كيفية التعامل مع الزوج الصعب في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


يعتبر الزواج من أقدس الأشياء في الحياة، بل هو أيضًا مجموعة تعليمية لكل من الزوج والزوجة، إن الاتحاد مع أشخاص تحت سقف واحد ليس بالأمر السهل، ولهذا السبب يتشاجر الزوج والزوجة بسبب الاختلاف المميز بين الطبيعتين، تورط الزوج والزوجة في الجدل الحاد يؤدي الى المشاكل والطلاق في بعض الأحيان،  إن الطريقة التي يتصرف بها الزوجين هي التي تحدد مدى عمق الخلاف أو الحد منه، والأكثر أهمية هي إيجاد الحل الصحيح لهذه الخلافات مع مراعاة لطبيعة كل من الزوج والزوجة.

طرق التعامل مع الزوج الصعب في الإسلام

هناك طرق كثيرة للتعامل مع الزوج الصعب ومنها:

حسن التواصل مع الزوج

يجب التواصل مع كل مشكلة لإيجاد الحل، من الجيد أن يكون هذا التواصل من كلا الطرفين؛ أي الزوج والزوجة، فهذا يعني أنه على الزوجة أن تكون مع الزوج في القرار سليم، يجب أن تعرف الزوجة أن تتجنب الأشياء التي تثير غضب الزوج.

معاملة الزوج بلطف

لقد اختيار الزوج كشريك للحياة يجب تعلم طرق المعاملة بلطف ولين وحب معه، إذا كانت الزوجة تكرس حياتها للزوج، فإن الله سبحانه وتعالى سيجازيها بالجنة أن شاء الله تعالى، مهما كان الزوج صعبًا يجب على الزوجة أن تعامله بلطف فقط، عندها سوف يلين قلبه بمرور الوقت، سترا الصدق والحب بالمقابل، قال تعالى في محكم كتابه في فن التعامل مع المشكلات الأسرية: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً”، الأحزاب، 70،71.

عدم مهاجمة مشاعر الزوج

يجب أن يكون لدى المرأة فن في التعامل مع الزوج وخصوصًا أذا كان الزوج الصعب التعامل معه، الزوج الصعب يجعل الزوجة في حالة من الغضب، وينفذ صبرها، وهذا بدوره يجعل من الزوجين في معركة كبيرة طوال الوقت، تصبح العواقب ليست جيدة على العائلة بأكملها. قال تعالى: وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”، البقرة، 228.

صبر الزوجة على الزوج

الله سبحانه وتعالى مع الصابرين، الزوج الصعب الذي تتزوجه الزوجة هو توأم الروحها الذي أعطاه إياها الله سبحانه وتعالى، قد تكون الأمور صعبة الآن، لكن الزوجة لا تعرف أبدًا ما يخبئه لها المستقبل، كل ما عليها القيام به هو المثابرة بالصبر على الزوج، قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”،البقرة،153، وقال تعالى: “قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ”، الزمر، 39.

الاستعانة بالله تعالى في معاملة الزوج الصعب

خير المعين هو الله سبحانه وتعالى، ولديه حلول لكل مشكلة يواجهها الإنسان، يجب على الزوجة الاستعانة والدعاء من الله تعالى، وسؤاله أن يلين قلب زوجها وطبعه الصعب، بإذن الله تعالى، سيتغير الزوج؛ لأنه لا شيء مستحيل على الله تعالى، وإذا أراد الله تعالى شيء أن يكون سيكون، وهذا من باب الثقة والتوكل على الله تعالى.

التفكير في سبب صعوبة التعامل مع الزوج

ما سبب صعوبة الزوج؟ يجب على الزوجة أن تحاول أن تنظر من الجانب الآخر، فقد لا تكون سمات الزوج فقط، بل قد تكون الزوجة هي المخطئة أيضًا، الزوجة إنسان بالتأكيد لها العديد من العيوب، ربما الطريقة التي تتعامل مع الزوج بها لا ترضيه بما يرضي الله تعالى، إن الله تعالى يحب أصحاب الخلق.

 الإيجابية في التعامل مع الزوج

يجب أن لا تنظر الزوجة أبدًا إلى بوجه عابس أمام زوجها وخاصة عند عودته من العمل،؛ لأن ذلك سيؤثر على موقف الزوجة السلبي عند الزوج، ويؤثر على الزوج بشكل سلبي ويجعله في مزاج سيء، إذا كانت لدى الزوجة مشكلة، فيجب أن تتحدث معه بطريقة سلمية وهادئة، إذا كان هناك شيء لا تحبه الزوجة في زوجها، فعليها أن تتحدث معه منفردًا دون إنكار لباقي صفاته الحميدة، عليها أن تكون مبتهجة أمام زوجها؛ لأن السعادة الزوجة منبع لسعادة الأسرة بأكلها.

قيام الزوجة بواجباتها للزوج

إن قيام الزوجة بالأعمال المفروضة عليها لزوجة تعمل على تهدئة الزوج وعدم غضبه من الزوجة، على الزوجة القيام بواجبها كزوجة بأفضل ما لديها، يجب عليها أن تجعل زوجها  محورها الرئيسي، بمرور الوقت، ستشعر بالزوجة بالتغيير من قبل الزوج وحسن المعاملة لها من قبل الزوج؛ لأنه الذي يثابر سيكون هو الفائز في النهاية.

على الزوجة مدح زوجها

حين يعمل الزوج بجد من أجل الأسرة، يثابر من أجل تأمين لقمة العيش لهم فعلى الزوجة أن تكون ممتنة له وتمدحه على  هذا العمل الشاق، إذا كان الغضب لدى الزوج ناتجًا عن التعب على الزوجة التفهم لظرف الزوج وتأمين البيت الهادىء لراحة الزوج.

على الزوجة حسن التصرف مع الزوج

حسن التصرف مع الزوج يحد من المشاكل الأسرية، من طرق حسن التصرف مع الزوج التحدث معه بذكاء وطلب ما ترغب به بحنكة دون اللجوء إلى الأوامر رفع الصوت وغيرها من الأمور التي تجلب التوتر داخل الاسرة.

وأن الزوجة الذكية تعرف متى وأين يطلب من الرجل الشيء المعين التي تريده، المرأة بطبيعتها تحسن في الأمور التي تستوجب اللطف والحيل للحد من المشاكل الزوجية وتحد كذلك من التعامل الصعب من الزوج.

طرق لإرضاء الزوج

هناك طرق عديدة لإرضاء الزوج على الزوجة اتباعها منها:

أن تقوم الزوجة ببعض الطرق لإرضاء الزوج وهذا ليس بالأمر الصعب، أن تظهر الزوجة للزوج  أنها على فطرتها وهي العطف والحنان، مدح الزوج والثناء عليه خاصةً عندما يذهب إلى العمل وبعد العمل، أن تقدم الزوجة للزوج هدية صغيرة. تعبير منها على تقديرها لجهوده، على الزوجة اختيار اللباس الجميل والمظهر الحسن أمام الزوج، إن رؤية الزوج زوجته تبدو جميلة يمكن أن يجعله هذا سعيدًا، المحافظة على نظافة الزوجة الشخصية ونظافة البيت والأبناء، أن تستخدم الزوجة في البيت العطر طوال الوقت إن أمكن عندما تكون معه.

احترام الزوج وعدم مضايقه، وأن لا تتحدث معه أبدًا عن أي شيء سيء عنه أو عن والديه أو أي شخص آخر من أفراد عائلته، هذه كلها من طرق كيفية التعامل مع الزوج الصعب في الإسلام.

المصدر: المجتمع والأسرة في الإسلام،محمد طاهر الجوابي،2020أخلاقيات التعامل الأسري في السيرة النبوية، عبد الله بن ناصر السدحانالإرشاد الأسري، عبد العزيز، 2011التعامل الأسري وفق الهدي النبوي، حنان قرقوتي، 2013


شارك المقالة: