يحتاجُ الأبناء في مرحلة المراهقة إلى الإِحساس بالحُب، الحنان، التّقدير، الاحترام، محبة الأُسرة لهم حتى ينشؤوا نَشأةً سليمةً وصحيّةً، تجعلُهم قادِرين على التأقلُم في مُجتمعهم بشكلٍ إيجابي، لكن يحتاجُون أيضاً إلى التأديبِ والعقِاب عند القيام بالسلوكيّات الخاطئة وغير الجيدة، كيف يمكن معاقبة الابن المراهق، يُؤكد خُبراء التّربية على ضرورة معرفة الأبوين بمرحلةِ المراهقة، الطرق السليمة التي يجب اتباعها خلال التعامل مع الطفل في بداية مرحلة المراهقة.
أمور تجنبها لعلاقة جيدة مع المراهق
- توقع الأسوأ: إنّ التّوقعات السلبيّة والسّيئة من الآباء تِجاه تصرُّفات المراهق بدافِع الخُوف تعزز أو تزيد من احتماليّة حدوثها، بمُجرد أن يدخُل الابن في سنِّ المُراهقة والبُلوغ، يتوقّع الآباء دوماً أسوأ التّصرفات، يقول علم النفس وعلمائه أنّ ما تتوقعه يحدث، لذلِك ومن غيرِ قصد يُمكنك أن توجه ابنك لفعل ما تخشاه، بدلاً من التّركيز على الأَفعال الخاطِئة، ركز على اهتماماتِ طفلك، هواياته، حتى إن كُنت لا تفهمها فهذه الطّريقة تفتح قنواتٍ جديده للتّواصل مع ابنك المُراهق.
- قراءة الكثير من كتب التربية: يشعُر الكثير من الأهل بالارتِباك والحِيرة في فهم المراهقين، فيلجأون لقراءة الكثير من الكُتب التربويّة لعلّهم يجِدون مُفتاح للتّعامل، فتح قنواتٍ للتواصل معه، في بعض الأحيان ينعزِل الآباء بقراءة هذهِ الكُتب عن الواقِع، لذلك يَنصح خُبراء التّربية الأهل، أن يثقِوا في حدسِهم ومشاعِرهم للتّعامل مع المُراهقين، قراءة ما يُفيد وأخذ المعلُومات العمليّة من الكُتب، عدم الانغِماس بين طيّات الكُتب ونسيانِ الواقِع.
- الانشغال بأصغر الأمور: غالباً ينزعج الوالدين من أمور صغيرة جداً تصدر من المُراهق، لكِن إذا لم يعرِّض ابنك نفسهُ للخطر، فاعطِه فُرصة ومساحة لاتخاذِ قراراتِه وتحمُّل العواقِب، هناكَ الكثير من الآباء والأمهات يخشون على تعرُّض ابنهم المُراهق لأيِّ فشل أو خيبةِ أمل أو ألم، لكن حِماية طِفلك المُبالغ فيه من واقعِ الحياة، يخفض فُرصه في التعلم بالتّجربة ومُعايشة واقع لا بُد أن يصطدِم معهُ يوماً ما، هذا لا يعنِي غيِاب دور الوالِدين التوجيهي، فقط أعطِ ابنك المُراهق مساحة من الحُرية مع مُراقبتك له والتّدخل في الوقتِ المُناسب.
- تجاهل الأخطاء الكبيرة: إنّ المُراهقة فترة حرِجة وصعبة على كلٍّ من الأبناءِ والآباء، فهي فترَة انتقاليّة من عالمِ الطّّفولة إلى الشّباب والنّضوج، يلجأ بعض المُراهقين لارتِكاب السلوكياّت الخاطِئة، لإثبات استقلاليّتهم أو بُلوغهم وأنّهم لم يعودوا أطفالً بعد الآن، ربما يبدأ بعضُ المُراهقين في التّدخين، تجربة بعض أنواع المخدرات، المشرُوبات الكحوليّة، لذلِك إذا كنت تشك أنّ طفلك يقوم بمثل هذه الأمور، يجب عليك التّدخل فوراً وتوجيهه للصّواب ومنعه عن الخطَأ، قبل أن يتفاقَم الوضع وتكبَر المُشكلة.
- المبالغة في الحزم أو التدليل: إنّ بعض الأهل يخافُون من فقدان السيطرة على المراهق، فنجدُهم يبالغون في الحزمِ والسّيطرة عليه،تقييد حريّته وتصرُّفاته، بينما البعض الآخر يخشى أن يكون حازِماً مع المُراهق، كي لا يُجبره على الابتِعاد عنه وفقدان قنواتِ التّواصل معه، في الحالتين إنّ المبالغة في الحزمِ أو التّدليل تصرُّف خاطئ، يجب على الوالِدين إيجاد التّوازن في التّعامل مع المُراهق، الحزم في المواقِف التي تستدعي ذلك، التّساهل في بعض الأمور التي ليس مِنها ضرر.
طرق عقاب المراهقين
مُعاقبة المراهقين لا تزالُ تخطر في بال كلّ عائلة، لكن القلّة مِنهم من يُجيدون التّعامل مع هذه المرحلة العمريَّة الدّقيقة التي يمرُّ بها المراهق، لذلك يجب التعرف على طُرق العقاب التي تناسب هذه المرحلة، من غير أن يشعر المراهق أنّه مذلول، خصوصاً وأنّ هذه الفترة من عُمر الأطفال تكون دقيقةً وحسَّاسة، يكون المراهقون أكثر حِرصاً على عدم التسبُّب بأيّ مشاكل كبيرة.
عقاب المراهق بالمنع
- منع المراهق من الخُروج: وخاصَّةً عند رغبة المُراهق الذهاب إلى مكانٍ ما أو الخروج للتّنزه مع الأصحاب، فذلك يشعرهُ أنّه نتيجةً لِسوء تصرُّفه انحرم من شيءٍ يُحبه، كلما طالت مدّة المنع من خُروج المُراهق، فإنّه سوف يشعُر بالمسؤولية تِجاه تصرُّفاته بشكلٍ أكبر.
- الحرمان من اللعب بالأجهزة الإلكترونية: يُعدّ المُراهق أكثر الفِئات العمريّة تعلُّقاً بالأجهزة الإلكترونيّة المُختلفة، حِرمانه من استخدامِ هذه الأجهزة، يعدُّ عِقاباً قاسِياً سيُؤثر فيه حتماً، يجب أن لا تزيد مُدة العِقاب عن أُسبوع؛ لأنَّ المُراهق بعد ذلك لن يتأثّّر، كما يجب أن تتوافَق المُدة مع عُمر المُراهق، مثلاً المُراهق في عمر السّادسة عشرة يستجيب لمُدّة عقابٍ طويلة أكثر من المُراهق ذي السبعة عشر عاماً، ذلك لأنَّه كل ما كبر كلما ارتبط العِقاب بشخصيّته.
مشاركة المراهقين في بعض النشاطات التي لا يحبونها
تُعتبر هذه المشاركة من أبرز الطُّرق المُتبعة لمُعاقبة المُراهق، الذي غالِباً يُحاول الظُّهور بشكل المُراهق القويّ، الذي لا يهابُ أيَّ شيء أو يُزعجه أيّ أمر، في هذه الحالة يُمكن للأَهل أن يستفَيدوا من هذا الواقِع، على الأهِل أن يُشركوا أولادهم المُراهقين ببعضِ الأعمال المنزليّة أو ترتيب الغُرفة أو توضِيب بعض الأغراض أو التوجُّه إلى المجالات التجاريّة، حينَها تُصبح هذه الطّريقة الأفضل لِعقاب المُراهقين.
عقاب المراهق بالمقاطعة
العِقاب بالهَجر، هذه الطّريقة تُعطي نتائِج طيِّبة حيث يُحبس المُراهق في غُرفته ولا يتحدث معهُ أحد، لا يتعامَل معهُ أفراد الأُسرة فذلك يجعله يهدأ ويُعيد التّفكير في سُلوكه.
قيام المراهق بأعمال مفيدة
إجبار المُراهق على المُشاركة في تنفيذِ الأعمال التي لا يحبُّها، مثل تنظيف الحديقة من الأَعشاب الضّارة وحرث الأَرض وغيرِها، حيث إنَّ المُراهق يُحاول الظّهور بِمظهر القويّ وبأنَّه لا يهتم للعِقاب ويستطيع تحمُّل أيَّ شيء دون أن يعترف بخطئه.
الطلب من المراهق أن يقترح عقوبة لنفسه
من الأَسهل على ابنك أن يتقبّل عقُوبة مُعينة، إذا كانَ لهُ دور كبير في تحدِيدها، كُن ثابتاً على المبادئ عند تنفيذِ الحُدود، أياً كانَ الأُسلوب الانضِباطي الذي تختارُه، اربط العُقوبات بكسرِ قاعدةٍ من القواعد، قُم بتنفيذِها على الفوُر، حدِّد العُقوبات ببضعِ ساعاتٍٍ أو أيام لتكون أكثر تأثيراً.
نصائح لعقاب المراهقين
إنّ المُراهق شخص ناضِج، لِذا لا بدَّ من إشعارِه بذلِك ومُعاملته على هذا الأََساس، حتى لو كانَ مُعاقباً تنفيذ العقاب قد يكُون صعباً؛ لكن ابنك بحاجةٍ إلى أن تكُون لهُ والداً، ليس صديقاً، فالتّساهل المُبالَغ فيه قد يكون بمثابةِ رسالةٍ تفيد بأنّك لا تأخُذ سلوكيّاته بمأخذِ الجد، بينما قد تُتسبب القسوةُ المُفرطة في شُعوره بالاستِياء والنّفور منك.
- الامتِناع عن الضّرب أو اتّباع أيّ أسلوبٍ يجعلُ المُراهق يشعرُ بالإهانة؛ لأنَّ ذلك سيعود بنتيجةٍ عكسيّة حيث سيُعاند الابن، يُحاول إثبات شخصيّته، قد يقودُ ذلِك إلى القيام ِبسلوكيّاتٍ أسوأ من ذلك، مُرافقة أصحاب السُّوء لاستفزازِ الأهل.
- تجنُّب استخدام أسلوب الصّراخ والعصبيّة وعدم التّحدث مع المُراهق بنبرة حادّة واتّباع أُسلوب الحزِم بكلِّ هُدوء من غير التسلط.