إنّ أدمغتنا مستعدة لاستقبال التعليمات والإيحاءات وتبنّي آراء الآخرين بكلّ سهولة ويسر، ولو تأملنا حصيلتنا المعرفية سنكتشف أن ما نسبته مئة بالمئة تقريباً مما نعرفه هو نتاج عقول خارجية، قمنا بأخذ هذه المعرفة وتلك القناعات منها.
عملية غسيل الدماغ في حياتنا:
كثيراً ما يتردّد مصطلح “غسيل الدماغ” في حياتنا اليومية، وهو دليل على تغيير الأفكار من اتجاه إلى آخر، ولكن السؤال هو لماذ يتوجّب علينا أن نغسل عقولنا بأنفسنا؟ والجواب هو لأنه إن لم نتمكّن من فعل ذلك سيقوم آخر بفعل ذلك نيابة عنّا، وهذا الأمر قد يبدو للوهلة الأولى غير منطقي أو صحيح، إلا أننا إن لم نستطع تغيير أفكارنا وتجديدها كلّ فترة سيفعل ذلك آخرون نيابة عنّا.
نحن على يقين بأن التجارب الماضية كفيلة بأن تعطينا كل ما نرغب في معرفته دون الحاجة إلى التفكير أو الإبداع، فحياتنا ضمن قوالب جاهزة تقريباً، لكوننا لا نستطيع اعتزال المجتمع الذي نعيشه أو منع تأثرنا بمحيطنا، فلا يسعنا إلا المشاركة في غسل عقولنا بأنفسنا أو على الأقل إدراك طريقة تأثرنا اللاواعي بالآخرين، حتى لا نكون صيداً سهلاً يتم تقليبه حيثما شاء الآخرون.