علاقة الجهل بالموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


يرجع الفضل الكبير في الموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي إلى الطبيعة الاجتماعية العميقة للعلاقات الإنسانية، التي ترى أن العدالة ترتكز على التعاون الاجتماعي والمعاملة بالمثل؛ لهذا السبب يتجنب الموقف الأصلي للعدالة فكرة حالة الطبيعة حيث يوافق الأفراد ما قبل الاجتماعيين ولكن العقلانيين تمامًا على المعايير التعاونية، أو يتفق الأشخاص ما قبل الاجتماعين بما يعرف بحجاب الجهل.

علاقة الجهل بالموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي

يسمي العالم جون راولز مفهومه عن الموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي بأنه العدالة كإنصاف، هدفه في تصميم الموقف الأصلي هو وصف حالة اتفاق عادلة بين جميع أطراف العقد الاجتماعي الافتراضي، إنه يفترض أنه إذا كانت أطراف العقد الاجتماعي في وضع عادل وأخذت جميع المعلومات ذات الصلة في الاعتبار، فإن المبادئ التي يتفقون عليها تكون عادلة أيضًا.

تتمثل علاقة الجهل بالموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي بالانتقال للعدالة ووضع الاتفاقية الأصلية إلى المعايير التي يتفق عليها الجميع، حيث أنه أيا كانت القوانين أو المؤسسات التي تتطلبها مبادئ العدالة فهي عادلة أيضًا، وبهذه الطريقة فإن مبادئ العدالة التي تم اختيارها في الوضع الأصلي هي نتيجة إجراء الاختيار المصمم لدمج العدالة الإجرائية الخالصة على أعلى مستوى.

هناك طرق مختلفة لتحديد موقف اتفاق عادل في العلاقة بين الجهل والموقف الأصلي للعدالة اعتمادًا على الغرض من العلاقة ووصف الأطراف فيها، على سبيل المثال بعض الحقائق ذات الصلة بإبرام عقد عمل عادل على سبيل المثال مواهب الموظف المحتمل ومهاراته وتدريبه السابق وخبرته ودوافعه وموثوقيته، قد لا تكون ذات صلة باتفاقيات عادلة أخرى، في حالة الاتفاق العادل بين الأشخاص المستقلين والمتساوين عندما يكون الغرض من الاتفاقية هو المبادئ الأساسية للعدالة للبنية الأساسية للمجتمع.

يعتبر نوع الحقائق التي يجب أن يعرفها أطراف مثل هذه العلاقة في العقد الاجتماعي الأساسي، ونوع الحقائق غير ذات الصلة أو حتى المساس باتفاق عادل من المفيد مقارنتها بالعقود الاجتماعية، حيث أن من سمات عقد الموقف الأصلي الاجتماعي أنه يظهر في حالة طبيعية بين الأشخاص المستقلين الذين يعرفون كل شيء عن أنفسهم، وهكذا يعرف الأفراد مواهبهم الطبيعية ومهاراتهم وتعليمهم وخصائصهم الشخصية الأخرى.

بالنظر إلى المعرفة الخاصة بعلاقة الجهل بالموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي يفترض علماء النفس أنه في حين أن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يرغبون بالعدالة في حالة طبيعية، حيث يبدأون من موقع المساواة في الحقوق الأساسية، وجميع الأفراد الآخرين الذين لا يستوفون شروط العدالة الصارمة يمكنهم وعلى الأرجح أن يوافقوا بعقلانية على تنفير حقوقهم الطبيعية في الولاية الأساسية المتساوية.

علاقة الجهل بالموقف الأصلي للعدالة من حيث التصنيف الاجتماعي

من أجل الحصول على مزايا المجتمع الأساسي، يتم تصور نظامًا اجتماعيًا في علاقة الجهل بالموقف الأصلي للعدالة، وهو في الواقع دولة طبقية وهي تمارس طبقة صغيرة من التمييز الاجتماعي والتمتع ببعض الخصائص الفوائد والمسؤوليات الهامة الأخرى لاستبعاد أي شخص آخر من حيث التصنيفات الاجتماعية.

المشكلة في هذه العلاقة بين الجهل والموقف الأصلي للعدالة هي أن التصنيفات الاجتماعية ومنها لا ليست أسبابًا جيدة لحرمان بعض الأفراد من حقوقهم أو فرصهم في شغل الوظائف الاجتماعية والمواقف، حيث أن معرفة هذه الحقائق وغيرها ليست ذات صلة أخلاقية لتقرير من يجب أن يكون مؤهلاً لهذه المواقف، مثل المشاركة بنشاط مين مثل السلوكيات القيادية لأعضاء فريق معين.

تقترح علاقة الجهل بالموقف الأصلي للعدالة أن السبب وراء نتيجة عقد التصنيف الاجتماعي لهذه النتيجة غير العادلة هو أنه يحدث افتراضيًا في ظل ظروف غير عادلة لحالة من الطبيعة الاجتماعية، حيث يكون لدى الأطراف معرفة كاملة بظروفهم وخصائصهم وأوضاعهم الاجتماعية، عندئذٍ تتمتع المجموعة القوية اجتماعيًا بإمكانية الوصول والاستفادة من معرفتهم بموقفهم المفضل وممارسة ميزة المنافسة الخاصة بهم لانتزاع شروط تعاون مواتية لأنفسهم من أولئك الذين يشغلون تصنيف أقل تفضيلًا.

إن علاج مثل هذه التحيزات في الجهل الاجتماعي هو إعادة تعريف الموقف الأصلي للعدالة بدلاً من حالة الطبيعة، حيث تضع علاقة الجهل بالموقف الأصلي للعدالة من حيث التصنيف الاجتماعي أطراف اجتماعية في مكانة بحيث لا يتمكن الأفراد من الوصول إلى المعرفة الواقعية التي يمكن أن تشوه أحكامهم وتؤدي إلى مبادئ غير عادلة.

الموقف الأصلي هو حالة اتفاق مبدئي حيث يكون الأطراف بدون معلومات تمكنهم من تكييف مبادئ العدالة الملائمة لظروفهم الشخصية مما يستدعي الجهل بها، ومن بين السمات الأساسية للوضع الأصلي أو الموقف الأصلي هو أنه لا أحد يعرف مكانه في المجتمع أو وضعه الطبقي أو وضعه الاجتماعي، ولا يعرف أي شخص عن توزيع القدرات الطبيعية، ومستوى الذكاء والقوة والتعليم وما شابه.

علاقة الجهل بالموقف الأصلي للعدالة من حيث أسباب حجاب الجهل

يفترض العالم جون راولز أن الأفراد الذين لا يعرفون قيمهم أو معرفتهم عن الخير، أو معتقداتهم النفسية، أو اتجاهاتهم النفسية الخاصة، حيث يتم اختيار علاقة الجهل بالموقف الأصلي للعدالة من حيث معايير العدالة التي تأتي وراء حجاب الجهل، حيث أن حجاب الجهل هذا يحرم الأفراد من معرفة حقائق معينة عن أنفسهم وعن بعضهم البعض وحتى عن مجتمعهم وتاريخه.

ومع ذلك فإن الأفراد لا يجهلون الحقائق تمامًا إنهم يعرفون جميع أنواع الحقائق العامة عن الأشخاص والمجتمعات، بما في ذلك معرفة القوانين والتعميمات العلمية غير المثيرة للجدل نسبيًا المقبولة في العلوم الطبيعية والاجتماعية وعلم النفس، بما في ذلك تطبيقات نظرية التطور التي هي مقبولة بشكل عام من قبل علماء النفس.

وهم يعرفون بعد ذلك الميول العامة للسلوك الإنساني والتطور النفسي، وعلم النفس العصبي والتطور البيولوجي وحول كيفية عمل الأسواق الاقتصادية، بما في ذلك نظرية الأسعار الكلاسيكية الجديدة للعرض والطلب في علم النفس التنظيمي، أي إنهم يعرفون أيضًا ظروف العدالة مثل الندرة المعتدلة والإيثار المحدود وكذلك الرغبة في المنافع الاجتماعية الأساسية التي يحتاجها أي شخص ليعيش حياة كريمة ولتنمية سلطاته الأخلاقية وقدراته الأخرى.

سبب آخر يقدمه الحجاب من الجهل في علاقة الجهل بالموقف الأصلي للعدالة هو أنه مصمم ليكون موقفًا من المساواة الصارم الذي يمثل الأشخاص فقط بصفتهم أشخاصًا لديهم الحقوق في الأخلاق، حيث لا يعرف الأفراد في الموقف الأصلي أي حقائق معينة عن أنفسهم أو عن المجتمع، بل لديهم جميعًا نفس المعلومات العامة المتاحة لهم.

وفي النهاية نجد أن:

1- علاقة الجهل بالموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي تعتبر علاقة متفاوتة في الأهمية، حيث أن علماء النفس يربطونها بجهل الأفراد بميولهم وقدراتهم ومكانتهم الاجتماعية.

2- تتمثل علاقة الجهل بالموقف الأصلي للعدالة في وجود التصنيفات الاجتماعية مع عدم معرفة الأفراد بأن لهم جميع الحقوق بالاستمرار والاستقلالية من الناحية المادية والنفسية.


شارك المقالة: