علاج اضطراب التعلق المرضي

اقرأ في هذا المقال


اضطراب التعلق المرضي:

مظاهر هذا التعلق غير متشابهة ومختلفة عن بعضها، فبعض الناس يتعلقون بالآخرين بصورة تشعرهم أنهم الأفضل وليسوا محتاجين لهم، وبعض الأشخاص يبدو عليهم الضعف أمام الآخرين.

غالباً ما تتمحور صور هذا التعلق بالأشخاص ذوي القرابة القوية، مثل الوالدين أو الأخوة أو الشريك العاطفي وليس هناك أي شروط معينة لهذا التعلق مثل الجنس أو السن وفي حال خسارة موضوع التعلق لسبب ما غالباً ما يكون صاحب الشخصية الاعتمادية سريعاً للغاية في إيجاد البديل.

غالباً ما يأتي مع هذا التعلق خوف من النوع الهستيري من الانفصال أو الهجران أو الفقد وفي أغلب الحالات يؤدي الانفصال عن الطرف الآخر إلى أزمات نفسية كبيرة، لكنه في حالات أخرى قد يكون طريقاً للشفاء من هذا التعلق.

الشخص الذي يعاني من هذا التعلق ينظر إلى ذاته أنه غير قادر على العيش من غير وجود شخص أو أشخاص في حياته، هذا الاعتقاد يجعله خاضعاً إلى الشخص موضوع التعلق خضوعاً مطلقاً في تخطيط حياته اليومية والمستقبلية.

علاج اضطراب التعلق المرضي:

في حال لاحظ الأهل أو مقدم الرعاية إلى حدوث مظاهر اضطراب الشخصية الاعتمادية على الطفل والمراهق بوقت مبكر يكون العلاج أسهل، في المراحل المتطورة يتطلب العلاج مدة طويلة وترتفع فرص الانتكاس فيما بعد عند التعرض لضغط زائد أو صدمة نفسية.

العلاج المعرفي لاضطراب التعلق المرضي:

1- النظر إلى التعلق باعتباره عاطفة إنسانية: في حال عظّم المتعلق مشكلته فلن يحلها، ولكن إذا نظر إلى التعلق باعتباره طبيعة بشرية، أصلها سوي، غير أنه يطرأ عليها ما يتجاوز بها عن موضوعها الأصلي إلى مواضيع بديلة، ما يزيد من حدتها لتتجاوز الحد الطبيعي، أمكنه أن يفكر في الحلول.

2- العثور على الأسباب: لماذا أنا متعلق بهذا؟ عثور الشخص المصاب عن الأسباب التي تحفزه إلى التعلق، مثل الفراغ الوجداني والتقليد والهدف من معرفة الأسباب أن يسعى الشخص إلى معالجتها بطرق إيجابية لتكون بديلاً عن الطرق السلبية.

3- التفكير في النهايات: كل البدايات لها متعة؛ لأنها تكون بداية ممتلئة بالرغبة، محلقة في الآمال، غير أن النهايات هي التي تحدد قيمة كل شيء وبداية العلاقة الغرامية ممتعة ولكن نهايتها مهينة.

4- التفكير في عيوب الطرف الآخر: لأن التعلق يعتمد على نفي ما هو فيه من عيوب، فإذا أمعن الشخص الفكر في العيوب البشرية للشخص، أمكنه أن يخرج من تأثير سحره.

5- الحد من التعميم المفرط: في التعلق ينبغي عدم استخدام الألفاظ بالصورة الدقيقة، مثل حبيبي أحن مخلوق على وجه الأرض وحبيبتي أجمل نساء العالم واستعمال اللغة بهذه الشكل المفرط في التعميم سيضلل المتعلق، بينما يجب أن يتم وضع الصورة في إطارها الصحيح واستخدامها.

العلاج السلوكي لاضطراب التعلق المرضي:

بعد إنهاء المصاب جلسات التأمل في مراجعة الأفكار والمعتقدات، أو جلسات الاستشارة التي يحاول فيها مع بعض أصدقائه العقلاء ترتيب أفكاره، يأتي دور السلوكيات التي تساعد في علاج هذا التعلق.

المصارحة في العلاقة بين الأهل والأبناء: غالباً ما يكون التعلق هرباً من البيئة عديمة العواطف التي أشبع بها البيت، وبحثاً عن قنوات أخرى للتواصل غير قنوات الوالدين المغلقة واعتماد مبدأ المصارحة بين الابن ووالديه أو أحدهما يقلل من حرمانه ويكون قناة فعالة للتواصل وحل المشكلات.

إشباع الأهل مطالب تقدير الذات عند أبنائهم: الكثير من الآباء يبخلوا على أبنائهم بالمديح على أفعالهم الإيجابية، ويجد الابن هذا التقدير له في علاقة التعلق فينجرف إليها باعتبارها صورة من صور تقديره لذاته وإذا أشبعت حاجة تقدير الذات بصورة سوية لا يتم اللجوء إلى الصور المرضية.

حل الخلافات والمشاكل العائلية: العائلة المختلة مرتع خصب للنزاعات والاضطرابات الانفعالية ويكون هذا التعلق مهرباً لابن هذه العائلة، وفي حل الخلافات العائلية وإضفاء جو المودة بين أفراد البيت إشباع للرغبة في الحب.

الحد من الاختلاط بالجنس الآخر أو رفاق السوء: بين الجنسين أو رفاق السوء من نفس الجنس.

الزواج: هو العلاج الأساسي لهذا النوع من الاضطراب سواء ما كانت مرتبطة بالجنس الآخر أو الجنس نفسه لأن هذا الاضطراب مبني على غريزة لم تشبع بنيت على تخيلات خاطئة وأدت إلى أفعال سلوكية مرضية.

تفريغ الطاقة في الهوايات المحببة: وإن لم يكن هناك هوايات مفضلة لدى المصاب يتم البحث عن هوايات جديدة.

غض النظر وكف العقل عن التفكير في المتعلق به: وبالرغم من صعوبة ذلك في البداية إلا أنه آلية أساسية، فمن الصعب أن يتم علاج التعلق مع استمرارية النظر إليه والتفكير فيه.

المصدر: شخصيات مضطربة، طارق حسن صديق سلطان، 2020الطب النفسي المعاصر، احمد عكاشة، 2019الاضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية، د. محمد حسن غانم، 2014كيف تكتشف اضطراباتك الشخصية وتتخلص منها، إمتياز نادر، 2017


شارك المقالة: