علم الإرشاد النفسي:
إنّ علم الإرشاد النفسي لم ينشأ دفعة واحدة أو بصورة نمطية واحدة، فهو علم يحتوي على العديد من العناصر التي أدّت إلى تشكّله ليصبح على الصورة والهيئة التي هو عليها اليوم، ولعلّ هذا العلم قد عرّف كلّ جزئية وعنصر من هذه العناصر ومدى ارتباطها مع بعضها البعض، ولا يمكن لنا أن ننتقص من شأن أي عنصر بحجّة أنه غير ضروري أو يمكن الاستغناء عنه.
ما أبرز عناصر الإرشاد النفسي؟
1. الإرشاد عملية لها العديد من الخطوات:
من خلال هذا التعريف علينا أن ندرك أنّ الإرشاد النفسي يظهر على شكل عملية لها العديد من الإجراءات والخطوات الهامة، وهذه الخطوات هي أساس عمل الإرشاد النفسي ولا يمكننا الانتقال من خطوة إلى أخرى دون التسلسل الطبيعي المنطقي فيما بينها، وعليه فالإرشاد عملية ذات خطوات متسلسلة متناسقة منذ بداية المشكلة وحتّى نهايتها.
2. الإرشاد عملية تعليمية:
إنّ هذا العنصر يتحدّث على الدور الذي يقدّمه علم الإرشاد النفسي، حيث علينا أن ندرك أنّ الإرشاد هو علمية يمكن من خلالها أن يكتسب المرشد العديد من المهارات والخبرات اللازمة المكتسبة من خلال المقابلات والاختبارات والخطط الممنهجة ضمن خطط العملية الإرشادية، للتخلّص من المشاكل الإرشادية بأبسط صورة ممكنة.
3. الإرشاد عملية مساعدة:
وهذا العنصر يتحدّث عن الدور الكبير الذي يقدّمه علم الإرشاد النفسي فيما يخصّ بمساعدة المسترشدين في التخلّص من المشكلات النفسية التي يعانون منها، وتقديم أفضل الخدمات الإرشادية من خلال مساعدتهم في تحصين ذاتهم والثقة بأنفسهم والقدرة على الاختيار لوحدهم.
4. المرشد هو المخطط للعملية الإرشادية بصورة مؤهلة:
يعطي هذا العنصر المرشد حقّه ودوره الطبيعي الهام في العملية الإرشادية، التي لا يمكن لنا القيام بها دون أن يقوم المرشد النفسي بوضع الخطط الإرشادية المناسبة، وبالتالي لا يمكن أن تقوم العملية الإرشادية دون قدرة المرشد على وضع الخطط والمناهج المناسبة لمعالجة المشاكل الإرشادية.
5. المسترشد شخص عادي بحاجة إلى المساعدة:
على المرشد أن يدرك هذا الأمر وأن المسترشدين لم يكونوا ليصلوا إلى مرحلة الخضوع للعملية الإرشادية دون الحاجة إلى ذلك، فهم أشخاص يعانون من مشكلات ولم يستطيعوا ان يبوحوا بها لأحد، ولم يستطيعوا ان يتخلّصوا منها لوحدهم، فهم بحاجة إلى أذن صاغية وقلوب مفتوحة للبوح بجميع أسرارهم ومحاولة معالجة الخاطئ منها.