إن الله تعالى قد خلق كل المخلوقات على وجه الأرض من أزواج، كما خلق الذكر والأنثى وحثهم على الزواج، يوجد في العقيدة الإسلامية مراحل للزواج، ففي الإسلام العقد بين الزوج والزوجة هو جزء من مراحل الزواج الإسلامي، يشمل الزواج توقيع الزوج والزوجة على عقد، والذي سيشهده والد الزوجة أو فرد آخر من الأسرة والعريس من عائلة الزوج، في العقد ستوضح الزوجة موافقتها على الزواج؛ لاستكمال الحفل، ويؤكد كل من الزوج والزوجة شفهيًا أنه يقبل بعضهما البعض في الزواج، والزواج معروف باللغة العربية بالنكاح، والإسلام يحث المسلمين على الزواج، ويحرم العلاقات قبل الزواج.
عقد الزواج الإسلامي
يؤمن عقد الزواج الكثير للزوجين من الأمور، منها المكان الذي سيعيش فيه الزوجان، ويجوز وضع الشروط في الزواج مع موافقة الطرف الآخر، مثل إذا كانت الزوجة الأولى ستسمح للزوج بالزواج من زوجة ثانية دون موافقتها أم لا، في عقد النكاح يحدد فيه المهر للزوجة المعجل والمؤجل، يجوز الاشتراط في الزواج أن يكون العصمة بيد الزوجة على خلاف العادة التي يكون بها العصمة بيد الرجل، يجوز أن تطلق الزوجة الزوج قبل الدخول وبعده من غير أن تكون العصمة بيدها وتسمى الخلع؛ أذا كانت يوجد أسباب مقنعة لذلك، فإما أن ترد الصداق له أو لا ترده تبعا لسبب الطلاق.
إن بعض الرجال يتجاهلون عادة تسويات الزواج أو اتفاقات ما قبل الزواج، فيجب على الأزواج الالتزام بمتطلبات عقد الزواج الإسلامي، قال لله تعالى في كتابه العزيز: “وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ”،235، البقرة.
كما حث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وأمر الشباب بالزواج، ونصح من لا يستطيع من الشباب على الزواج أن عليهم أن يصوموا ففيه ضبط للفس، من منظور إسلامي لا يُنظر إلى الزواج بأنه مجرد وسيلة لإشباع الرغبات وأغراضها فقط، بل أشار الله سبحانه وتعالى إلى أحد المقاصد الرئيسية للزواج بقوله: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”، سورة الروم،21.
مطالب النكاح الزواج الإسلامي
عقد الزواج هو الرابط الرسمي الذي يحوّل فردين من غرباء إلى زوج وزوجة، إنه أهم عقد ينفذه معظم الناس طوال حياتهم، إن ما يندرج في عقد الزواج، يندرج في أهميته الكبيرة التي يمتنع الكثير من المسلمين من الوقوع في علاقات محرمة، قبل الخوض في مقومات الزواج الأساسي، يجب الإشارة هنا إلى أن الزواج أمر خطير وحساس ويجب التعامل معه بجدية، ولا يجوز للرجل أن يمزح ويتهاون بالزواج، فهناك أمور لا يجوز النكتة والمزاح بها وهي الزواج والطلاق، لعقد النكاح الشرعي شروط ومتطلبات وأركان وعناصر اختيارية، وهناك الشروط والأركان الواجبة؛ التي لا يجوز التغيير والتبديل بها.
من متطلبات عقد النكاح أن يتميز الزوجان بأهلية للعروس والعريس، ومن مطالب عقد الزواج أيضًا أن يكون العريس مسلما عفيفا بلغ سن الرشد.
من مطالب عقد الزواج أن لا يكون من التحريم المؤقت، مثلًا أذا كان للرجل عنده أربع زوجات يحرم عليه سائر النساء مؤقتًا، وكذلك من التحريم المؤقت أخت الزوجة؛ حتى وأن كان ليس متزوج الا بواحدة؛ فلا يجوز للزوج أن يتزوج بأخت الزوجة إلا إذا طلق أختها، وكذلك النساء المتزوجات من رجال آخرين يعتبرن من الحرمة المؤقتة، من مطالب عقد الزواج أن لا يكون الزواج من المحارم، ولا يجوز الزواج من الزانيات والبغايا اللواتي لم يعلنّ التوبة بصدق.
والمطلوب في عقد الزواج هو إذن العروس، بناءً على العقد وبناءً على طلب العروس، يمكن أن تظهر الرغبة في الزواج أو التصريح الواضح، أو الإيماء برأسها ببساطة، أو تقديم اقتراح وشرطًا آخر لإدراجه في الزواج، أو بالسكوت، عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا البكر حتى تستأذن، قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال: أن تسكت”، رواه البخاري ومسلم.
وأيضاً موافقة ولي الأمر؛ فلا يصح النكاح إلا بموافقة الولي، المعروف بالولي الأب أو الأخ أو غيرهم من الأقارب، فلا يجوز للمرأة أن تتخذ قرار الزواج من تلقاء نفسها، إذا لم يكن للعروس قريب دم مسلم كولي السلطة الإسلامية ممثلة بالحاكم أو القاضي، تعين لها ولياً، وفي البلاد غير المسلمة يكون الإمام هو الولي للمرأة التي ليس لها ولي، وبعدم حضور الولي يعتبر العقد باطلاً.
ومن الشروط الأخرى لصحة عقد الزواج حضور شاهدين مسلمين على الأقل موثوقين بالغين عاقلين، ومن مطالب عقد النكاح الإسلامي المهر، وهو أن يقدم الأزواج هدية الزواج التي يمنحها الزوج لزوجته؛ التي تسمى الصداق أو المهر في الشريعة الإسلامية، يجوز للزوج الحق في تحديد المهر، مثلًا بأن يكون المهر على شكل مال أو مجوهرات أو ثياب أو أشياء أخرى حسب المستطاع، ولا يشترط بالمهر أن يكون مال فقط، ومن المستحب إعطاء الزوجة صداقها عند حصول العقد.
في الإسلام، لا يوجد رجال دين رسميون لإبرام العقد، لذلك يمكن لأي مسلم يفهم بالشريعة الإسلامية أن يكون المسؤول عن عقد الزواج ويسمى بالشيخ، من الركائز الأساسية والفعلية للعقد والنكاح الإسلامي هي الطرح والقبول المعروفين بالإجابة والقبول من جهة العريس والعروس، تدل على الاتفاق والقبول المتبادل بين الطرفين للانضمام إلى رباط الزواج، لا يشترط عقد الزواج لصحة العقد، لكن من المهم توثيقها للرجوع إليها مستقبلاً، والحفاظ على حقوق الزوج والزوجة، يجري إبرام عقد الزواج وتصبح جميع الحقوق والمسؤوليات للطرفين مستحقة على الفور.
ومن مطالب عقد الزواج الإشهار؛ أي بمعنى أن يكون بالعلن، الزواج الإسلامي عقد مُعلن وليس بالسر، إن السبب الرئيسي من عقد الزواج هو جعل الجماع حلالًا بين الزوج والزوجة وإضفاء الشرعية على أي نسل قانوني، كما ينص عقد الزواج على حقوق وشروط أخرى لكل من الزوجين، فيركز الإسلام النظر عن المطلب الأساسي المتمثل في المعاملة المشتركة بين الزوجين.
قبل ظهور الإسلام، كان يسمح للرجال بالزواج أو الطلاق ممن يريد دون الالتزام بمتطلبات النكاح الإسلامي، الذي بدوره أدى إلى العديد من المشاكل داخل المجتمع، يُنظر إلى الوضع الحالي للزواج في الإسلام على قدم المساواة والإنصاف لكل من الرجال والنساء ويشير إلى بداية الأسرة السوية.