علاج الإسلام لعدم العدل بين الزوجات

اقرأ في هذا المقال


أمر الله سبحانه وتعالى بالعدل والإحسان في كل نواحي الحياة، وكذلك فقد نهى الإسلام عن الظلم والبغي، قال تعالى في الحديث القدسي: “يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا”، حديث قدسي، رواه مسلم، وهذا يشمل جوانب الحياة كلها، ومنها العلاقة بين الزوجين، التي تقوم على الإحسان والعدل، فقد أمر الدين الإسلامي بالعدل بين الزوجات في الإنفاق والمعاملة وكذلك بالعدل بين الأبناء.

علاج الإسلام لعدم العدل بين الزوجات

غياب العدل ووجود الظلم يسبب عواقب وخيمة على الأسرة وعلى استقرارها ويهدد أمنها ووجودها، وحينما تشعر الزوجة بظلم زوجها وعدم العدل بينها وبين زوجاته فيتشكل لديها ردة فعل عكسية سلبية، فقد يقودها ذلك إلى محاولة الكيد من الزوج وزوجاته، فالزوجة التي تشعر بظلم زوجها في التعامل معها يؤدي ذلك بها إلى أشياء سلبية تقوم بها الزوجة التي شعرت بالظلم.

هذه الأشياء قد تبدأ بسيطة إلا أنها يمكن أن تتطور في المستقبل لأخطار تهدد وجود الأسرة وأفرادها وفي هذا انتفاء للمقاصد الشرعية من الزواج والتعدد؛ لذا يجب على الزوج العدل بين زوجاته في جميع الأمور المادية؛ كالنفقة والمبيت، ومراعاة الجوانب النفسية والعاطفية في تعامله مع زوجاته ،قال الله تعالى: “وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة “، النساء، 3.

ولذلك أوجب الإسلام  على الزوج العدل بين جميع زوجاته في كل الأحوال والظروف حتى وإن كانت إحدى زوجاته أو أكثر تسيء إليه ولا تطيعه أو تقلل من احترامه، فعليه أن لا ينقص من حقوقها شيئًا حتى وإن كرهها فالحقوق شيء وتغيير سلوك الزوجة بالطرق الشرعية شيء آخر، قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون” ،المائدة ،8.

وعلى الزوج أن يتقي الله تعالى في تعامله مع زوجاته وأن لا يشعرهن بالظلم وعدم العدل في المعاملة والظلم يؤدي إلى نشر الكراهية بين الأسر وبين الزوجات وبين الأولاد وتعيش الأسرة في جو من الإحباط والحقد والمشاعر السلبية أما بالعدل بين الزوجات فيسود جو الحب والمودة والرأفة والرحمة والتعاون في جو مشبع بالطمأنينة والرضا وهذا الأمر يؤدي أن يكون الأولاد في المستقبل محبين لإخوانهم وإن لم يكونوا من الأم نفسها.

وفي النهاية يتوجب على الزوجة أن تسعى لتغيير سلوك زوجها إن شعرت بالظلم، ويكون ذلك بالحسنى وبالنصح والإرشاد والصبر؛ حتى يحقق العدل بين جميع زوجاته، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الزوجات وجميع النساء وعدم ظلمهن وأداء حقوقهن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “استوصوا بالنساء خيرا”، رواه البخاري ومسلم، فإكرام والعدل بين الزوجات دليل على نبل الزوج، وعلى الزوج أن يكون تعامله مع زوجاته أفضل تعامل، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : “مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ”، صحيح الجامع.


شارك المقالة: