يعتبر فيتامين د من الفيتامينات الهامة التي يحتاج إليها الجسم بشكل مستمر، لكن الكثير منا لا يدركون أهميته، بالرغم من أنَّ نقص نسبة هذا الفيتامين في الدم يؤدي إلى أعراض خطيرة، مثل العدوى المستمرة أو كسور العظام.
فيتامين د
يُعرف فيتامين د بفيتامين الشمس؛ ذلك لأنّ الجسم يقوم بإنتاجه بصورة طبيعية عندما يتعرض لأشعة الشمس، حيث يمكن أن نحصل عليه من خلال الأطعمة والمكمّلات الغذائية، يُعدّ فيتامين د من الفيتامينات التي تكون قابلة للذوبان في الدهون، يتضمن ثلاثة أنواع هي؛ فيتامين د1، وفيتامين د2، وفيتامين د3.
يوجد لفيتامين د العديد من الفوائد الخاصة بصحة الجسم؛ فهو يقوم بتنظيم عمليات الامتصاص لعُنصر الكالسيوم والفسفور، تسهِّل عمل الجهاز المناعي، كذلك فهو يُعدّ مهمّ لعمليات النموّ وتطور العظام والأسنان، إضافة إلى أنّه يحسّن المقاومة الجسدية ضد بعض الأمراض، على عكس الفيتامينات الأخرى فإنّ فيتامين د يشبه الهرمونات في وظائفه؛ إذ تمتلك كلّ خلية في الجسم مستقبلات له، يُعدّ نقصه شائع بين الناس؛ حيث يُقدّر حوالي مليار شخص في جميع أنحاء العالم يُعانون من انخفاض في مستوياته.
نقص فيتامين د والاكتئاب
أظهرت الدراسات أنّ هناك علاقة بين فيتامين د والاكتئاب؛ حيث قام الباحثون بالملاحظة في دراسة أُجريت، أنّ الأفراد الذين يُعانون من الاكتئاب لديهم مستويات منخفضة من فيتامين د؛ يعتقد الباحثون أنّ سبب هذه العلاقة هو أهمية فيتامين د في الحفاظ على صحة الدماغ، لذلك فإنّه يمكن لانخفاض مستويات العناصر الغذائية أن يلعب دور في حدوث الاكتئاب وغيره من الأمراض العقلية، فقد حددت دراسةٌ أُجريت عام 2005 أنّ مستقبلات فيتامين د توجد في نفس المناطق المرتبطة بالاكتئاب في الدماغ.
تمّ إجراء دراسة تهدف إلى معرفة الرابط بين فيتامين د والاكتئاب عند الكبار والقيام بفحصهم في عمر معين، بعد ذلك إعادة فحصهم بعد عدّة سنوات؛ للكشف عن مستويات فيتامين د وهل يؤثر على خطر الإصابة بالاكتئاب أو لا؛ فقد تم إيجاد أنّ نقص فيتامين د يعمل على زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى 75%.
ظلّت النتيجة الخاصة بالدراسة ثابتة حتى بعد أن سيطروا على مجموعة كبيرة من العوامل التي قد تُسبّب الاكتئاب؛ مثل الأمراض المُزمنة، أمراض القلب والأوعية الدموية، النشاط البدني، وصل الباحثون إلى أنّ فيتامين د يساعد على الحماية من بعض التغيُّرات الدماغية، التي تحدث بسبب الاكتئاب.