لا يمكن اعتبار الخرف الكاذب خرف حقيقي، لكنّه يُظهِر نفس الأعراض الصحيّة، فهو حالة يظهر فيها ضعف الإدراك للحقيقة، كما أنّه يتشابه مع الخرف ويختبره الأفراد المصابين بالاكتئاب، لذلك يجب التعرّف على الفرق بين الاكتئاب والخرف وكيفية العلاج. يمكن أن يقوم الخرف الكاذب بتحديد الفترة الزمنيّة الّتي في أثنائها ظهرت هذه العوارض؛ لأنّها تكون فجائية وغير مألوفة، أمّا من يُعاني من الخرف الحقيقيّ، فلا يمكنه تحديد تاريخ ظهور الأعراض لأنّه يبدأ بشكل تدريجي بتغيير تصرفاته.
عوامل خطر الخرف الكاذب:
لا يزال الاكتئاب يعتبر من أكثر الأسباب انتشاراً لمرض الخرف القابل للعكس، لكنّ الدراسات الجديدة التي طبّقت معايير تشخيص الخرف والتي تتابع المصابين عن قرب، أكدت أنّ مستوى انتشار الخرف القابل للانعكاس بشكل فعلي أقل بكثير مما ظنّوا، كما أنّ 0.5٪ إلى 1٪ فقط من المرضى المصابين بالخرف يعانون من الخرف الكاذب القابل للعكس بشكل تام.
إنّ طبيعة فقدان الذاكرة وأسلوب المصابين في التعامل مع صعوبات الذاكرة المتعددة، يساهم في تمييز الخرف الحقيقي عن الخرف الكاذب، حيث يكون مريض الخرف الكاذب مدرك لوجود مشاكل في الذاكرة لديه ويشعر بالانزعاج منها، في حين أنّ المصاب بالخرف الحقيقي قد ينكر وجود أي مشاكل في الذاكرة لديه أو يقلل من أهمية وحجم المشكلة.
يظهر الخرف الكاذب نتيجة مشاكل في الصحة النفسية العقلية التي ترتبط بالمزاج، في الغالب تكون المشكلة الأساسية مشكلة الاكتئاب، يصاب عادةً بالخرف الكاذب كبار السن، حيث يوجد عوامل خطر أو عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالخرف الكاذب، هي نفسها عوامل الخطر التي ترتبط بالاكتئاب؛ ومن بينها:
- النوع الاجتماعي؛ فمثلاً المرأة أكثر تعرّض للإصابة بالاكتئاب.
- أن يكون هناك سوابق في تاريخ الأسرة من الإصابة بمرض الاكتئاب.
- الطلاق.
- الحالة الاجتماعية والاقتصادية المتدنية.
علاج الخرف الكاذب:
يرتبط علاج الخرف الكاذب مع علاج الاكتئاب، في الغالب تتحسّن أعراض الخرف الكاذب إذا تمّ معالجة الاكتئاب بشكل فعّال، كما تتحسن الحالة المزاجية للشخص، في أغلب الحالات يمكن أن يعود أداء المريض الإدراكي المعرفي كما كان في السابق، يضم علاج الخرف الكاذب العلاج النفسي أو الأدوية كمضادات الاكتئاب أو مزيج من الطرفين.
إنّ العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الشخصي فاعِلان في معالجة الاكتئاب، ممّا يجعلهما جيدين أيضاً في علاج الخرف الكاذب، يضُم العلاج السلوكي المعرفي (CBT) كشف وتعديل أنماط تفكير المريض وسلوكاته من أجل رفع مزاج الفرد، أمّا العلاج الشخصي فهو يركّز على كشف علاقات الفرد وتحديد طرق تأثيرها ومساهمتها في شعور الفرد بالاكتئاب.