قيمة المعرفة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


لطالما كانت قيمة المعرفة موضوعًا مركزيًا في نظرية المعرفة في علم النفس، حيث تساءل الفلاسفة قديمًا لماذا المعرفة أكثر قيمة من مجرد الإيمان الحقيقي للمعرفة؟ ازداد الاهتمام بهذا السؤال في السنوات الأخيرة حيث اقترح المنظرين من علماء النفس مجموعة من الإجابات مثل أن التبرير المعرفي أو الفهم لها قيمة مميزة.

قيمة المعرفة في علم النفس

في البداية قد نلجأ إلى حقيقة أن المعرفة تبدو أكثر فائدة عملية من الإيمان الحقيقي للمعرفة، وذلك من خلال تحديد الاختلاف في القيمة المعرفية، حيث يلاحظ بعض علماء النفس أن يكون هذا موضع تساؤل مهم؛ لأن الاعتقاد الحقيقي للمعرفة بأن هذا هو الطريق إلى أن قيمة المعرفة ستوصلنا إلى المعرفة حقًا.

تتمثل قيمة المعرفة أن المعرفة تتشكل بطريقة خاصة تميزها عن الإيمان للمعرفة، حيث تعتبر المعرفة على عكس الإيمان للمعرفة يجب أن تكون مرتبطة بالحقيقة، ونتيجة لذلك فإن المعرفة هي الأنسب لتوجيه السلوك الإنساني، على سبيل المثال إذا كان المرء يعرف بدلاً من مجرد الإيمان الحقيقي للمعرفة، أن هذا هو الطريق إلى المعرفة.

قد يكون من غير المرجح أن ينزعج المرء من حقيقة أن الطريق يبدو في البداية أنه يسير في الاتجاه الخاطئ، فقد يضيع مجرد الإيمان الحقيقي للمعرفة في هذه المرحلة، حيث قد يفقد المرء كل الثقة في أن هذا هو الطريق الصحيح للذهاب.

أهم مشاكل قيمة المعرفة في علم النفس

تم تمييز مشكلة القيمة الأولية عن مشكلة القيمة الثانوية في قيمة المعرفة في علم النفس، تتعلق مشكلة القيمة الثانوية بالسبب الذي يجعل المعرفة أكثر قيمة من أي وجهة نظر معرفية ومجموعة فرعية مناسبة من أجزائه، بعبارة أخرى لماذا المعرفة أفضل من أي موقف معرفي يقصر عن المعرفة؟ وهذا يشمل على سبيل المثال لا الحصر مجرد الإيمان الحقيقي للمعرفة.

لتوضيح التمييز فكر علماء النفس في حل ممكن لمشكلة القيمة الأساسية الأولية بأن المعرفة هي اعتقاد صحيح مبرر، والإيمان الحقيقي المبرر أفضل من مجرد الإيمان الحقيقي، وهو ما يفسر سبب كون المعرفة أفضل من الإيمان الحقيقي للمعرفة، إذا كان هذا صحيحًا فإن هذه الفرضية تجيب بنجاح على مشكلة القيمة الأساسية.

ومع ذلك فإنه يتطلب مزيدًا من التطوير للإجابة على مشكلة القيمة الثانوية، على سبيل المثال يتطلب الأمر مزيدًا من التطوير لشرح سبب كون المعرفة أفضل من الاعتقاد المبرر، بالطبع في العديد من النظريات المعيارية للمعرفة، لا يتم تعريف المعرفة على أنها إيمان حقيقي مبرر، على سبيل المثال وفقًا لبعض المنظرين من علماء النفس المعرفة هي اعتقاد صحيح ومبرر غير مهزوم.

في الحسابات الأخرى التي نوقشت على نطاق واسع لتوضيح قيمة المعرفة، فإن المعرفة هي اعتقاد حقيقي غير عرضي حساس وآمن وسبب مناسب، أو تم إنتاجه عن طريق الفضيلة الفكرية، هذا يضعنا في وضع يسمح لنا بتقدير ما يسميه بعض المنظرين مشكلة القيمة الثالثة للمعرفة.

تتعلق مشكلة القيمة الثالثة لقيمة المعرفة بالسبب الذي يجعل المعرفة أفضل نوعياً من أي موقف معرفي يفتقر إلى المعرفة، وذلك عندما يضع الفرد في اعتباره أنه إذا كانت المعرفة أفضل من الناحية الكمية فقط من تلك التي تقصر تمامًا على سبيل المثال في سلسلة متصلة متصورة من القيمة المعرفية، فسيكون من الغامض لماذا يولي علماء المعرفة مثل هذا الاهتمام لهذه النقطة بالذات في علم النفس.

