ما هي كيفية التصور الذهني وفوائده

اقرأ في هذا المقال


“يرى بعض الناس الأشياء كما هي ويتساءلون لماذا؟ أمّا أنا فأتخيل الأشياء التي لم تحدث وأقول لِمَ لا؟” “جورج برناردشو”، إنجازات اليوم ما هي إلّا أحلام الأمس، فإذا فكّرنا في ذلك قليلاً ونظرنا إلى حولنا من أبراج شاهقة وطائرات عملاقة وتلفاز وهاتف خلوي، إلى غير ذلك من الإنجازات المذهلة، نجد أن كلّ ما نستمتع به اليوم كان يوماً من الأيام مجرّد حُلم وتخيل لأشخاص آخرين، فالأحلام هي نقطة البداية لأي إنجاز، وهي العامل الرئيسي لأي نجاح وأجمل ما في خيالنا وأحلامنا أنها بلا حدود.

الإنجازات هي نتاج التصور

بما أنّ كلّ شيء يحدث دائماً في عقولنا أولاً، لذلك عندما نرى من أنفسنا ناجحين وأقوياء وقادرين على تحقيق أهدافنا ونؤمن بذلك في قلوبنا ونشعر بذلك داخل أحاسيسنا، هنا تَخلق لنا أحلامنا قوة ذاتية، ويساعدنا عقلنا الباطن بقدراته التي لا حدود لها على تحقيق أحلامنا.

في إحدى البرامج المتلفزة والتي كانت تتحدث عن قوّة تأثير التصوّر على واقعنا، حيث كان موضوعه مجموعة من الرهبان الصينيين يجلسون في حجرة باردة جداً ولا يرتدون من الثياب إلا ملاءة مبلّلة ملفوفة على أجسامهم عدة لفّات، وكانوا يقومون بالجلوس بطريقة روحانية، وعن طريق التخيّل وتصوّر درجة الحرارة التي في أجسادهم نجحوا في رفع درجة حرارة أجسادهم إلى الدرجة التي جفّت بها الملاءة، وهناك العديد من التصورات والأحلام التي جعلت من أشخاص عاديين أن يصبحوا مشهورين أو مخترعين أو أثرياء أو أبطال.

ما هي طرق التصور

1. الاسترخاء

قبل البدء في عملية التصور، من المهم الوصول إلى حالة من الاسترخاء الذهني والجسدي. يساعد الاسترخاء في تهدئة العقل وفتح الباب أمام الصور الذهنية الإيجابية.

كيفية التطبيق:

  • اختر مكانًا هادئًا بعيدًا عن الضوضاء والمشتتات.
  • اجلس أو استلقِ في وضعية مريحة.
  • خذ نفسًا عميقًا وبطيئًا، وركز على تنفسك لعدة دقائق حتى تشعر بالاسترخاء.

2. التصور بوضوح

بعد الوصول إلى حالة من الاسترخاء، ابدأ في إنشاء صورة ذهنية واضحة للهدف أو النتيجة التي ترغب في تحقيقها.

كيفية التطبيق:

  • تخيل نفسك بالفعل في الموقف الذي تريده، مثل النجاح في امتحان أو التحدث أمام جمهور بثقة.
  • حاول تصور كل التفاصيل الممكنة، مثل الأصوات، والألوان، والمشاعر المرتبطة بهذه الصورة.

3. استخدام الحواس

لتعزيز تجربة التصور، حاول استخدام جميع حواسك لخلق تجربة غنية ومتكاملة.

كيفية التطبيق:

  • اشعر بالملمس والروائح المحيطة بك في الصورة الذهنية.
  • استمع إلى الأصوات التي قد تكون موجودة في الموقف المتصور.
  • تذوق الإحساس بالنصر أو السعادة التي تشعر بها عند تحقيق الهدف.

4. التكرار

التكرار المستمر لعملية التصور يزيد من فاعليتها، حيث يساعد على ترسيخ الصورة الذهنية في العقل الباطن.

كيفية التطبيق:

  • خصص وقتًا يوميًا لتمرين التصور، حتى لو كان بضع دقائق فقط.
  • اجعل التصور جزءًا من روتينك اليومي، مثل التأمل أو قبل النوم.

ما هي فوائد التصور

1. تعزيز الثقة بالنفس

التصور يمكن أن يزيد من الثقة بالنفس من خلال تخيل النجاح والتميز. عندما يرى الشخص نفسه يحقق الأهداف بانتظام في ذهنه، يزداد إيمانه بقدرته على تحقيقها في الواقع.

2. تحسين الأداء

يستخدم الرياضيون التصور لتحسين أدائهم من خلال التدرب ذهنياً على الحركات والتقنيات. يساعد التصور في تعزيز الاتصال بين العقل والجسم، مما يؤدي إلى تحسين الأداء الفعلي.

3. تحفيز الإبداع

يساعد التصور في تحفيز الإبداع من خلال فتح العقل لأفكار وتجارب جديدة. عندما نتصور بوضوح، نصبح أكثر استعدادًا لاستكشاف أفكار جديدة وابتكار حلول مبتكرة.

4. تحقيق الأهداف

يعمل التصور كأداة قوية لتحديد الأهداف وتحقيقها. عندما تكون الصورة الذهنية للهدف واضحة، يصبح من السهل وضع الخطط واتخاذ الإجراءات لتحقيق هذا الهدف.

5. التخلص من التوتر والقلق

يعتبر التصور أيضًا وسيلة فعالة للتخلص من التوتر والقلق. من خلال التركيز على الصور الذهنية الإيجابية، يمكن للمرء تقليل مستويات التوتر وزيادة الشعور بالراحة والهدوء.

يعتبر التصور أداة فعالة وقوية لتحقيق النجاح والتوازن في الحياة، من خلال الاسترخاء، والتركيز على الصور الذهنية الإيجابية، واستخدام الحواس، يمكن للأفراد تعزيز الثقة بالنفس، وتحسين الأداء، وتحفيز الإبداع. إن التصور ليس فقط وسيلة لتحقيق الأهداف، بل هو أيضًا طريقة لتحسين جودة الحياة وزيادة السعادة والرضا الشخصي.


شارك المقالة: