علم النفس الإيجابي والنمو

اقرأ في هذا المقال


تتقدم تطبيقات علم النفس الإيجابي مع أشكال النمو بسرعة وبقوة، لكن البعض يتساءل عما إذا كانت تدخلات علم النفس الإيجابي تتفوق على العلم، إذا كان الشخص يقيس نجاح مجال ما من خلال الاهتمام الإعلامي الذي يجذبه وعدد الأشخاص الذين يؤثر عليهم، فإن علم النفس الإيجابي هو الأساس.

علم النفس الإيجابي:

هو مصطلح صاغه في عام 1998 رئيس APA السابق مارتن سليجمان؛ فهو أستاذ علم النفس بجامعة كليرمونت للدراسات العليا، كان الهدف وفقاً لSeligman وCsikszentmihalyi، هو إنشاء مجال يركز على رفاهية الإنسان والظروف ونقاط القوة والفضائل التي تسمح للناس بالازدهار، بالرغم من أن بعض الباحثين قد درسوا بالفعل السعادة والتفاؤل والتدفق، إلا أن علم النفس كان يركز بشكل غير متناسب على علاج الأمراض العقلية بدلاً من تعزيز الصحة النفسية.
في غضون سنوات قليلة فقط غيّر علم النفس الإيجابي ذلك، حيث نُشر 1000 مقالة متعلقة في المجلات التي راجعها النظراء بين عامي 2000 و2010 حول موضوعات تشمل الرفاهية والفخر والتسامح والسعادة واليقظة والقوة النفسية، كذلك كيف ترتبط هذه السمات بالصحة العقلية والجسدية، يقول جوناثان هايد وهو عالم النفس بجامعة فيرجينيا، أن علم النفس مفيد جداً فقد وازن ملف الأبحاث لديهم ومع وجود هذا العلم في مكانه، تأتي التدخلات بسرعة.
يجد علم النفس الإيجابي طريقه إلى العلاج والمدارس والشركات، الذي بدأ في عام 2008 باستخدام مبادئ هذا المجال كأساس لبرنامج لياقة الجندي الشامل، تعتبر باربرا فريدريكسون رائدة علم النفس الإيجابي والتي بدأت دراسة المشاعر الإيجابية عدة سنوات قبل إطلاق الحقل، قبل أن يتجذر علم النفس الإيجابي، أنه من النجاح الكبير أن يكون عملها على منهج دورة علم النفس، الآن نرى أن عملها يتم تطبيقه على نطاق واسع.

علم النفس الإيجابي والنمو:

إن النقاد غير مقتنعين بأن نتائج البحث قوية بما يكفي للتحرك بسرعة نحو التطبيقات، تم رفض بعض التفسيرات العامة لمشاكل النمو، حيث يقولون أنها سمحت باستنتاجات مبالغ فيها حول قوة الإيجابية، بما في ذلك تصور أن الناس يمكن أن يدروا المرض بمزيد من التفاؤل، وفقاً للنقاد يشير القادة في هذا المجال في كتاباتهم وعروضهم العامة إلى أن علم النفس الإيجابي يمكن أن يوفر تطعيم نفسي للحماية من الشدائد اللاحقة.
يعتقد كوين أن النمو يتحرك بشكل أسرع من العلم وقد اجتاح الثقافة الشعبية ومعلمو المساعدة الذاتية ومدربو الحياة، من المؤكد أن هناك حالات لأشخاص قد تجاوزوا مزاعم علم النفس الإيجابي، حيث تم اكتشاف أنّ هناك صلة بين علم النفس الإيجابي والصحة، في الواقع كما يقول سيليجمان كان القادة في هذا المجال حذرين للغاية فيما يتعلق بادعاءاتهم، كما يضيف أن معظم البرامج التي تطبق علم النفس الإيجابي تستند إلى بحث قوي.
على الرغم من أنه قد يكون هناك بعض الأبحاث الصحيحة والجيدة للغاية في علم النفس الإيجابي، إلا أنّ عالمة النفس الفلسفية باربرا هيلد تعترض على ما تفسره قراءتها من الأدبيات على أنها رسالة متجانسة قادمة من قادة حركة علم النفس الإيجابي، لقد كانت ناقد صريح للمجال، بالرغم من أنها رأت تحرك بين العلماء نحو رسائل أكثر دقة، إلا أنها لا تزال تعتقد أن الرسالة السائدة هي أن السعادة جيدة بالنسبة للأشخاص وإذا كانوا لا تستطيعون أن يجعلوا أنفسهم سعداء، فبإعطاء علم النفس الإيجابي التقنيات المتاحة بسهولة سينجح ذلك.
يتفق أنصار علم النفس الإيجابي على أن نجاح هذا المجال قد جاء مع بعض العوائق، بما في ذلك نشر وسائل الإعلام بالرغم من أنهم يجادلون وليس من قبل الباحثين أنفسهم؛ ذلك لرسائل مفرطة في التبسيط مثل تلك التي تنتقدها هيلد، ترحب أخصائية علم النفس سونيا ليوبورميرسكي بجامعة كاليفورنيا في ريفرسايد بالنقد، فهي تعتقد أن ذلك سيعمل على جعل المجال أقوى وتحاول معالجته في بحثها من خلال توضيح أنه لن تعمل كل أداة مع الجميع.
يركز عملها على ما يجعل الناس سعداء ولم تطور فقط العديد من الأدوات التي تعتقد أنها يمكن أن تساعد، لكنها درست نشاط الشخص المناسب، كذلك ركزت على فكرة أنه ليست كل استراتيجيات زيادة السعادة تعمل مع الجميع وليس كلها تعمل بنفس الطريقة، على سبيل المثال إحدى المهام التي وجدتها تساعد الناس على تعزيز سعادتهم هي تخصيص وقت لحساب نعمهم، يظهر بحثها أن بعض الناس يستفيدون عندما يفعلون ذلك مرة واحدة في الأسبوع لكن الآخرين لا يستفيدون على الإطلاق.


شارك المقالة: