إنّ الأطفال الذين يعانون من مشكلات معينة في هرمون النمو، كذلك الذين لديهم مشكلات في طول القامة، يتم علاجهم بشكل مبكر من خلال استخدام الأدوية التي تحتوي على هرمون النمو، الذي يعمل على زيادة هرمون النمو لديهم، كما يعمل على تحفيز نشاط ووظيفة هرمون النمو، فيساعدهم بالتغلب على مشكلة قصر القامة، التي من الممكن أن تصل إلى القزامة إذا لم يتم علاجها، لكن لا شك أنَّ هناك العديد من الآثار الجانبية، التي قد يتعرض لها الطفل بسبب استخدام حقن هرمونات النمو لعلاجه.
كيف يساهم علاج مشاكل الأطفال بزيادة الاكتئاب
ظهرت الدراسات التي عملت على مقارنة مجموعتين من الأطفال، المجموعة الأولى تتم معالجتها بهرمون النمو، أمّا المجموعة الثانية فلا تستخدم حقن هرمون النمو، حيث كان الأطفال من نفس الفئة العمرية وجميعهم لديهم مشكلة قصر القامة، حيث أًجريت الدراسة على 41 طفل تتراوح أعمارهم من 6 إلى 16 عام، تمّ تقييم وظائفهم المعرفية والإدراكية وقام الباحثون بإعطاء عائلة الأطفال بعض الاستبيانات لتقييم بعض السلوكيات الاجتماعية والعاطفية وردود الأفعال المختلفة.
استمرت هذه الدراسة 21 شهر متواصل بنفس الأسلوب ومقارنة نتائج المجموعة التي تتلقى هرمون النمو بالمجموعة الأخرى، فكانت النتيجة التي حصل عليها الباحثون أنّ الأطفال الذين تمّ علاجهم باستخدام هرمون النمو يعانون من أعراض الاكتئاب، بسبب استخدام الحقن المتكرر يومياً وزيارة الطبيب بشكل مستمر، كذلك الحديث المستمر عن مشكلة القامة لديهم وتلقيهم للعلاج، جميع هذه العوامل كانت سبباً في ظهور أعراض الاكتئاب لدى الأطفال بالرغم من أنّهم أصحاء تماماً ولا يعانون من أي مشكلات أُخرى.
لاحظ الباحثون أنّ الأطفال الذين استخدموا علاج هرمون النمو، قد ظهرت لديهم مشاكل بسيطة، خصوصاً بالإدراك والسلوك والتصرفات العاطفية، حدث ذلك عندما وصلوا إلى مرحلة البلوغ وخاصةً الفتيات، ذلك بسبب استخدامهم لهرمون النمو كعلاج، كذلك مقارنةً بالأطفال الذين لم يستخدموا العلاج.
لاحظ العلماء أيضاً وجود اتزان في الأفعال السلوكية والعاطفية لديهم في مرحلة البلوغ، لذلك يجب الحذر أثناء استخدام علاج هرمون النمو وعلاج الأطفال من أعراض الاكتئاب، حتى لو كانت بسيطة منذ الصغر؛ حتى لا تؤثر عليهم في مراحل حياتهم المستقبلية.