كيفية الحفاظ على المهارات التي اكتسبها الطفل من مدرسة منتسوري

اقرأ في هذا المقال


يكمن الحفاظ على المهارات التي اكتسبها الطفل من مدرسة منتسوري بالممارسة حيث تصنع الكمال في مرحلة الطفولة المبكرة وأيضاً بالتكرار، حيث يشكل التكرار أساس التعلم وتنمية المهارات والإنجاز.

كيفية الحفاظ على المهارات التي اكتسبها الطفل من مدرسة منتسوري

وتشير ماريا منتسوري إلى ضرورة التفكير عندما يتعلم الطفل المشي لأول مرة، يبدأون بالزحف، ثم تكرار حركة الوقوف، حيث يتعلم الصغار حركة الوقوف قبل أن يتقنوا القدرة على المشي.

كما يجب أن يتعلم الطفل أولاً المهارات الأساسية قبل أن يتمكن من اكتساب السرعة وزيادة الثقة والإتقان، ومن خلال التكرار تصبح الإمكانية مقدرة.

ما هو التكرار من وجهة نظر ماريا منتسوري

تقول ماريا منتسوري إنه لا يعني التكرار بالضرورة قراءة نفس القصة، أو إكمال نفس النشاط مرارًا وتكرارًا، بدلاً من ذلك يشير التكرار إلى أي شكل من أشكال العمل الذي يوفر للطفل فرصًا لممارسة مهارة أو مجال معرفي.

كما أن التكرار يأتي في أشكال عديدة، حيث قد يشمل ذلك قراءة نفس القصة مائة مرة، وملحقات التعلم والألعاب التي تكرر نفس المهارة، أو الدروس الخصوصية للأقران أو الملاحظة السلبية لدرس أو نشاط أكمله طفل آخر.

وقد يأتي التكرار أيضًا من الروتين أو البيئة، حيث إن معرفة ما يمكن توقعه، ووجود الأشياء تحدث بطريقة منظمة، ويساعد الأطفال على معرفة ما يمكن توقعه والشعور بالراحة، وعندما تكون البيئة متوقعة، يشعر الطفل بالأمان والراحة، مما يؤسس البيئة المثلى للتعلم.

العلم وراء التكرار بمنتسوري

كما تشير ماريا منتسوري إلى أن التعلم يتطلب طاقة كهربائية لإنشاء اتصالات عصبية، فكلما كان الشيء أقل تلقائية كلما تطلب الأمر المزيد من الطاقة لإنشاء الاتصال، ففي البالغين يتم تطوير هذه الوصلات العصبية جيدًا بناءً على الخبرة السابقة والتكرار والممارسة، ويتيح لهم ذلك القيام بأشياء مثل قيادة السيارة أو القيام بحسابات أساسية، ومن خلال بذل القليل من الجهد.

وعند الأطفال تبدأ هذه الوصلات العصبية في التكون فقط، فالتكرار هو لبنة ضرورية تسمح لهم بتقوية الروابط في الدماغ التي تساعدهم على التعلم.

ما هي فوائد التكرار بمنهج منتسوري

1- يساعد التكرار على تقوية المعالجات العصبية في الدماغ للتعلم.

2- التكرار يعلم الأطفال ممارسة المعرفة وإتقانها والاحتفاظ بها.

3- يوفر التكرار فرصة للممارسة والتعزيز.

4- هناك حاجة إلى التكرار لإتقان المهارات والنجاح.

5- يتعلم الأطفال من خلال التكرار الحفظ.

6- يتعلم الأطفال الانضباط الذاتي والتفكير النقدي من خلال التكرار.

7- من خلال تكرار الحركة، يتم تحسين التنسيق.

8- من خلال التكرار، يتعلم الأطفال التمييز بين الاختلافات والفروقات في العالم من حولهم.

9- من خلال التكرار، يطور الأطفال الثقة في التقدم.

10- التكرار يعلم الأطفال استيعاب المفاهيم.

11- التكرار الأعلى مثل التوليف والتحليل والتطبيق يطور ذكاء الطفل.

منتسوري والتكرار في تنمية الطفل

تقول ماريا منتسوري إلى أن التكرار هو سر الكمال، وقد روت ماريا منتسوري في خطابها عام 1915 أمام الجمعية الوطنية للتعليم، قصة طالبة تبلغ من العمر ثلاث سنوات كانت منغمسة بعمق في نشاط كتلة خشبية.

صرحت منتسوري بأنها لم تر أبدًا مظهرًا من هذا النوع من الثبات، حيث عمل الطفل على النشاط، وكرره أكثر من أربعين مرة، وعندما توقف الطفل أخيرًا، دون انقطاع خارجي، صرحت منتسوري أن الطفل نظر حوله بتعبير عن الرضا العميق والسلام.

