اقرأ في هذا المقال
إنَّ المشاعر المكبوتة تسبب للأفراد الآلام والمعاناة، حيث أنَّهم لم يعبروا أو يفصحوا عن الأمور التي حصلت معهم، وربما إن بقيت في داخلهم بشكل دائم وخاصةً الانفعالات والمشاعر المحزنة قد تؤدي إلى الاكتئاب، أو يبقى الأفراد في الأسرة يلومون بعضهم البعض، أو غيرها من الأمور التي تسبب عدم الراحة، وهنا يأتي دور المرشد النفسي الأسري في مساعدة هؤلاء الأعضاء في الإفصاح عن مشاعرهم باستخدام أساليب متعددة.
فنيات السيكودراما لتنمية الخبرة الانفعالية للأسرة في الإرشاد والعلاج الأسري عند العالم ميرينو:
من الممكن أن تتكيف الكثير من الفنيات المشتقة من توجه نظريات متعددة؛ للوصول إلى هدف زيادة وعي أعضاء العائلة بخبراتهم الانفعالية، ومن الفنيات المستخدمة السيكودراما أو التمثيل النفسي الذي قدمه العالم ميرينو.
لقد تمَّت تنمية أسلوب السيكودراما كأسلوب علاجي في الجلسات الجماعية الأسرية، حيث يتمكن بواسطتها فرد من العائلة بتمثيل أحداث حصلت في الماضي أو الحاضر، أو أحداث يتوقع أن تحدث في المستقبل، وذلك لكي يوضح المعاناة التي يشعر بها بشكل أوضح، أو لكي يتم التنفيس انفعالياً عن المشاعر والأحاسيس التي لم يَقم بالإفصاح عنها بعد.
يعتبر أسلوب السيكودراما أيضاً بأنَّه وسيلة تُمكّن الأشخاص من الاتصال مع بعضهم البعض بشكل أفضل من السابق، ومن أهمية السيكودراما أنها يقوم بواسطتها أفراد العائلة بكتابة حياتهم وما عاشوا به، وخوضها مره اخرى ليستكشفوا مشاعرهم وتصوراتهم، حيث يمثل أسلوب التمثيل النفسي أو السيكودراما تحولاً رئيسياً من معالجة قضايا العضو بشكل فردي إلى المعالجة في سياق جمعي، ومن العلاج الذي يستخدم الاتصال اللفظي إلى الإرشاد من خلال العمل.
يهتم أسلوب السيكودراما بتمثيل الصراعات أو الأحداث التي تأخذ شكل المآزق في الحاضر، ولا يهتم بقول الألفاظ بأسلوب غليظ وبارد لا يوجد به دفئ، حيث أنَّ الهدف من التمثيل النفسي هو إعادة عيش الأحداث مره أخرى، أو تجربتها، وذلك يمنح الفرد فرصة لمعرفة كيفية تأثير الموقف في حياته، ويمنحهم فرصة ثانية للتعامل مع الحدث مرة أخرى من وجهة نظر مختلفة.
كما يهدف التمثيل النفسي الانفعالي إلى التعامل مع الحاضر؛ لتعديل الخبرات الانفعالية التي حدثت في الماضي، حيث أنَّ تمثيل المواقف التي حدثت في الماضي على أنَّها أمور يعيشها الشخص للمرة الثانية، بواسطة أسلوب السيكودراما ستكون نتيجتها هي الاستبصار والتغيير.