إنّ الاختبار النفسي الذي يستغرق وقت طويل لإدارته، يكون عديم الفائدة لمعظم التطبيقات الروتينية، مع ذلك فإنّ ما يشكل فترة زمنية معقولة للاختبار يعتمد جزئياً على القرارات التي سيتم اتخاذها من الاختبار، يجب أن يكون كل اختبار مصحوب بمخطط تسجيل عملي ومجدي اقتصاديًاً ويفضّل أن يتم تسجيله بواسطة آلة أو بواسطة موظفين مدربين بسرعة.
أهم المقاييس النفسية والفيزيائية:
يمكن إرجاع مفهوم العتبة المطلقة إلى الفيلسوف الألماني يوهان فريدريش هيربارت، لاحظ عالم الفسيولوجيا الألماني إرنست هاينريش ويبر لاحقاً أنّ أصغر فرق ملحوظ في الكثافة يتناسب مع شدة التحفيز الأولي، وجد ويبر على سبيل المثال أنّه بينما يمكن للناس ملاحظة الفرق فقط بعد تغيير طفيف في وزن جسم يزن 10 جرام، فإنهم يحتاجون إلى تغيير أكبر قبل أن يتمكنوا من اكتشاف اختلاف عن وزن 100 جرام.
هذه النتيجة المعروفة باسم قانون ويبر، يتم التعبير عنه بشكل أكثر تقنياً في العبارة التي تشير إلى أنّ الشدة المدركة تختلف رياضياً مثل لوغاريتم الشدة الفيزيائية للمثير، في طرق القياس النفسية والفيزيائية التقليدية، ترتبط مجموعة من المحفزات المعيارية مثل الأوزان والتي يمكن ترتيبها وفقاً لبعض الخصائص الفيزيائية، بالأحكام الحسية الصادرة عن الأشخاص التجريبيين، من خلال طريقة متوسط الخطأ على سبيل المثال يتم إعطاء الأشخاص حافز قياسي، ثمّ يتم ضبطهم لضبط الحافز المتغير حتى يعتقدون أنّه يساوي المعيار.
يتم الحصول على متوسط عدد من الأحكام، تم استخدام هذه الطريقة والعديد من الاختلافات لدراسة تجارب مثل الأوهام والشدة التكتيكية والنبرة السمعية، طرق القياس النفسي هي ثمرة للتقاليد النفسية الفيزيائية التي تم وصفها، على الرغم من أنّ الغرض منها هو تحديد موقع المنبهات على مقياس خطي، لا توجد قيم مادية كمية للمثيرات، قد يمثل المقياس الخطي موقف الفرد تجاه مؤسّسة اجتماعية أو حكمه على جودة المنتج الفني أو الدرجة التي يظهر بها خاصية شخصية.
بالتالي يتم استخدام المقاييس النفسية في جعل الشخص يقيم خصائصه الخاصة وخصائص الأفراد الآخرين من حيث هذه الصفات، على سبيل المثال إمكانات القيادة أو المبادرة، بالإضافة إلى تحديد موقع الأفراد على نطاق واسع، يمكن أيضاً استخدام المقياس النفسي لقياس الأشياء وأنواع مختلفة من الخصائص، العثور على أماكن الأطعمة المختلفة على مقياس تفضيل المجموعة أو تحديد المناصب النسبية لخصائص وظيفية مختلفة في رأي أولئك الذين يشغلون تلك الوظيفة.
يتم استخدام درجات التشابه التي تم الإبلاغ عنها بين أزواج الكائنات لتحديد المقاييس أو الأبعاد التي يدرك الأشخاص الأشياء عليها، قدم عالم النفس الأمريكي (Thurstone) عدد من المساهمات النظرية الإحصائية التي تُستخدم على نطاق واسع كأساس منطقي لبناء المقاييس النفسية، تعتمد إحدى تقنيات القياس بشكل تجريبي على الاختيارات التي يتخذها الأشخاص بين أعضاء أي سلسلة من المحفزات المزدوجة.
تم استخدام تقنيات أخرى من تقنيات القياس السيكومتري لثورستون على نطاق واسع في قياس الموقف، في هذه الطريقة يقوم المحكمون بفرز العبارات التي تعكس أشياء مثل درجات متفاوتة من الشدة العاطفية، على سبيل المثال إلى ما يرون أنّه فئات متباعدة بشكل متساوي، تُستخدم تعيينات الفئة المتوسطة لتحديد قيم المقياس رقمياً، يتم تسجيل المستخدمين اللاحقين لمثل هذا المقياس وفق متوسط قيم مقياس البيانات التي يشتركون فيها.
كيفية التفريق بين الاختبارات النفسية:
الاختبارات النفسية مقابل قوائم الجرد:
مصطلح اختبار في معظم الأحيان يشير إلى أجهزة لقياس قدرات أو الصفات التي تتوفر لها حجية الحق وإجابات خاطئة، قد يتناقض مثل هذا الاختبار مع جرد الشخصية والذي غالباً ما يُزعم أنه لا توجد إجابات صحيحة أو خاطئة، على أي حال عند إجراء ما يسمّى غالباً اختبار، يُطلب من الأشخاص بذل قصارى جهدهم، عند إكمال الجرد يتم توجيههم لتمثيل ردود أفعالهم النموذجية.
تم التمييز أيضاً في أنّه عند الاستجابة للمخزون، يتحكم الأشخاص في التقييم بينما في الاختبار لا يفعلون ذلك، إذا تمّ اعتبار الاختبار على نطاق أوسع على أنّه مجموعة من المواقف التحفيزية التي تثير استجابات من أي استنتاجات يمكن رسمها، مع ذلك فإنّ الجرد وفقاً لهذا التعريف هو مجموعة متنوعة من الاختبارات.
اختبار الاستجابة الحرّة مقابل اختبار الاستجابة المحدودة:
تستلزم اختبارات الاستجابة المجانية قيود قليلة على شكل أو محتوى الاستجابة، في حين تقيد اختبارات الاستجابة المحدودة الاستجابات لواحد من عدد أقل مقدم، يميل اختبار المقالة إلى أقصى حد في حين أن ما يسمّى اختبار موضوعي بالكامل يكون في الطرف الآخر، مع ذلك فإن الرد على سؤال مقال ليس غير محدود تماماً؛ لأنّ الإجابة يجب أن تؤثر على السؤال.
يعطي اختبار الاستجابة الحرة ممارسة في الكتابة وعندما يكون المقيم بارع في الحكم على التعبير الكتابي، فإنّ تعليقاته على الاختبار قد تساعد الفرد على تحسين أسلوب كتابته، مع ذلك في كثير من الأحيان تؤثر القدرة على الكتابة على حكم المقيّم على مدى جودة فهم المتقدم للاختبار للمحتوى، هذا يميل إلى تقليل موثوقية الاختبار، تم العثور على مصدر آخر لعدم موثوقية اختبارات المقالات في أخذ عينات محدودة من المحتوى.
على عكس التغطية الأوسع التي يمكن تحقيقها مع الاختبارات الموضوعية، غالباً ما يمكن تحسين كل من المسجل وموثوقية المحتوى في اختبارات المقالات، لكنّ مثل هذه المحاولات مكلفة، أفضل ما يميز الاختبار الموضوعي الذي يقلل من عدم موثوقية المسجل، هو نموذج الاختيار من متعدد، حيث يكون الموضوع مطلوب لاختيار واحد من اثنين أو المزيد من الردود على عنصر الاختبار.
العناصر المطابقة التي لها مجموعة مشتركة من البدائل هي من هذا النموذج، سؤال اختبار الصواب والخطأ هو شكل خاص متعدد الخيارات قد يميل إلى إثارة العداء بسبب معايير الحقيقة المتغيرة أو الكذب، يكون عنصر الاختيار من متعدد الأكثر عمومية أكثر قبول عندما يتم تحديده فقط لاختيار أفضل إجابة، إنّه مرن وموثوق به بدرجة عالية ولا يقتصر على المعرفة الواقعية البسيطة، يمكن لمنشئ الاختبار المبتكر استخدام عناصر الاختيار من متعدد لاختبار وظائف مثل التعميم وتطبيق المبادئ والقدرة على تكوين علاقات غير مألوفة.
