تعتبر لعبة الشطرنج من أقدم الألعاب اللوحية على مر العصور، تحدث هذه اللعبة بين لاعبين اثنين يلعبانها باستعمال لوح يحتوي على مربّعات، إضافة لقطع مُصممة بألوان متعاكسة، يُستخدم غالباً اللونين الأبيض والأسود بشكل شائع. يقوم اللاعب الذي يستخدم اللون الأبيض بالتحرُّك أولاً، بعد ذلك يتم التناوب بين اللاعبين حسب القواعد الثابتة؛ حيث يحاول كل منهما إجبار القطعة الرئيسة في اللعبة وهي الملك على التحرّك إلى منطقة الموت وهي المنطقة التي لا يُمكن تجنّب الطرد فيها من قِبل اللاعب الآخر، إضافة للتسلية والترفيه.
فوائد الشطرنج على الصحة النفسية
ترتبط لعبة الشطرنج في الغالب بالأفراد الذين يتصفون بالذكاء، تعد أفضل الرياضات لتدريب أهم عضو في الجسم وهو الدماغ، من الممكن ألّا تساعد هذه اللعبة في بناء الجسم، إلّا أنّها تعود بالفائدة على الصحة النفسية طوال الحياة:
- تطوير نمو العقل: تعمل هذه اللعبة على تحفيز التنمية للتشعبات، هي الأجسام التي تقوم بإرسال الإشارات من خلايا الدماغ العصبية، كما أنّ التفاعل مع الأفراد في الأنشطة التي تتخذ طابع المواجهة، تساعد على تحفيز نمو هذه التشعبات.
- تمرين جهتي الدماغ: يقوم الخبراء باستخدام كلا الجانبين من الدماغ في هذه اللعبة، ذلك للرد بسرعة على مواجهة الموقف فيها.
- المساهمة في الوقاية من مرض الزهايمر: يُعتبر أمر تمرين الدماغ مهم مع التقدّم في العمر، فقد أظهرت الدراسات الحديثة التي نُشرت في صحيفة إنجلترا الجديدة للطب، أنّ الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 سنة ويمارسون ألعاب الدماغ مثل الشطرنج، تقل احتمالية تطويرهم للمرض العقلي مقارنة بالآخرين.
- دعم الإبداع: تساعد هذه اللعبة في الكشف عن المواهب والإبداع؛ ذلك لأنّها تُفعّل الجهة اليمنى من الدماغ وهي المسؤولة عن الإبداع.
- تنمية مهارات حل المشكلات: تحتاج مباراة الشطرنج إلى التّفكير وحل المشكلات بشكل سريع؛ لأنّ المتباري الآخر يُغيّر المعايير بشكل مستمر.
- تعليم التخطيط والبصيرة: تُعد قشرة الفص الجبهي من أجزاء الدماغ الأخيرة التي تتطور في مرحلة المراهقة، فهي المسؤولة عن التخطيط والتحكُّم الذاتي والحكم، تساعد ممارسة الشطرنج بتعزيز تطوُّر القشرة؛ لأنّها تتطلّب تفكير استراتيجي ونقدي.
- تحسين التعافي من السكتة الدماغية أو الإعاقة: تقوم اللعبة بتطوير المهارات للأفراد الذين يعانون من إعاقة أو من واجهوا سكتة دماغية؛ ذلك بسبب تحريك القطع الذي يسهم في صقل المهارات الحركية للمريض، كذلك تحسين المهارات المعرفية والتواصلية بفعل الجهد العقلي المطلوب.
تحسين التركيز والانتباه: لعبة الشطرنج تتطلب تركيزًا عاليًا وانتباهًا شديدًا، حيث يجب على اللاعب التفكير في خطواته وخطوات الخصم المحتملة. ممارسة الشطرنج بانتظام تساعد في تقوية القدرة على التركيز لفترات طويلة وتحسين مهارات الانتباه.
تعزيز التفكير النقدي وحل المشكلات: تتطلب اللعبة التفكير في استراتيجيات معقدة وحل المشكلات بسرعة وفعالية. هذا يعزز من قدرة اللاعب على التفكير النقدي وتحليل المواقف المختلفة، مما ينمي مهاراته في اتخاذ القرارات الصائبة في الحياة اليومية.
تقوية الذاكرة: لعبة الشطرنج تتطلب تذكر تحركات القطع والقواعد والاستراتيجيات المختلفة. هذه المتطلبات تساعد في تقوية الذاكرة القصيرة والطويلة المدى، حيث يتعين على اللاعب استرجاع معلومات متنوعة أثناء اللعبة.
تطوير مهارات التخطيط الاستراتيجي: القدرة على التخطيط والتحليل من السمات الأساسية للشطرنج. تتطلب اللعبة من اللاعب وضع استراتيجيات طويلة المدى وتوقع تحركات الخصم. هذه المهارات تعزز من القدرة على التخطيط والتفكير المستقبلي في الحياة العملية.
تعزيز الثقة بالنفس: تحقيق الانتصارات في لعبة الشطرنج يمنح اللاعب شعورًا بالإنجاز والرضا. هذا الشعور يعزز من الثقة بالنفس والاعتزاز بالقدرات الشخصية، حيث يشعر اللاعب بقدرته على تحقيق أهدافه عبر استخدام مهاراته الفكرية.
تقليل التوتر والقلق: تساعد لعبة الشطرنج على تقليل مستويات التوتر والقلق من خلال تشجيع اللاعب على التركيز في اللحظة الحالية والانغماس في اللعبة. تعتبر الشطرنج وسيلة ممتازة للاسترخاء والهروب من الضغوط اليومية.
تعزيز الصبر والانضباط: تتطلب اللعبة الصبر والانضباط، حيث يجب على اللاعب الانتظار والتفكير جيدًا قبل القيام بأي حركة. يساعد هذا على تعزيز الصبر والانضباط الذاتي، وهي مهارات هامة في الحياة اليومية.
تحسين المهارات الاجتماعية: رغم أن الشطرنج يمكن أن يُلعب بشكل فردي، إلا أنه يمكن أن يكون أيضًا نشاطًا اجتماعيًا. لعب الشطرنج مع الآخرين يعزز من التفاعل الاجتماعي، ويساهم في بناء العلاقات وتقوية الروابط الاجتماعية.
تعزيز القدرة على التكيف مع التغيير: تتغير مواقف الشطرنج باستمرار، مما يفرض على اللاعب التكيف مع الظروف الجديدة ووضع استراتيجيات بديلة. هذه القدرة على التكيف تساعد في تحسين مهارات التكيف مع التغييرات المفاجئة في الحياة.
تعتبر لعبة الشطرنج أكثر من مجرد لعبة، فهي أداة قوية لتحسين الصحة النفسية وتعزيز القدرات الفكرية والاجتماعية. من خلال تعزيز التركيز، والتفكير النقدي، والذاكرة، والتخطيط، والثقة بالنفس، يمكن للشطرنج أن يكون له تأثير إيجابي كبير على الحياة اليومية. بالتالي، يُنصح بتخصيص وقت منتظم لممارسة الشطرنج للاستفادة من هذه الفوائد المتعددة وتحسين الصحة النفسية والرفاهية العامة.