لا يقبل جميع المنظرين من علماء النفس أن مشاكل قيمة المعرفة تعتبر حقيقية، على سبيل المثال في ضوء الأدبيات حول مشكلة المعرفة الوصفية ينكر بعض المنظرين أن مشكلة القيمة الثانوية حقيقية، في هذا النهج كل ما يضاف إلى الاعتقاد الحقيقي المبرر لاستبعاد حالات المعرفة الوصفية لا يزيد من قيمة الحالة الفكرية للوكيل.

تعتبر حالات مشكلة قيمة المعرفة الوصفية غريبة ومن المفترض أنها نادرة، لذلك من الناحية العملية فإن وجود اعتقاد حقيقي مبرر ومثبت عليه يكاد يكون مرتبكًا دائمًا مع مجرد الاعتقاد الصحيح المبرر، قد يقود هذا بعض المنظرين إلى الخلط بين قيمة الأخير وقيمة الأولى من مشاكل قيمة المعرفة.

الموثوقية في قيمة المعرفة في علم النفس

كانت الموجة الأولى من العمل المعاصر حول مشكلة قيمة المعرفة تهتم إلى حد كبير بما إذا كانت هذه المشكلة قد أثارت صعوبة مميزة للتفسيرات الموثوقة للمعرفة، أي تلك الآراء التي تحدد المعرفة أساسًا على أنها اعتقاد حقيقي تم تكوينه بشكل موثوق، على وجه الخصوص كان الادعاء أن الموثوقية لم تكن قادرة على تقديم إجابة حتى لمشكلة القيمة الأساسية للمعرفة.

تم تقديم بيان واضح إلى حد ما حول موضوع القضية هنا في عدد من الأماكن، حيث يجادل بعض علماء النفس بأن موثوقية العملية التي يتم من خلالها إنتاج شيء ما لا تضيف تلقائيًا قيمة إلى ذلك الشيء، وبالتالي لا يمكن افتراض أن موثوقية العملية التي يتم من خلالها إنتاج اعتقاد حقيقي ستضيف قيمة إلى هذا الإدراك الحقيقي للمعرفة.

علاوة على ذلك كما يذهب خط الاعتراض هذا فإن الإيمان الحقيقي للمعرفة يتعلق بالجوانب ذات الصلة، فالمعتقد الحقيقي الذي يتم تكوينه عبر عملية موثوقة لتشكيل الاعتقاد ليس أكثر قيمة من الاعتقاد الحقيقي الذي تم تشكيله عبر عملية تشكيل اعتقاد غير موثوق بها، ففي كلتا الحالتين تتراكم قيمة موثوقية العملية بسبب ميلها إلى إنتاج تأثير قيم معين، ولكن هذا يعني أنه حيث يتم إنتاج التأثير حيث يكون لدى المرء اعتقاد حقيقي إذن قيمة المنتج ليست أكبر لأنه تم إنتاجه بطريقة موثوقة.

في مكان آخر من الأدبيات سميت هذه المشكلة بمشكلة الغمر، على حساب كيف أن قيمة المعتقد الحقيقي تستنزف قيمة الاعتقاد الحقيقي الذي يتم إنتاجه في صورة موثوقة؛ معبرًا بذلك يبدو أن المعنى الأخلاقي للمشكلة هو أنه عندما تنحرف الموثوقية عن طريق التعامل مع قيمة المعرفة العملية على أنها يتم التقاطها فقط من خلال موثوقية المعرفة العملية أي ميلها إلى إنتاج التأثير المطلوب.

نظرًا لأن قيمة المعرفة والتأثير تغرق في قيمة موثوقية المعرفة العملية التي تم من خلالها تحقيق التأثير، فإن هذا يعني أن الموثوقية ليس لها موارد متاحة لها لتفسير سبب كون المعرفة أكثر قيمة من الإيمان الحقيقي للمعرفة.

ليس من الواضح في الواقع أن هذه مشكلة خاصة بالموثوقية أي أنه يبدو أنه إذا كانت هذه مشكلة حسنة النية، فإنها ستؤثر على أي حساب لقيمة المعرفة التي لها نفس السمات ذات الصلة مثل الموثوقية، أي التي تعتبر القيمة الأكبر للمعرفة على الإيمان الحقيقي للمعرفة قيمة مفيدة، حيث تكون القيمة الأدائية المعنية مرتبطة بالصالح القيّم المتمثل في الإيمان الحقيقي للمعرفة.

على وجه الخصوص سيؤثر على المقترحات الواقعية حول القيمة المعرفية التي تتعامل مع الحقيقة باعتبارها الصالح المعرفي الأساسي، ومناقشة كيفية تفاعل المقاربات الداخلية للتبرير المعرفي مع مشكلة الغمر.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف، 2015.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم، 1995.علم النفس العام، هاني يحيى نصري، 2005.علم النفس، محمد حسن غانم، 2004.


شارك المقالة: