طريقة عكس الآباء لمشاعرهم لأطفالهم لإتمام التواصل

اقرأ في هذا المقال


حتى تتم عملية الاتصال الفعال، يجب على الآباء أن تكون لديهم القدرة على إيصال أفكارهم ومشاعرهم إلى أطفالهم بنفس الجودة التي عليهم أن يتلقوا بها أفكار ومشاعر أطفالهم.

طريقة عكس الآباء لمشاعر أطفالهم

إن أفضل طريقة ممكن أن يُبلغ بها الآباء أفكارهم، توقعاتهم، ومشاعرهم إلى أطفالهم هي باستخدام (رسائل أنا).

لماذا تعد رسائل أنا أفضل طريقة لعكس الآباء لمشاعر أطفالهم

تعد (رسائل أنا) أفضل طريقة لعكس الآباء مشاعر أطفالهم لأنها:

  • تضمن اتصالاً مع الأطفال خالي من التهديد، النقد وإطلاق الأحكام عليهم.
  • تعتمد على استخدام الاتصال غير اللفظي وبالأخص نبرة الصوت التي تتصف بالهدوء.
  • تساعد الآباء في إيصال أفكارهم، مشاعرهم، ومتطلباتهم إلى الأبناء، دون أن يشعر الأبناء بالغضب أو الانزعاج؛ لأنها تركز على الآباء ومشاعرهم، ومطالبهم ولا تركز على الأبناء ولا تجعلهم يشعرون بالذنب أو اللوم.

كيف نبني رسائل أنا

لإنشاء رسائل أنا قم بما يلي:

  • صف السلوك الذي ترغب في الحديث عنه (إيجابي أو سلبي) وراعي أن تستخدم نبرة صوت هادئة.
  • صف مشاعرك تجاه النتائج المحتملة للموقف.
  • وضح سبب مشاعرك تجاه الموقف.

مثال توضيحي لعكس الآباء لمشاعر أبناءهم باستخدام (رسائل أنا)

اعتاد طفلك خلال الأسبوع الماضي أن يعود متأخراً من المدرسة دون أن يخبرك سبب تأخره أو المكان الذي سيكون فيه بشكل مسبق، دور الآباء بصياغة هذا الموقف باستخدام (رسالة أنا)، يتمثل بقوله “أنا أشعر بالقلق والخوف من أن يكون قد حدث لك أمر سيئ عندما تتأخر في العودة إلى البيت بعد المدرسة دون أن تخبرني، لأني لا أعرف أين أنت، ماذا تفعل، ومع من.

فوائد استخدام رسائل “أنا”

1. تعزيز التفاهم

عند استخدام رسائل “أنا”، يكون التركيز على مشاعر وتجارب الشخص المتحدث بدلاً من توجيه الاتهامات للآخرين، مما يساعد في خلق بيئة حوارية تتيح الفهم والتقدير المتبادل.

2. تقليل الدفاعية

تعمل رسائل “أنا” على تقليل الدفاعية لدى الطرف الآخر، حيث تُركز على التعبير الشخصي بدلاً من النقد أو اللوم، مما يُحفز على استجابة إيجابية واستعداد للتغيير.

3. تعزيز التواصل الفعال

من خلال التركيز على الذات والتعبير عن الاحتياجات والمشاعر الشخصية، يمكن للآباء تعزيز التواصل الفعّال مع أبنائهم، مما يُسهم في تعزيز العلاقة الأسرية وبناء جسور الثقة.

4. بناء الثقة

عندما يعبر الآباء عن مشاعرهم واحتياجاتهم بصراحة وبدون إصدار أحكام، يتمكن الأطفال من الشعور بالأمان والثقة للتعبير عن مشاعرهم أيضًا. هذا النوع من التواصل يعزز من الثقة المتبادلة ويساعد الأطفال على التعلم من خلال مثال والديهم في التعبير عن أنفسهم بطريقة صحية وبناءة.

5. تشجيع المسؤولية الشخصية

تساعد رسائل “أنا” في تشجيع الأطفال على تحمل المسؤولية عن أفعالهم. عندما يُدركون تأثير سلوكياتهم على مشاعر الآخرين، يصبحون أكثر وعيًا بعواقب أفعالهم وأكثر استعدادًا لتغيير سلوكياتهم.

6. تعزيز الحلول المشتركة

بفضل الرسائل التي تركز على “أنا”، يتمكن الآباء والأطفال من العمل معًا لإيجاد حلول للمشكلات. بدلاً من الدخول في صراع، يمكن أن يتحول الحوار إلى فرصة للتعاون والتوصل إلى حلول تُرضي جميع الأطراف.

نصائح لاستخدام رسائل “أنا” بفعالية

  • التركيز على الحاضر: حاول تجنب الإشارة إلى الأحداث السابقة والتركيز على الوضع الحالي لتعزيز الإيجابية في التواصل.

  • استخدام اللغة المناسبة: اختر الكلمات بعناية لتكون غير تصادمية ومتعاطفة.

  • تجنب استخدام رسائل “أنت”: تجنب إلقاء اللوم على الطفل باستخدام جمل تبدأ بـ”أنت” والتي قد تشعره بالهجوم أو الدفاعية.

  • الممارسة المستمرة: قد يكون استخدام رسائل “أنا” صعبًا في البداية، لكنه يصبح أسهل مع الممارسة والاعتياد.

إن استخدام رسائل “أنا” في التواصل مع الأطفال يمثل أداة فعالة لتعزيز التفاهم والاحترام المتبادل داخل الأسرة. من خلال التعبير عن المشاعر والاحتياجات بشكل واضح وبناء، يمكن للآباء مساعدة أطفالهم على تطوير مهارات التواصل الصحيحة، مما يسهم في تحسين جودة العلاقات الأسرية وبناء بيئة منزلية يسودها الحب والدعم. التواصل الفعّال ليس فقط مفتاح التربية الناجحة، بل هو أيضًا أساس الحياة الأسرية المتناغمة والمستقرة.

التواصل الفعّال بين الآباء والأبناء هو مفتاح النجاح في التربية الأسرية، واستخدام رسائل “أنا” يمثل أداة قوية لتحقيق هذا الهدف. من خلال التركيز على التعبير عن المشاعر والاحتياجات الشخصية بطريقة غير تهديدية، يمكن للآباء تعزيز الفهم المتبادل والتواصل المفتوح، مما يُساهم في بناء علاقات أسرية متينة ومستدامة.


شارك المقالة: