سؤال يتبادر في ذهن البعض قبل النوم أو بعد الاستيقاظ من النوع في الصباح الباكر، كيف أجل يومي سعيداً؟ ولعل الإجابة في ذهن البعض تكمن في الحصول على المال بصورة غير مشروطة، أو الحصول على العاطفة التي لطالما بحث عنها البعص بصورة غير متوقعة، أو الالتقاء بقريب أو صديق بصورة أنيقة، أو الخروج في رحلة أو غير ذلك من الأمنيات التي لا تنتهي، ولكن السعادة في حقيقة الأمر تكمن في ذاتنا وفي طريقة تفكيرنا، فنحن من نملك القدرة على جعل يومنا سعيداً أو تعيساً.
الأمور التي تجعل اليوم سعيد
1. حسن الظن
لا يستطيع الكثير منّا ان يحسن الظن بنفسه أو بالآخرين من حوله لنجده دائماً يعيش في دائرة من الشك والتفكير بعيد المدى بصورة سلبية، ولعلّ هؤلاء الأشخاص هم التعساء الذين لا يملكون القدرة على الراحة الفكرية ولا الراحة النفسية، ولا يستطيعون أن يثقوا بأي شخص وحتّى بأقرب الأشخاص منهم، فهم يعيشون في دائرة مغلقة من الاتهام اللامنطقي والبعد عن الحقائق، ويحاولون دائماً أن يلصقوا فشلهم وضعف شخصيتهم في الآخرين من حولهم، ولعلّ الحل يكمن في حسن الظن بالآخرين، وإن كان البعض لا يملك القدرة على ذلك فعليه المحاولة وفعل ما يجب فعله للخروج من دائرة الشك وسوء الظن.
2. الأحلام الكبيرة
لا يملك البعض الجرأة في أن تكون أحلامه كبيرة بقدر تفكيره الحر اللامحدود، ويصرّ على أن تكون أحلامه محدودة تقتصر على بقايا أحلام الآخرين، وهؤلاء الأشخاص هم الحسّاد الذين عادة ما يحلمون بما هو بأيدي الآخرين من نجاحات.
ولا يملكون الجرأة في صنع أحلام خاصة بهم لكونهم يعتقدون بأنهم أشخاص غير كفؤين ولا يملكون الجرأة على البوح بها، والحلّ يكمن في طبيعة الشخص الحالم وطبيعة الحلم، حيث من المنطقي أن تكون أحلامنا كبيرة بقدر طموحاتنا ونجاحاتنا، فمن يعتاد على التحليق عالياً في أحلامه ستكون أيامه جميلة بقدر طموحاته وسيستيقظ في كلّ يوم على أمل تحقيق هذه الأحلام أو جزء منها أو أن يحظى في شرف المحاولة.
3. عدم كره الآخرين
لو أحصى كلّ واحد منا عدد الأشخاص الذين يعرفهم ويعرفونه على مدار مراحل حياته سيجدهم مقارنة بعدد سكان العالم عدد ضئيل جدّاً لا يذكر، وهنا يمكن للفرد أن يكون أكثر إيجابية ومنطقية في بناء العلاقات المجتمعية وتكوينها، فمن الطبيعي أن تكون هذه العلاقات ذات حدود منطقية لا يصحّ تجاوزها بصورة أو بأخرى.
والفرد الذي يفكّر بأن جميع العلاقات التي تربطه مع الآخرين هي علاقات خير بعيداً عن الظن سيكون يومه سعيداً وسيحصل على علاقات اجتماعية مميّزة لا يمكن تعديها، فالسعادة التي نرغب في الحصول عليها ليوم واحد سنحصل عليها أياماً أخرى وربّما سنين وسترافقنا حتّى نهاية العمر، وبالتالي سنحصل على حياة سعيدة بصورة كاملة بعيداً عن السلبية والفشل.
4. البحث عن النجاح
من أراد أن يكون ناجحاً وأصرّ على هذا النجاح؛ من الطبيعي أن يكون ناجحاً في نهاية المطاف، ولكن أولئك المحبطون الذين ينظرون إلى العالم من ثقب صغير ويصرون أن البشرية جمعاء هم أعداء لهم ستكون نتيجتهم الحتمية هي الفشل وعدم القدرة على بناء الثقة المجتمعية مع الآخرين، فالبحث عن النجاح يحتاج إلى الكثير من العمل والصبر والبناء والجهد المبذول بصورة مضاعفة.
ولكن من أراد أن يحصل على يوم سعيد عليه أن يحقّق نجاحات تشعره بهذه السعادة، نجاحات على مستوى العمل أو على مستوى العلاقات الاجتماعية والعائلية والعاطفية، وحتى نجاحات مع الذات، فإن لم نستطع أن نكون مقنعين مع ذاتنا فلن نتمكّن أبداً من النجاح في حياتنا الطبيعية مع الآخرين.
5. تقديم المساعدة للآخرين
لا يمكن لشيء أن يشعرنا بالسعادة والنجاح أكثر من قيامنا في تقديم مساعدة مادية أو معنوية لشخص ما جعلته يشعر بالسعادة، فالإنسانية التي تجمعنا هي الشريك الرئيسي الذي بإمكانه التأثير على مشاعرنا بصورة كبيرة دون قدرتنا على التحكّم في هذه العواطف.
فعندما ننقذ أحدهم من الموت أو من الوقوع في مصيبة كبيرة فإنّ ذلك يعتبر من قمّة السعادة والشعور بالفخر الذاتي، ولعلّ الأشخاص الذين قدموا الاختراعات والحلول العظيمة للبشرية هم الأشخاص الأكثر تخليداً ولعلّهم كانوا أكثر سعادة في أثناء حياتهم، فقد نجحوا على الصعيد الشخصي والصعيد العاطفي والإنساني.