مهما وصلنا من درجات الرقي الفكري والسلوكي وحسن التعامل مع الآخرين لا بدّ وأن نحمل الضغينة في قلوبنا لبعض الأشخاص بسبب إساءة لفظية أو معنوية قد سبّبها لنا في يوم من الأيام، ولكنّ هذا الأمر لا يجلب لنا السعادة أو العور بنشوة الانتصار، فمن الطبيعي أن تحدث جرّاء هذه الكراهية كراهية أخرى مساوية لها، وقد يتعدّى الأمر إلى حدوث بعض النديّة التي قد تصل إلى درجة المواجهة والعنف، فالأشخاص الين يحملون الكراهية في أنفسهم هم الأكثر حاجة إلى بعض المهارات الفردية التي تساعدهم على التخلّص من هذه المشكلة.
ما هي الوسائل التي تساعد على التخلص من مشكلة كراهية الآخرين
1. العفو عند المقدرة والتسامح
يعتبر الشخص الذي يملك القدرة على الصفح والتسامح هو الأكثر قدرة على نبذ الكراهية والحقد لكونها عادة ما تكون نتائجها كارثية وعكسية على المجتمع بصورة عامة، فالأشخاص الذين يرغبون في التخلّص من مشكلة الكراهية لا بدّ وأن يمتازوا بسعة الصدر والقدرة على تجاوز الكثير من العقبات وعدم الوقوف عليها أو الاهتمام بها بشكل ملحوظ، وأن يتمّ التعامل مع الجميع على أساس حسن الظن والابتعاد عن الحقد والتآمر.
2. نسيان الماضي
يعيش البعض على ذكريات الماضي المؤلمة أو التي سبّبت له الفشل أو الإحراج بسبب موقف قد قام به شخص ما، وما لم يتحلّى الفرد بالنسيان لا يمكن له أن يعيش بطريقة آمنة، فالأشخاص الذين يتناسون الماضي الأليم ويبدؤون صفحة جديدة هم الأشخاص الأكثر قدرة على النجاح والتفوّق ورسم المستقبل بالشكل الصحيح، فكراهية الآخرين عادة ما تكون مرتبطة بالماضي أو بموقف لا يستطيع الفرد نسيانه ويبدأ بالبحث عن وسيلة يقوم من خلالها بردّ الاعتبار، ويعتبر هذا الأسلوب من أكثر الأساليب فشلاً ويزيد من الكراهية والحقد والعنف بين أبناء المجتمع.
3. عدم التعصب الفكري
لا يرغب البعض في أن يكون له أي مخالفين في الرأي أو الموقف الذي يتحدثون به أو يفعلونه، ويعتبرون أن كلّ من يخالفهم الرأي هو عدو لهم ولا بدّ من مواجهته وهنا تبدأ مرحلة الكراهية، فالتعصب الفكري في هذه الحالة وفي جميع الحالات لا يؤتي ثماره بصورة إيجابية، فهو لا يزيد إلا من مستوى الكراهية والحقد وترصّد الزلات والأخطاء وعدم المسامحة أبداً.