التعلم: إن مفهوم التعلم مفهوم نسبي، أي أن درجة الثبوت تكون فيه نسبية، وهذه النسبة تؤثر في نتيجة سلوك الإنسان، إذ إن الجهد الذي يقوم به الفرد، يأتي من الخبرات والممارسات التي يتعرض لها، فيمكننا القول بأن التعلم، تغير ثابت نسبياً، لأن الظواهر الإنسانية لا يمكننا أن نحكم عليها بالثبات المطلق، إذ أن علماء النفس التجريبي يجرون تجاربهم على الحيوانات؛ لأن سلوكهم يعد سلوكاً ثابتاً مقارنة مع سلوك الإنسان، لأن بالتأكيد الإنسان كثير التغيير.
علاقة التربية بالتعلم:
إن التعلم ينقسم إلى قسمين: الأول التعلم المقصود، وهو أن نتعلم جزء من الأساليب السلوكية في طرق تعليمية هادفة ومجهزة لهذا الغرض، مثل مراكز التعليم، المدارس، الجامعات، أما التعلم الغير مقصود: وهو التعلم الغير محدد بزمان أو مكان مثل أن يميل الفرد الى التقدير والاحترام بسبب سلوك استاذه، أو أن يميل للعدوانية من خلال سلوك زملائه.
يتخذ التعلم أهداف عديدة، فمن ضمن هذه الأهداف الأهداف الأكاديمية، والتي يضعها المعلمين للطلاب الملبية والموافقة على مقاييس التعلم للطلاب، وأيضاً معلم يود ويهتم بأن يوصل علمه للمتعلمين، فهو يعمل على إنشاء مجموعة واسعة من المفاهيم المختلفة، وذلك لإثراء التعلم، والمعلمون يتخذون أهداف بوسائل وطرق مختلفة لكي يحققوا العديد من الأهداف التعليمية، حيث أن هذه الأهداف هي طريقة للمعلمين لإعادة شكل أهداف التعلم، حيث تكون فيها الفترة الزمنية إما مفتوحة أو محددة، وأيضا من حيث التقييم لدى المدرسين والمعلمين تستخدم أهداف التعلم.
تركز أهداف التعلم على التوضيح من الناحية الأكاديمية للطلاب، حتى يتم التعرف بشكل دقيق على التوقعات الصادرة منهم، وعندما تكون أهداف التعلم غير موجودة أو مشتتة، وهنا لا يعرف الطلاب ما هي التوقعات التي تصدر منهم، والتعلم هو أيضاً علم يتحرى في تعديل أو تغيير سلوكيات الكائنات الحية.
ويمكننا القول هنا أن التغير الملحوظ الذي شهدته الدراسات السيكولوجية في السنوات الأخيرة، وخصوصاً في المجتمع الغربي وتحديداً في المجتمع الأمريكي واجهت اهتمام كبير في المجال المعرفي، في البحث والدراسة والمحاوله في فهم سلوكيات الأفراد، وفهم أسرار شخصيته الخاصة،ومن هذا المنطلق فإن العناية في البعد المعرفي في فهم شخصية الإنسان، والتي بدورها تمثل المدخل العلمي لدى علماء النفس المعرفي وذلك ليظهر الفروق الفردية بين الأفراد، وأيضاً مستويات أشكاله والتمايز السيكولوجي.
أما التعلم من حيث الأشكال والموضوعات التي يتناولها فإنه يصنف إلى ما يلي:
تعلم معرفي: والهدف منه هو إعطاء الفرد العديد من المعاني والأفكار والمفاهيم والمعارف التي يحتاج إليها في جميع مراحل الحياة.
تعلم عقلي: الهدف منه هو أن يستخدم الفرد الطرق والوسائل العلمية في التفكير، سواء كان ذلك في المشكلات أو حتى في مجال إصدار الحكم على العديد من الأمور التي تمر به في الحياة.
تعلم انفعالي وجداني: والهدف منه هو إعطاء الفرد الاتجاهات وأن يكون قادر على ضبط نفسه أثناء مروره في المواقف الانفعالية.
تعلم لفظي: والهدف منه هو إعطاء الفرد العادات المرتبطة بالجزء اللفظي، مثل القراءة السليمة لمقال معين، أو حتى نص قصير، أو قصيدة معينة، أو حتى حفظ الأعداد والكلمات والمعاني.
تعلم اجتماعي وأخلاقي: والهدف منه هو أن حصول الفرد على العادات الاجتماعية الحسنة في المجتمع الذي يعيش فيه، وأن يتعلم الجوانب الخلقية، احترام العادات وخاصة التي تحت القانون، أيضاً احترام كبار السن، أن يكون دقيق في المواعيد، وأن يتعاون مع الآخرين.
ففي محور التربية، نجد أن الرعاية والاهتمام الموجهه من قبل التربويين باتجاه العملية التربوية، حيث تقوم هذه العملية على إكسابهم المعلومات وتنمية مهاراتهم، أيضاً أكسابهم المعاير والقيم، ولا شك أن رفع الكفاءة في العملية التربوية تعود الى ازدياد فهم التربويين.
ومع هذا الارتباط العميق بين التعلم والتربية فإن جميع المفاهيم التي تدور حول مفهوم التربية والتعلم، هو كل عمل أو فعل يقوم به الشخص بذات نفسه، حيث يكون الغاية من ذلك اكتساب المعارف والمهارات والقيم الجديدة والتي تساعده على أن ينمي قدراته ويكون قادرا على الفهم والتحليل والاستنتاج.
ومن هذا المنطلق فإن العلماء لا ينظرون الى الإنسان أنه متعلم إلا إذا استخدم عقله، وقام بعلاج المعلومات التي يكتسبها بطريقة سليمة، وقام أيضا بتخزينها في ذاكرته وبالتالي تكون هناك طريقة لاسترجاعها في وقت ما يحتاج لها.
وفي النهاية أيا كانت المفاهيم في التعلم وارتباطها في التربية، فإن التعلم يحتاج إلى تمعن وتفكر وتدبر في الشيء المتعلم، وبحاجة أيضاً الدافع الذي يدفع الفرد للنشاط والحركة، وكل ذلك بالتأكيد بحاجة إلى حب أيضاً تفاعل وتشارك في المواقف وخاصة من الناحية التعليمية، نحن في أمس الحاجة لأن يكون الفرد إنساناً إيجابياً محب للتعلم، لأن كل ذلك يفيده ويفيد الآخرين.