يقوم علم الإرشاد النفسي على تفصيل العديد من المشكلات النفسية وتحليلها تحليل علمي مبني على عدد من المعطيات، حيث يقوم بذكر عدد من القواعد العامة التي تعمل على معالجة كلّ مشكلة إرشادية، ولعلّ مشكلة الاضطرابات النفسية الخاصة بقدرة الفرد في السيطرة على انفعالاته من المشكلات الشائعة في المجتمع، والتي قام علم الإرشاد النفسي بتخصيص مجموعة من هذه القواعد على سبيل العلاج والإرشاد، فما هي أبرز القواعد العامة للسيطرة على الانفعالات من خلال الإرشاد النفسي؟
أبرز القواعد للسيطرة على الانفعالات من خلال الإرشاد النفسي
1. العد التنازلي قبل القيام بأي تصرف
لعلّ الاضطرابات النفسية التي يعاني منها العديد من أفراد المجتمع والمتعلّقة في قدرة المسترشد في السيطرة على الانفعالات من أكثر المشاكل التي تؤرّق المسترشد، حيث وبعد أن يقوم المسترشد بالخضوع للعملية الإرشادية يتمّ توجيهه وإرشاده إلى استخدام العديد من الوسائل التي تساعد على ضبط المسلكيات.
ولعلّ أبرز هذه الوسائل وأكثرها إيجابية هو التأني قبل التصرف بأي سلوك أو النطق بأي حكم، بحيث يعتاد المسترشد على أخذ الوقت الكافي قبل اتخاذ القرارات وخاصة الحاسمة منها، ويكون ذلك من خلال الصمت والبدء بالعدّ العكسي وصولاً إلى القرار الصحيح، ويعتبر هذا الأسلوب من الأساليب الإرشادية التي تعمل على ضبط السلوك والتفكير بعمق ورويّة أكبر، وقد أثبت هذا الأمر فاعليته بصورة كبيرة وخاصة لدى الأشخاص سريعي الانفعال.
2. التنفس بصورة أعمق وأخذ الوقت الكافي
لعلّ السرعة في إصدار القرارات والأحكام يزيد من نسبة الخطأ، والأشخاص الذين يملكون القدرة على الصبر والتأني في اتخاذ القرارات هم الأشخاص الأكثر نجاحاً وقدرة على تحقيق أهدافهم، ولعلّ الأشخاص الذين يمتازون عادة بقدرات عقلية كبيرة وأنهم أذكياء هم بطبيعة الحال أشخاص عاديون ولكن يأخذون الوقت الكافي قبل أن يقومون باتخاذ أي قرارات هامة في حياتهم الشخصية أو غير هامة.
3. الهروب العقلي
عندما يواحه المسترشد مشكلة ما ويشعر بأنه مضطرب وغير قادر على التركيز أو اتخاذ القرار الفكري المناسب، ويشعر بأنه في كلّ مرّة ينفعل بصورة تجعل من قراراته خاطئة عليه وقتها بالهروب العقلي من خلال التزام الصمت والتفكير بصورة واضحة صريحة مع النفس، بحيث يقوم باللجوء إلى مكان هادئ يخلو من أي وسيلة إزعاج أو تعكير للذهن.
ويقوم بعدها باتخاذ عدد من الخطوات العقلية الآنية والمستقبلية ودراسة أبرز المنافع والمضار المحتملة نتيجة اتخاذ هذا القرار، وبهذا الأمر يكون المسترشد قد أخذ وقتاً كافياً للتفكير بصورة منطقية ويكون قد سيطر على انفعالاته وتسّرعه في اتخذا القرار، ولا يمكن للمرشد في هذه الحالة إلا أن يقوم بتطبيق بعض التصرفات العملية في اتخاذ عدد من القرارات الهامة في حياة كلّ زاحد منّا، ومدى تأثيرها على حالته النفسية والعقلية.
4. التوقف عن الكلام
من الطبيعي أن يخرج السلوك عن السيطرة وأن يصبح التفكير محدوداً، وهنا يمكن للمسترشد ان يزيد من حجم المشكلة وأن يصبح جزءاً حقيقياً منها، ولا يمكن التخلّص من هذا الأمر إلا من خلال التوقّف عن الكلام وبصورة فورية، حيث أن الشخص الذي يستمع إلى أحاديث الآخرين أكثر من الحديث هو الشخص الذي يتمكّن في نهاية المطاف من اتخاذ القرار الحاسم.
ولا يمكن أن يكون أكثر وقوعاً في الخطأ من الشخص الذي يكثر الحديث في جميع المناسبات، حيث أنّه من السهل انفعاله وعدم قدرته على ضبط سلوكه، ويعتبر هذا الأمر من القواعد الهامة في الإرشاد النفسي فيما يخص السيطرة على الانفعالات.
5. اختيار مجموعة من الكلمات المضادة لحالة الانفعال
عندما ينفعل المفرد في موقف ما يعتاد من خلاله الصراخ أو التصرّف بعنوان يمكنه من خلال العملية الإرشادية أن يقوم بعدّة خطوات من شانها التقليل من حدّة الغضب والقدرة في السطرة على الانفعالات، حيث يكون المسترشد في حالة الغضب قادراً على ترديد بعض العبارات والكلمات التي من شانها التخفيف من حدّة التوتر والتقليل من مخاطر السلوك غير السوي.
حيث يقوم المسترشد في لحظة ما بترديد بعض الكلمات التي من شأنها التخفيف من حدّة التوتر والقلق والاضطراب، ويقوم المرشد في مثل هذه المواقف بترديد بعض العبارات التي من شأنها أن تخفّف من حدّة التوتر لدى المسترشد في العملية اﻹرشادية.