهوسين بجذب الانتباه وبعقدة حب الظهور إما عن طريق منظرهم الخارجي مثل لبسهم ما هو مميز أو الغريب أو تعمدهم الظهور بقصات شعر غير مألوفة أو باختيارهم لبعض الألوان الصارخة أو اقتنائهم لكماليات باهظة الثمن رغم تواضع جيوبهم.
وقد تظهر هذه العقدة بشكل واضح في الأسلوب الذي يتكلمون أو يفكرون به، مثل التحدث بأسلوب مختلف عن الآخرين أو بأعلى الصوت عند التحدث لجذب الانتباه مع مراقبة ردود فعل الناس المحيطة بهم للتأكد من انجذابهم بالفعل.
من المحتمل أن يختار الشخص الذي يعاني من هذه العقدة، الكلام بطريقة مليئة بالترفع والتميع بالنسبة للنساء والتعالي في الكلام مع التركيز على سرد المواقف الشخصية الذاتية على سبيل الفخر والخيلاء مع تضخم واضح وكبير في الأنا كسيادة الثلاثي القاتل أنا، لي، عندي. وأكد علم النفس أن ظاهرة حب الاستعراض ولفت النظر هي رغبة نفسية غريزية لا تفرق كثيراً عن غيرها من الحاجات البيولوجية والجسدية والعاطفية والاجتماعية مثل الحب والعطف.
فالطفل الرضيع يبكي حتى يجذب انتباه أمه والمحيطين به وقد يقوم الطفل الصغير بكسر أغراض البيت بهدف لفت انتباه أهله إليه. وبالأسلوب نفسه قد يتعلم الشخص في الطفولة العديد من التصرفات الجيدة منها والسيئة لتحقيق نفس الهدف وهو حب الظهور والتميز ولفت الانتباه.
وقد تتسم فترة عمرية معينة بتصرفات محددة تندرج ضمن صفة حب الظهور والاستعراض مثل مرحلة المراهقة والشباب مثلاً، والتي يعتمد أفرادها السلوكيات المتهورة مثل استعراض القوة والشجاعة أمام الفتيان والفتيات، فيما قد تتقلص ثورة لفت الانتباه والظهورية بشكل تدريجي لدى تلك الفئة الشابة بتقدم العمر وبمجرد أن يستقر نظام القيم الاجتماعية لديها بعد أن تجد عوامل استقرارها في دروب الحياة.
ولكن ما يميز بعض الشخصيات المصابة بهذه الحالة هو امتداد تلك الرغبة الجامحة في جذب انتباه الغير لدرجة يصاب صاحبها بحالة من الهوس بإظهار الكبر والاستعلاء وحب التسلط والإعجاب بالنفس والافتخار بها وحب الجاه والشهرة وحب المدح والرياء.
ويتجه هذا الشخص المريض لأبعد من ذلك بحيث يكون قاصد إلى تتبع وتصيد عثرات غيره من المنافسين أو الآخرين بشأن التقليل من قدرهم كما يشعر بالغيرة الشديدة والتضايق عند ذكر منجزاتهم وإبداعاتهم. فلا يقبل هذا الشخص الأناني لغيره بالبروز والتميز حتى لا يخفت بريقه ويأفل نجمة وتتلاشى نظرات المعجبين من حوله.
وأيضاً يتسم صاحب الشخصية المصابة بهذه الحالة هو عدم صبر صاحبها على الاستماع لمقترحات الآخرين وعدم تقديره لما يطرحونه من حلول مع رفض واضح ودائم للثناء على الآراء الجديدة والمبدعة حتى لو كانت تلك الآراء سديدة ومفيدة له ولعمله.
1- يتسم أيضاً بعدم التراجع عن الخطأ وعدم الاعتراف به.
2- كما يسعى دائماً لتسلق أكتاف الآخرين واستغلال إنجازاتهم ولا يتوانى في نسبها إليه.
3- كما يتسم هذا الشخص أيضاً باللسان اللاذع وانتقاد المجتهدين دون حرج من كشف حسده لما وصلوا إليه.
كيفية التخلص من عقدة حب الظهور والاستعراض؟
فيما يتعلق عن طريقة القضاء على هذه السمة أكدت الأبحاث العلمية أن الشخص المصاب بها يحتاج لإعداد نفسي وسلوكي ووجداني إذ أنه يحتاج هذا الشخص المصاب اكتساب استراتيجية السلوك المضاد، بمعنى أن يدرب الشخص نفسه على سياسة ضبط النفس ولها أسلوب نفسي معين.
بحيث يدرب المصاب نفسه على ردع حاجته في إلحاق الضرر النفسي بالآخرين ليكسب لطفهم بدل حقدهم.
وأن يدرب نفسه كذلك على احترام الرأي الآخر وعلى حسن الاستماع وعلى السعي لإعادة بناء الذات وتهذيبها والتغلب على عواطفه.