يتم تقديم بعض اختبارات الشخصية بصيغة الاختيار القسري، قد يجبرون على سبيل المثال الشخص على اختيار واحدة من كلمتين أو عبارات مواتية باعتبارها أكثر وصف لنفسه أو أحد المصطلحين غير المواتين كأقل وصفية، يؤدي تحديد أحد الخيارات إلى تحقيق مكاسب في النتيجة على بعض السمات، لكنّه قد يحول أيضاً دون منح الائتمان على سمة أخرى.
تهدف هذه التقنية إلى إزالة أي تأثيرات من محاولات الأشخاص لتقديم أنفسهم في ضوء مرغوب اجتماعياً، مع ذلك فهو ليس ناجح تماماً؛ لأنّ ما هو مرغوب فيه للغاية لشخص ما قد يكون أقل استحسان بالنسبة لشخص آخر، يتجسد أسلوب الاختيار القسري للتقييم الذاتي في قائمة جرد الفائدة المستخدمة على نطاق واسع، تمّ تقديم تصنيفات الاختيار القسري لتقييم ضابط عسكري من قبل آخر خلال الحرب العالمية الثانية.
اختبارات الأداء اللفظي مقابل اختبارات الأداء:
يطرح الاختبار اللفظي أسئلة يقدم عليها الموضوع إجابات رمزية (بالكلمات أو في رموز أخرى ، مثل الأرقام)، في اختبارات الأداء ينفذ الشخص في الواقع بعض النشاط الحركي، على سبيل المثال يقوم بتجميع الأشياء الميكانيكية، إمّا جودة الأداء كما يحدث أو يمكن تقييم نتائجه، يميل الاختبار اللفظي الذي يسمح بإدارة المجموعة والذي لا يتطلب أي معدات خاصة.
يتم إحرازه من قبل مقيمين غير مهرة نسبياً، إلى أن يكون أكثر عملية من اختبار الأداء، يحتوي كلا النوعين من الأجهزة أيضاً على نظائر في قياس الشخصية، حيث يتم استخدام الاختبارات اللفظية وتقييمات السلوك.
الاختبارات الكتابية مقابل الاختبارات الشفوية:
يتم إجراء الاختبار الشفوي على شخص واحد في كل مرة، لكن يمكن إجراء الاختبارات الكتابية في وقت واحد لعدد من الموضوعات، اختبارات التحصيل الشفوية كونها غير اقتصادية وعرضة للمحتوى وعدم موثوقية الهداف، حلت محلها الاختبارات الكتابية، تشمل الاستثناءات الملحوظة اختبار الأميين والامتحانات الشفوية التي عفا عليها الزمن والتي يتحمل المرشحون للحصول عليها للحصول على درجات عليا.
يقول مؤيدو اختبارات الذكاء التي يتم إجراؤها بشكل فردي أنّ مثل هذا الاختبار وجهاً لوجه يحسن العلاقة والتحفيز، حتى بين الأشخاص البالغين المتعلمين، لا تزال الاختبارات الشفوية للكفاءة العامة شائعة على الرّغم من تصميم العديد من الاختبارات الجماعية المكتوبة لنفس الغرض، قد توفر المقابلة قياس للشخصية وخاصة عندما يتم توحيدها فيما يتعلق بصياغة الأسئلة وترتيبها ومع وجود مفتاح لترميز الإجابات، فقد ترقى إلى مستوى اختبار شفهي فردي.
تُستخدم هذه المقابلات في استطلاعات الرأي العام وهي مصمَّة بعناية لتجنب آثار تحيز القائم بالمقابلة، ليكون مفهومة لعينة غير متجانسة للغاية من المستجيبين.
التقييم من قبل الآخرين مقابل التقييم الذاتي:
من خلال الرد على قوائم جرد الشخصية ومقاييس التصنيف، يفترض أن يكشف الشخص عما يعتقده؛ أي أنّه يثمن نفسه، قد تعكس الأدوات الأخرى ما يعتقده شخص ما عن شخص آخر، نظراً لأنّ التقييم الذاتي غالباً ما يفتقر إلى الموضوعية، فإنّ التقييم من قبل شخص آخر شائع في أشياء مثل تصنيفات الترقيات، من الواضح أنّ اختبارات القدرة العادية تتضمن تقييم شخص من قبل شخص آخر، على الرّغم من أنّ التقييم الذاتي للموضوع قد يتطفل، على سبيل المثال قد يفتقر إلى الثقة لدرجة أنّه لا يحاول بذل قصارى جهده.