وكانت ملاحظة منتسوري أن الانتباه والتكرار يمكن أن يحل عدم استقرار التركيز الذي يميز الأطفال الصغار، وجاء هذا الاكتشاف، من بين أمور أخرى ليشكل عدة مبادئ أساسية مرتبطة بتعليم منتسوري.

كيف تدعم منتسوري التكرار

تم تصميم بيئة منتسوري خصيصًا لدعم التعلم من خلال التكرار والممارسة، وفي الواقع يعد التكرار أحد الأعراض الرئيسية للفترات الحساسة، والتي وصفتها منتسوري بأنها الوقت الذي يكون فيه الأطفال أكثر احتمالًا وراغبين في تعلم مجال المعرفة أو المهارات الرئيسية بسهولة.

وأحد الأمثلة على كيفية دعم منتسوري للتكرار هو دورة عمل منتسوري التي توفر هذه الدورة التي تبلغ مدتها ثلاث ساعات للأطفال فرصة اختيار عملهم ومتابعة اهتماماتهم والعمل دون انقطاع، وخلال دورة العمل من الشائع أن يعود الأطفال إلى نفس النشاط بشكل متكرر، ويكررونه حتى يتقونه.

وتشجع هذه الفترة المستمرة من النشاط المتكرر الأطفال على تطوير التركيز والانضباط الذاتي المطلوبين للعمل الأكثر تقدمًا، بالإضافة إلى ذلك فإن مواد منتسوري وهي أدوات تعليمية متعددة الحواس، تعلم الأطفال كيفية حل المشكلات والتصحيح الذاتي من خلال التكرار والممارسة.

ومن خلال العمل مع مواد منتسوري يطور الأطفال فهمًا للمفاهيم المجردة، مثل العلوم والرياضيات، من خلال الخبرات العملية، علاوة على ذلك فإن تكرار الأنشطة من منطقة منهج الحياة العملية، يساعد الأطفال في تطوير التنسيق والوعي الجسدي الذي يحتاجون إليه للقيام بتفكير أكثر تعقيدًا، ويجب أن يتعلم الطفل أولاً الجلوس والتركيز قبل أن يتمكن من تطوير الروابط العصبية اللازمة للقراءة والكتابة والرياضيات.

نصائح منتسوري لدعم التكرار في المنزل

1- توفير فرصة التكرار: يمكن دعم الطفل من خلال تزويده بفرص لتكرار الأنشطة التي تهمه، أثناء وقت اللعب، ولا يجب تشجيعهم على حزم أمتعتهم إذا كانوا في منتصف النشاط، بل منحهم أكبر قدر ممكن من الوقت لإكمال النشاط.

2- توفير ملحقات التعلم: حيث يجب التشجيع على التكرار من خلال توفير ملحقات التعلم بناءً على تكرار القصة أو الفيلم أو النشاط أو الأغنية المفضلة للطفل، وترك الطفل لتكرار النشاط، وأن يمتد من خلال رسم الصور، والتفكير في أوجه التشابه والاختلاف، وتشجيعه على استباق الكلمات أو الأفعال، وسيساعدهم هذا التعلم المتكرر على تشكيل الروابط العصبية التي يحتاجونها لتعلم أكثر تعقيدًا.

3- توفير تعليمات متعددة الحواس: حيث يتم تعزيز التكرار باستخدام تعليمات متعددة الحواس، وطرح أسئلة مثل: كيف تبدو؟ الرائحة مثل ماذا؟ صوتها مثل ماذا؟ حيث ستشجع هذه التعليمات الطفل على الاحتفاظ بالمعلومات الجديدة.

4- توفير التأمل الذاتي: حيث يجب تعزيز الجوانب الإيجابية للتكرار من خلال سؤال الطفل عما استمتع به في مرحلة ما قبل المدرسة طوال اليوم، وفي طريقهم إلى الحضانة في اليوم التالي، يجب تذكيرهم بما استمتعوا به في اليوم السابق، وسيشجعهم ذلك على التفكير في أنفسهم، مما سيساعدهم في تعلم الأشياء بشكل كامل وسريع.

وفي الختام تشير ماريا منتسوري إلى إنه يمكن الحفاظ على المهارات التي اكتسبها الطفل من مدرسة منتسوري من خلال التكرار فالتكرار في التعلم من أهم أساسيات نمو الطفل، ولدعم وتعزيز هذه اللبنة الأساسية من الروابط العصبية، يجب توفير بعض الصبر الإضافي لتلك الأيام التي يرغب فيها الطفل الصغير في قراءة (Possum Magic) للمرة الألف، كما يجب الوثوق في محرك النمو الداخلي للطفل، وأن التكرار هو ما يحتاجه للتعلم والنجاح.


شارك المقالة: