علاقة الآباء بأبنائهم وبناتهم في النظرية الإسلامية في العلاج الأسري:
أكد الدين الإسلامي على رعاية الآباء لأطفالهم سواء كانوا ذكر أم أنثى، وتأمين الراحة والعيش الكريم لهم، وإدخال السرور إلى قلبهم، إنَّ أول ما دعا به الإسلام حق الأنثى في العيش، حيث كان أهل الجاهلية يقومون بوأدها، قال الله تعالى: “وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قتلت” (سورة التكوير الآيات ٨-٩).
كما أنه أكد الدين الإسلامي على أهمية عيش الأبناء بشكل عام وعدم قتلهم خوفا من الفقر، قال الله تعالى: “قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” (سورة الأنعام الآية ١٥١).
بعد ما أكد الإسلام على حق الأبناء في الحياة والعيش، أكد على أهمية تلبية احتياجات الأطفال لا سيما حاجات الطعام السليم والصحي، حيث تُعَد الرضاعة الطبيعية أول وأهم غذاء للطفل الرضيع، وأكدت الدراسات العلمية ما جاء به الدين الإسلامي بما يتعلق بأهمية الرضاعة للمولود، كما حث الإسلام على تسمية الأبناء بالأسماء الجيدة ذات المعنى.
أيضاً حث الدين الإسلامي على تربية الأطفال تربية سليمة وتربيته على الأخلاق الطيبة وإبعادهم عن المنكر، وعدم إجبار البنات على القيام بما لا يرضي الله، حث الإسلام على الاهتمام ورعاية الأنثى ومن يقوم برعايتها جعل الله له الأجر والثواب، قال نبي الله” من كان له ثلاث بنات او ثلاث أخوات أو بنتان أو أختان فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن فلهُ الجنة” (رواه أحمد الترمذي)، أكد الدين الإسلامي على الآباء توفير سبل الترفيه لأبنائهم وأن يهتموا بألعابهم.
عندما يقوم الوالدين بما أمرهم الله تعالى تجاه ابنائهم، ينشأون على الخير، يوفرون لهم ما يحتاجونه من حنان، حب، تعاطف، واحترام، يعكس على الوالدين في كبرهم، حيث يصبحوا الأبناء بارين لولديهم بشكل أكبر؛ لأن الوالدان غرسوا لديهم المفاهيم والغرائز التي ترجع عليهم بالخير، فإن لم ينجح الوالدين في تربية أطفالهم، لربما لن يرعى الأبناء والديهم بشكل جيد فيما بعد.