عندما نتصرّف بشكل فردي فإننا نبدع ونخرج كلّ ما نملك من قدرات إبداعية، ولكن عندما تتزايد الخيارات من حولنا وتتزايد وجهات النظر، فإنّ الطبيعة البشرية تميل إلى التشكيك والأخذ برأي الأغلبية، ووقتها تضعف الثقة بالنفس، ويزداد الالتفات يُمنة ويُسرة بحثاً عن إجابات ربما تكون خاطئة أو غير مضمونة النتائج.
التقليد يزيد من غموض الموقف وعدم التأكد من صحته:
إنّ ما نسبته تسع وتسعون بالمئة من الناس يصعب عليهم عدم التقليد أو مسايرة الغير، فحين يقوم أربعة أشخاص فقط بأي عمل أمامنا فإننا نقوم على تقليدهم والأخذ برأيهم دون التفكير في صحّته من خطأه، وهذا أمر كارثي يسبّب لنا تفكيراً عقيماً ونتائج غير مضمونة، فالتقليد يزيد من غموضة الموقف وعدم التأكد من صحّته.
إننا تصرّف بشكل شبه مستقل حين يتواجد بقربنا شخص واحد فقط، ولكننا نصاب بالحيرة والارتباك حين يتواجد بقربنا شخصان يفعلان نفس الشيء تقريباً، ثم نبدأ بالمسايرة أو الهرب من الموقع حين يفعل ثلاثة أشخاص الشيء ذاته تقريباً، ولكننا سنقلّد الجميع ونسايرهم في الأفعال والتصرفات بمجرد أن يصل العدد إلى أربعة، كون هذا العدد يحاكي العقل البشري ويحدّ من تفكيره، فقد أثبتت التجارب التي تم إجراؤها للتأكد من مدى تقليدنا للآخرين، استعدادنا الكبير لتأجير عقولنا وتقليد من سبقونا حتى مع علمنا بشذوذ الموقف ومخالفته للمنطق.