اقرأ في هذا المقال
عوامل نجاح مؤتمر الحالة في الإرشاد النفسي:
من السهل تحديد مكان وزمان محدّدين لتنظيم مؤتمر حالة ما، ولكن من الصعب أن يتمّ تنظيم هذا المؤتمر بصورة مثالية تكون له مخرجات إيجابية فعّالة، حيث أن نجاح أو فشل مؤتمر الحالة يعتمد على عدّة عوامل لا يمكن الحياد عنها، حيث أنّه بتحقيقها تكون مجريات ووقائع مؤتمر الحالة دقيقة وتكون المخرجات مثالية، ولكن إن تمّ تناسي أو التغافل عن أحد هذه العوامل فستكون النتائج سلبية وغير مرضية وستكون الحلول ظاهرية غير متصلة بالواقع.
ما أبرز شروط نجاح مؤتمر الحالة في الإرشاد النفسي؟
1. عقد مؤتمر الحالة في حالات الضرورة فقط:
لا يحقّ للمرشد النفسي أن يقوم بعقد مؤتمر الحالة متى يحلو له، فالإرشاد النفسي بصورة عامة عملية صعبة وتحتاج إلى الدقّة والمصداقية والسريّة بعيداً عن الاستعراض أو نيل الشهرة أو الربح، فهناك العديد من الحالات التي يتعامل معها المرشدون النفسيون لا تستحق أن يتمّ عقد مؤتمر حالة ببرامج متكاملة من أجلها، فقد يتمّ معالجتها من خلال عدّة مقابلات إرشادية فردية أو جماعية، كما وأنّ عقد مؤتمرات الحالة بصور متكرّرة تعمل على نفور المسترشدين ورفضهم عرض قصصهم وتجاربهم على الملأ وبالتالي عدم القدرة في بسط سيطرة المرشد على الحالات التي يتعامل معها.
2. موافقة المسترشد على عقد مؤتمر الحالة:
ليس سهلاً على المسترشد أن يضع نفسه نموذجاً أو مشكلة أمام الجميع، فبعضهم يرى أن هذا الأمر عيباً أو غير منطقي، ويرفض البعض الآخر الإدلاء بأية معلومات لغير المرشد، وقد يشعر البعض بالخجل من عرض مشكلته أمام اهله أو أقرباءه، مما يجعل موافقة المسترشد أمراً بغاية الصعوبة والدقّة، وهذه الموافقة لا بدّ وأن تستمر حتّى نهاية مؤتمر الحال، وأن يشترط على المسترشد عدم الانسحاب وقت المؤتمر أو أثناء وقائعه، حتّى لا يقع الجميع في الإحراج.
3. مراعاة المعايير الأخلاقية أثناء عقد مؤتمر الحالة:
على المرشد وجميع المشاركين في العملية الإرشادية من خلال مؤتمر الحالة أن يدركوا أنّ المسترشد لا يقبع داخل قفص الاتهام، وان المسترشد هو ضحيّة ظروف كان جميع الحضور سبباً في حصولها، وانّ التنظير الذي يعمد إليه البعض في طرح الأفكار والحلول هو أمر مرفوض، وأنّ توجيه أصابع الاتهام صوب أحدهم أو آخر أمر مرفوض أيضاً، فالجانب الإنساني هو سيّد الموقف، والأخلاقيات هي خطّ أحمر لا يجوز لأحد تجاوزه أو تخطيه دون المحاسبة، كما ولا بدّ للمرشد من أن يقوم بإخفاء المعلومات التي لا يرغب المسترشد في البوح بها أو عرضها أمام الحضور، وإلّا فإنه سيتم نقض أهم ركن من أركان الإرشاد النفسي بصورة عامة.
4. الحضور الاختياري لمؤتمر الحالة:
عندما يقوم المرشد النفسي بالدعوة لمؤتمر الحالة فالحضور يكون بصورة اختيارية، بحيث يقوم المرشد النفسي بإعلاق الزمان والمكان المناسبين لوقائع المؤتمر، ويتمّ توجيه عدد من الدعوات الخاصة بالهيئة الإرشادية وأقارب المسترشد، ولكن الحضور يكون بصورة اختيارية حتّى تكون المخرجات دقيقة وصحيحة، ونابعة عن حقيقة واهتمام الحضور في المساعدة على التخلّص من مشكلة نفسية ما، يعاني منها فرد أو مجموعة أفراد ويشارك جميع الحضور في المساعدة على حلّها.
5. اهتمام الحاضرين لمؤتمر الحالة:
يقوم مؤتمر الحالة بناء على أهمية الموقف الذي يكون فيه، وهذا الموقف يتطلّب من المرشد أن يقوم باستضافة الأشخاص المهتمين بأمر المسترشد، أو الأشخاص الذين يميلون إلى خدمة البشرية ولديهم حبّ لخدمة الإنسانية، فإن لم تتوافر شروط الرغبة والاهتمام في موضوع المؤتمر، سيكون المؤتمر فاشلاً ولن يتمّ الخروج بأية توصيات من شأنها إيجاد حلول إيجابية ذات قيمة للعملية الإرشادية، كما ينبغي على المشاركين في مؤتمر الحالة أن يكونوا مدركين لجديّة الموضوع وسريّته، وأن المقترحات والتوصيات تساعد كثيراً في إيجاد الحلول للمشكلة الإرشادية، وأن عليهم النظر إلى حالة المسترشد بتفهّم ودقّة متناهية في الوصف وإيجاد الحلول.
6. الجو غير الرسمي لمؤتمر الحالة:
لا بدّ وأن يتحقّق هذا الشرط لنجاح العملية الإرشادية، إذ على المرشد أن يشعر الحضور أن المؤتمر ذو أهمية بالغة وأن أراءهم قيمة، ولكن عليه أن يشعر الآخرين أيضاً أنهم ليسوا ملكاً للمكان وأنهم ليسوا مجبرين على المشاركة أو الكلام أو طرح الأفكار، وفي نفس الوقت لا بدّ وأن يتحمل الجميع المسؤولية عن طرح أفكاره والحفاظ على الهدوء وعدم إثارة الشغب أو التسلّط ف طرح الأفكار، وأن يكون النقاش هادئاً هادفاً مبنيّاً على المحبة والإخاء.