كيفية اختيار المعزز الفعال في الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


من خلال اتّباع المرشد النفسي لاستراتيجية التعزيز الفعّال خلال سير العملية الإرشادية في الإرشاد النفسي، لا بدّ وأن يكون المرشد دقيقاً في اختيار المعزّز وكيفية تطبيقه بصورة صحيحة تتوافق مع شخصية المسترشد وطبيعة المشكلة النفسية التي يعاني منها بما يضمن حلولاً جذرية أكثر فاعلية من استخدام استراتيجيات أخرى، فعلى الرغم من اتساع قاعدة المعززات وانتشار تصنيفاتها إلا أن عملية انتقاءها تبقى العملية الأكثر صعوبة ودقّة خلال سير العملية الإرشادية.

أشكال المعززات الفعالة في الإرشاد النفسي

1. المعززات المادية

تعتبر المعززات المالية من أكثر المعززات استخداماً في حياتنا اليومية وخاصة مع صغار العمر وحتّى البالغين، حيث تعتبر المادة حافزاً كبيراً لا يمكن لأحد رفضه كونه يعمل على منع أو تعزيز سلوك أو فعل ما يزغب الشخص المعزز في مكافئة الفرد على فعل هذا السلوك.

ويمكن للمرشد النفسي أن يستخدم هذا الأسلوب الإرشادي مع المسترشد بصورة بسيطة وملفتة يظهر له من خلالها ثقته المطلقة به ورغبته في سلوك تغيير ما يقوم بالإشارة إليه بطريقة ما غير مباشرة، وقد يكون هذا الحافز المادي مجزياً أو بسيطاً ولكن الهدف منه هو إظهار رغبة المرشد الأكيدة في تغيير سلوك ما لدى المسترشد بصورة سريعة ومرضية.

2. المعززات النفسية

تعتبر المعززات النفسية من أكثر المعززات استخداماً في حياتنا اليومية وعلى صعيد الإرشاد النفسي، ففي بعض الأحيان لا يمكن للمرشد النفسي أن يقدّم المادة إلى المسترشد لإقناعه بفعل تصرّف ما أو الامتناع عنه بقدر ما يمكن أن يعزّز هذا السلوك ويعمل على إثارته في شخصية المسترشد من خلال طرح بعض المعززات النفسية المتمثّلة بالدعم النفسي والتشجيع.

وإظهار معاني الحبّ والألفة والثقة، والحديث عن المستقبل ومقدار الذكاء الذي يمتاز به المسترشد، وتعتبر هذه المعززات مقبولة لدى جميع المسترشدين لا يمكن رفضها وهي تستخدم لكافة المراحل والمستويات العمرية والثقافية، ويمكن أن يكون لها الأثر البالغ في تغيير سلوك أو طريقة تفكير ما لدى المسترشد بصورة سريعة وملفتة.

3. المعززات الغذائية

يعتبر أسلوب المعززات الغذائية من الأساليب الإرشادية التي يمكن استخدامها مع صغار السن أو مع الأشخاص الذين يعانون من الحرمان، أو الأشخاص ذوي الإعاقة الذين من الممكن تحفيزهم من خلال تقديم بعض الأطعمة المرغوبة لديهم بصورة تحفّز لدهم تصرّف أو سلوك ما.

4. المعززات الرمزية

تعتبر المعززات الرمزية من الأساليب الإرشادية التي يقوم المرشد النفسي باستخدامها مع المسترشد وخاصة صغار العمر، مثل وضع وسام ما على صدر الطفل أو وضع نجه على رأسه وغيرها من المعززات الإيجابية التي لا يمكن للمرشد النفسي أن يستغني عنها وخاصة مع الأطفال.

الأمر الذي من شأنه أن يزيد من فعالية الانتباه والمشاركة لدى المسترشد بصورة كبيرة على غير العادة، ويمكن أن تستخدم المعززات الرمزية مع البالغين او الشباب وحتّى كبار العمر مثل التكريم بشهادة تقديرية أو درع بسبب فعل أو تصرّف ما بصورة صحيحة في العملية اﻹرشادية.

5. المعززات الاجتماعية

تعتبر المعززات الاجتماعية من أكثر المعززات استخداماً في عالم الإرشاد النفسي، فبعض أنماط الشخصية لا تميل إلى حصد المال أو الدروع التقديرية بقدر حاجتها إلى المدح والثناء والتقدير من قبل الآخرين.ط

وهذا الأمر غير مكلف ولا مضني بالنسبة للمرشد النفسي فهو عادة ما يقوم بدعم وتحفيز المسترشد بواسطة الصمت عندما يتحدّث أو الابتسام وطأطأة الرأس بصورة أفقية دلالة على قوّة الحجّة والدليل لديه، الأمر الذي من الممكن أن يزيد من قدرة المرشد في الحصول على معلومات أكثر وأدقّ في أي موضوع يرغب في تحليله وتعزيزه بصورة فكرية مختلفة في اﻹرشاد النفسي.

6. المعززات النشاطية

يمكن للمرشد النفسي أن يقوم بمنح المسترشدين عدد من المحفزات التي من شأنها إثبات سلوك ما أو محاولة تخفيض وتيرته أو حتّى محاولة منعه بصورة نهائية، وهذا الأمر يعتبر هاماً في نظر المسترشد كونه أمراً ضرورياً في حياته اليومية مثل اللعب بالكرة أو بعض الألعاب الالكترونية.

ويمكن للمرشد النفسي من خلال هذه المعززات أن يضيف قيمة ما في شخصية المسترشد وأن يعمل على تعزيز هذه القيمة بصورة جديرة قريبة من صفة المسترشد وطموحه وطريقة تفكيره، وجميع هذه المعززات تستخدم بصورة دائمة في الخطط والاستراتيجيات الإرشادية المستخدمة في الإرشاد النفسي.


شارك المقالة: